قتل خمسة من عناصر حفظ السلام الهنود وسبعة على الاقل من موظفي المنظمة المدنيين الثلاثاء في كمين في جنوب السودان غداة تحذيرات بشأن العنف المتزايد في تلك الدولة. ودانت هيلده جونسون الموفدة الدولية الخاصة لجنوب السودان "باشد العبارات مقتل خمسة من عناصر حفظ السلام وسبعة مدنيين يعملون مع بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان في كمين نصبه مهاجمون مجهولون" كما جاء في بيان. واضافت "ان تسعة اخرين من جنود حفظ السلام والمدنيين اصيبوا بالهجوم". من جهته اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية سيد اكبر الدين على خدمة تويتر ان "خمسة من جنود حفظ السلام من الهند يعملون مع بعثة الاممالمتحدة في جمهورية جنوب السودان قتلوا في كمين في جونقلي". واكد لوكالة فرانس برس مقتل العناصر على يد "متمردين" مجهولين وقال انهم قتلوا اثناء "مواكبتهم قافلة للامم المتحدة". وفي نيويورك طلب مجلس الامن الدولي من حكومة جنوب السودان التحقيق سريعا في الهجوم. وفي بيان اعتمد بالاجماع نددت الدول ال15 الاعضاء في المجلس "باشد العبارات" بهذا الهجوم وطالبت "حكومة جنوب السودان بالتحقيق سريعا في هذا الحادث وبملاحقة المسؤولين عنه قضائيا". وكرر المجلس ايضا التعبير عن "دعمه الكامل" لبعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان وطلب من "كل الاطراف التعاون مع هذه البعثة". من جهته دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الهجوم معتبرا انه يمكن اطلاق تحقيق بارتكاب جريمة حرب. وقد اصيب تسعة اشخاص في الكمين فيما قال بان كي مون انهم في حالة "حرجة". وقال المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة مارتن نيسركي ان بان كي مون "يذكر بان قتل جنود حفظ السلام يشكل جريمة حرب تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية". واضاف ان بان كي مون "روعه" الهجوم. وتشهد ولاية جونقلي (شرق) صراعات اتنية واسعة منذ استقلال جنوب السودان في تموز/يوليو 2011، ومعارك دامية بين قبائل متنافسة منها الدينكا والنوير ومورلي. وحمل المتحدث باسم جيش جنوب السودان، فيليب اغوير مسؤولية الهجوم لرجال ينتمون للمتمرد ديفيد ياو ياو، استاذ اللاهوت السابق والذي تتهم جوباالخرطوم بتسليحه. وتتركز اعمال العنف ي منطقة بيبور، حيث تنتشر قوة حفظ السلام الدولية. وفي هذه المنطقة التي تكثر فيها الاسلحة وحيث كثيرا ما تقوم مجموعات اتنية متنافسة بهجمات دامية على القرى، تتكرر ايضا الاشتباكات بين الجيش والمجموعات المتمردة، وعلى رأسها ميليشيا ياو ياو. وشن الجيش مؤخرا هجوما كبيرا على متمردي ياو ياو. واعلن اغوير في نهاية اذار/مارس الماضي استعادة مدرج "للطائرات السرية التي كانت تقوم بتسليم اسلحة مصدرها الخرطوم". وينفي السودان تقديمه اي دعم للمتمردين. وبعثة الاممالمتحدة في السودان التي تضم 5 الاف عنصر، مهمتها حماية المدنيين ولكن ليس مطاردة المتمردين الذين يقاتلون القوات الحكومية. وجرح جندي هندي في اذار/مارس الماضي وسط تصاعد التوتر حول هجوم حكومي وشيك، وتم اسقاط مروحية للامم المتحدة في كانون الاول/ديسمبر. وكانت جونسون حذرت الاثنين من "زعزعة استقرار المنطقة". وقالت "ادعو (قبائل) مورلي والنوير والدينكا وقادتهم وحكومات جونقلي وجنوب السودان لاستئناف مبادرات السلام بصدق" بحسب بيان للامم المتحدة. وكانت جونسون صرحت في اذار/مارس الماضي انه من المتوقع ان تشن الحكومة في وقت قريب هجوما على المسلحين الموالين للمتمرد ديفيد ياو ياو في المنطقة. وتساهم الهند بعدد كبير من رجال حفظ السلام المنتشرين في العالم وتكبدت خسائر في الماضي. ففي 2010 قتل متمردون بالفؤوس ثلاثة هنود في معسكرهم في جمهورية الكونغو الديموقراطية. وقال اكبر الدين ان وزارة الخارجية الهندية تقوم بالترتيبات لاعادة جثامين عناصر حفظ السلام. وفي نهاية 2011 بعد ستة اشهر فقط على استقلال جنوب السودان، قام نحو 1800 شاب مسلح من قبيلة النوير بالهجوم على منطقة بيبور وهددوا بابادة قبيلة مورلي المنافسة التي تعتاش من تربية الماشية. وتقدر الاممالمتحدة ان اكثر من 600 شخص قتلوا في هذه الهجمات، كما قتل حوالى 300 في هجمات انتقامية اقل حدة. وادت حملة لنزع الاسلحة قامت بها القوات الامنية واتهمتها مجموعات مدافعة عن حقوق الانسان بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين، الى التحاق بعض السكان بميليشيا ياو ياو.