قتل شخص في صدامات اندلعت الاحد امام كاتدرائية الاقباط الارثوذكس في القاهرة بعد هجوم شنه مجهولون على مشيعين اقباط كانوا يهتفون ضد الرئيس محمد مرسي اثناء قداس جنائزي على ارواح اربعة قتلى سقطوا في اعمال عنف طائفية الجمعة في بلدة الخصوص (دلتا النيل). وقال نائب رئيس هيئة الاسعاف المصرية احمد الانصاري لوكالة فرانس برس ان "شخصا توفي متأثرا بجراح اصيب بها بعد نقله الى مستشفى الدمرداش" الذي يقع في مواجهة مقر الكاتدرائية". وبدأت الصدامات اثناء خروج المشيعين من الكاتدرائية اذ فوجئوا بهجوم من مجهولين استخدموا فيه الحجارة وزجاجات المولوتوف وطلقات الخرطوش (من بنادق صيد) ضد المشيعين الذين كانوا يهتفون "يسقط يسقط حكم المرشد" في اشارة الى مرشد جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس محمد مرسي، بحسب ما ذكر شهود لفرانس برس. وامام البوابة الخلفية للكاتدرائية كان الاقباط الذين شاركوا في مراسم التشييع بخرجون وهم في حالة من الغضب تصل الى حد الغليان. وقال هاني صبحي وهو شاب قبطي "داخل الكاتدرائية هتفنا +يسقط يسقط حكم المرشد+ ونقل ذلك على الهواء مباشرة على شاشات التلفزيون وعندما بدأنا في الخروج كان هناك ناس في انتظارنا وكانوا جاهزين" للهجوم علينا. واكد ميشال لمعي الذي كان يخرج وهو يمسح دموعه التي سالت بسبب غازات تطلقها الشرطة من امام الكاتدرائية فتسقط في باحتها ان "هناك عشرات المصابين في الداخل بعضهم بالخرطوش وبعضهم بالغاز". وقال سامي عادلي وهو قبطي جاء للمشاركة في القداس الجنائزي "خرجنا من الكاتدرائية وكنا نعتزم التوجه الى الاتحادية وحصلت مشادات مع الشرطة لان هناك من كان يقول ان اثنين من الشهداء الاربعة (الذين سقطوا في الخصوص) قتلا على يد الشرطة". وتساءل بحنق "في اي بلد من العالم تطلق الشرطة الغاز على مقر البابا" مضيفا "لن يترك الاقباط هذا الامر يمر" بينما تدخل رجل اخر في العقد الخامس من عمره لم يشأ ان يذكر اسمه قائلا "ان الحكومة هي التي تريد ان يحدث هذا والحل الوحيد هو ان يتدخل الجيش". ومع حلول المساء كان الموقف لا يزال شديد التوتر في محيط الكاتدرائية الواقعة في منطقة العباسية بوسط القاهرة بعد اكثر من ثلاث ساعات من اندلاع الصدامات، بحسب صحافية من فرانس برس. وكانت وزارة الصحة اعلنت بعد ظهر الاحد ان 17 شخصا اصيبوا في الصدامات. واوضح رئيس هيئة الاسعاف المصرية محمد سلطان انه تم نقل مصابين اثنين منهم الى مستشفى الدمرداش، الواقع امام مقر الكاتدرائية بينما تم اسعاف 15 مصابا داخل سيارات الاسعاف. وقال احد الشهود انه شاهد النيران الناتجة من زجاجات المولوتوف تمسك بثياب شابين من الاقباط. ونقلت قناة اون تي في لايف عن شهود عيان ان عددا من المشيعين الاقباط اصيبوا بطلقات خرطوش وان المهاجمين استخدموا كذلك قنابل يدوية الصنع القوها على المشيعين. وبثت القناة مشاهد لسحب من الدخان تغطي احد الشوارع القريبة من الكاتدرائية وسمع دوي طلقات مجهولة المصدر. واوضح الشهود ان عددا كبيرا من المشيعين الاقباط دخلوا مجددا الى مقر الكاتدرائية للاحتماء به بينما قامت الشرطة باقامة حاجز امني حولها بعد اندلاع الصدامات. من جهتها اكدت وزارة الداخلية في بيان انه "أثناء تشييع الجنازة وسيرها بشارع رمسيس (الذي تطل عليه الكاتدرائية) قام بعض المشيعين بإتلاف عدد من السيارات مما أدى إلى حدوث مشاحنات ومشاجرات مع أهالي المنطقة". وشارك الاف الاقباط بعد الظهر في مراسم التشييع. وهتف المشيعون داخل الكاتدرائية "ارحل .. ارحل" في اشارة الى الرئيس المصري كما رددوا "يسقط يسقط حكم المرشد" اي مرشد جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي. وكان اربعة اقباط ومسلم قتلوا في اعمال العنف التي اندلعت مساء الجمعة في بلدة الخصوص وهي منطقة فقيرة في محافظة القليوبية (قرابة 20 كيلومتر شمال القاهرة) بعد ان اعترض رجل مسلم على اطفال كانوا يرسمون صليبا معقوفا قرب مسجد. وسب الرجل بعد ذلك المسيحيين والصليب وتشاجر مع شاب مسيحي كان بمر بالصدفة قبل ان يتحول الامر الى مواجهات بالاسلحة الالية بين المسلمين والمسيحيين، بحسب اجهزة الامن. وقال القس سريال يونان من كنيسة الخصوص في تصريح بثته وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ان "جزءا" من كنيسة انجيلية احترق. كما احرق مسلمون منزل اسرة مسيحية ونهبوا صيدلية يملكها اقباط، وفقا لمصادر الشرطة. وقال احد قادة جبهة الانقاذ الوطني المعارضة الامين السابق للجامعة العربية عمرو موسي في بيان مقتصب "ما حدث في الخصوص وأمام الكاتدرائية مأساة مؤسفة تشير إلى فشل المجتمع والدولة في التعامل مع قضايا المواطنة والمواطنين وتأمين حياتهم". واضاف "الأمر يحتاج إلى وقفة جادة فلا يمكن أن تتعرض مصر لمأساة اقتصادية واجتماعية في نفس الوقت، إحذروا أن تتحول مصر إلى دولة فاشلة". ويشكل الاقباط ما بين 6% و10% من المصريين البالغ عددهم 84 مليونا وهم اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط. وتقع بين الحين والاخر صدامات طائفية بين المسلمين والمسيحيين في مصر. ومنذ اسقاط حسني مبارك في شباط/فبراير 2011 ادت هذه الصدامات الى مقتل نحو خمسين مسيحيا والعديد من المسلمين.