لوشان (الصين) (رويترز) - يبذل رجال الانقاذ جهودا مضنية للوصول الى منطقة جبلية نائية في أقصى جنوب غرب الصين يوم الاحد مع ارتفاع أعداد القتلى والمفقودين من أسوأ زلزال تشهده الصين في ثلاثة أعوام إلى 208 أشخاص واصابة اكثر من 11800 اخرين منهم نحو الف في حالة خطيرة. ووقع الزلزال الذي بلغت قوته 6.6 درجة يوم السبت في مقاطعة لوشان قرب مدينة يان في إقليم سيشوان بجنوب غرب الصين على مقربة من المنطقة التي ضربها زلزال قوته 7.9 درجة في مايو عام 2008 وأسفر عن مقتل 70 ألف شخص. وسقط معظم القتلى في لوشان التي يفصل بينها وبين يان رحلة قصيرة بالسيارة عبر أحد الوديان لكن ضيق الطريق والانهيارات الارضية وأيضا القيود التي تفرضها الحكومة لتفادي الاختناقات المرورية تسبب في تعطل تقدم فرق الانقاذ. وقال كيفين شيا من الاتحاد الدولي للصليب الاحمر والهلال الاحمر "وسط مقاطعة لوشان يعود إلى حالته الطبيعية لكن لا تزال هناك حاجة ملحة فيما يتعلق باماكن الايواء والمواد. "هناك صعوبة في وصول الامدادات إلى المنطقة بسبب الاختناقات المرورية. معظم امداداتنا مازالت في الطريق." وفي مدينة يان عبر رجال الاغاثة عن خيبة املهم من صعوبة الوصول إلى لوشان والقرى الواقعة بعدها في الجبال. وقال رجل من فرق الانقاذ في اقليم شاندونج والذي رفض الافصاح عن اسمه "نحن في عجلة من امرنا. هناك اشخاص يحتاجون إلى المساعدة ولدينا الامدادات في مؤخرة (السيارة)." وقالت وزارة الشؤون المدنية إن عدد القتلى 184 والمفقودين 24 والمصابين أكثر من 11800 شخص. ولم يستطع المئات من أفراد الشرطة المسلحة استخدام طرق دمرتها الانهيارات الارضية وساروا في طابور حاملين المعاول في طريقهم إلى باوكسنج احدى المناطق التي تضررت بشدة من الزلزال. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن 18 ألف جندي من الجيش انتشروا في المنطقة للمساعدة في عمليات الانقاذ. وشكرت وزارة الخارجية الصينية الحكومات الاجنبية التي عرضت المساعدة وقالت ان الصين قادرة على التعامل مع الموقف. وفي لوشان عالج الاطباء والممرضات المصابين في العراء أو في خيام نصبت في فناء المستشفى الرئيسي وقد تناثر حولهم الزجاج المهشم وقطع من الاسمنت سقطت خلال الزلزال الذي قطع ايضا امدادات المياه والكهرباء عن المنطقة. وقال مزارع يدعى تشين تيانشيونج (37 عاما) وهو راقد على محفة بين خيام وسط افراد من عائلته "كنت مذعورا . لم ار زلزالا كبيرا كهذا من قبل." وفي خيمة اخرى تولى زو لين رعاية زوجته وابنه البالغ من العمر ثلاثة ايام بعد خروجهما من مستشفى لوشان بعد فترة قصيرة من وقوع الزلزال يوم السبت. وقال زو وهو ينظر إلى طفله الذي لف في بطانية على سرير "كنت قلقا ان يلحق بالطفل أو بأمه اي اذى. كانت البنايات تهتز جميعا. اصابني خوف شديد. لكنني لم اعد اشعر الان بأي خوف." وسافر رئيس وزراء الصين لي كه تشيانغ إلى منطقة الزلزال بطائرة هليكوبتر لمواساة الجرحى والمشردين وتجاذب اطراف الحديث مع رجال الانقاذ. ونقلت وكالة شينخوا عن لي قوله للمرضى في مستشفى "تلقوا العلاج والمداواة من الجروح دون ان تشغلوا بالكم بأي شيء. الحكومة ستتكفل (بعلاج) الاشخاص المصابين باصابات خطيرة." وقال تشن يونج نائب مدير مكتب الاستجابة للطواريء في حالات الزلازل في مدينة يان للصحفيين يوم السبت ان من المرجح ان يرتفع عدد القتلى بشكل كبير. وقال الكثير من ضحايا الزلزال وهم بالفعل من الفقراء إن الحكومة هي املهم الوحيد. وقالت امرأة تدعى كاو بانجيانج (36 عاما) ان منزلها دمر. وأضافت وهي تحمل رضيعها البالغ من العمر تسعة اشهر "ان تكون بلا منزل ولديك طفل في هذا العمر امر صعب. ليس لدينا سوى الحكومة للاعتماد عليها لمساعدتنا." ولم يؤد زلزال السبت الى انهيار مباني المدارس على خلاف زلزال عام 2008 الذي تسبب في انهيار عدد من المدارس مما أغضب الرأي العام وأدى الى حملة لاعادة البناء على مستوى البلاد كلها. ويعيش في مدينة يان 1.5 مليون نسمة وهي من المدن التي كانت مهد تقاليد احتساء الشاي في الصين. ويوجد بها ايضا أحد المراكز الرئيسية في الصين لحماية حيوان الباندا العملاق. من مايكل مارتينا وماكسم دنكان