قتل 11 شخصا بتفجير انتحاري بصهريج مفخخ استهدف مقرا للشرطة شمال بغداد الاثنين، حيث اظهرت حصيلة ضحايا اعمال العنف في اذار/مارس ارتفاعا ملحوظا قبيل الانتخابات المقررة اواخر الشهر الجاري. ووقع الانفجار في مدينة تكريت معقل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وياتي كذلك في الذكرى العاشرة للغزو الاميركي الذي يفترض انه كان يهدف الى تاسيس نظام ديموقراطي حليف في الشرق الاوسط. لكن بدلا من ذلك ترك البلاد تغرق في اعمال عنف وخلافات سياسية بدون نهاية. فصباح الاثنين قتل 11 شخصا بينهم عشرة من عناصر الشرطة واصيب 59 آخرون بينهم 56 شرطيا بجروح في هجوم انتحاري بصهريج مفخخ استهدف الاثنين مقر مديرية شرطة مدينة تكريت، شمال بغداد، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية بمحافظة صلاح الدين. ووقع الهجوم حوالى الساعة 8,40 صباحا (5,40 ت غ)، وسط مدينة تكريت التي تبعد 160 كلم شمال بغداد وفقا للمصدر. واكد طبيب في مستشفى تكريت الى ان غالبية الضحايا من الشرطة. وتشهد محافظة صلاح الدين وكبرى مدنها تكريت هجمات متكررة بعضها انتحاري، غالبا ما يتبنى تنظيم القاعدة تنفيذها. وتتزامن اعمال العنف هذه مع احصاءات عراقية رسمية مدعومة باخرى اعدتها وكالة فرانس برس اظهرت ان اعمال العنف في شهر اذار/مارس كانت الاكثر دموية منذ اعمال العنف التي سبقت انتخابات اب/اغسطس العام 2010. وقال مسؤول امني رفيع المستوى لفرانس برس "مع اقتراب الانتخابات كحدث مهم تدفع القوى الارهابية المعادية للعملية الى زيادة اعمال عنف لاحداث اكبر قدر ممكن من الاخلال بالامن ما قد يؤدي الى تعطيل العملية الانتخابية". وكان مجلس الوزراء العراقي قرر تاجيل انتخابات مجالس المحافظات المقررة في 20 نيسان/ابريل في محافظتي نينوى والانبار اثر توتر الاوضاع الامنية فيهما. واتهم المسؤول الامني "جهات مرتبطة بدول اجنبية واطرافا داخلية تعمل بصورة حثيثة لافشال العملية السياسية في البلاد". ووفقا لحصيلة اعلنتها وزارات الصحة والداخلية والدفاع، فقد قتل 163 شخصا في الهجمات خلال شهر اذار/مارس، وهم 95 مدنيا و45 شرطيا و23 جنديا. كما اصيب 256 عراقيا، هم 135 مدنيا و77 شرطيا و44 عسكريا. وكانت المصادر ذاتها اعلنت مقتل 136 عراقيا واصابة 228 اخرين بجروح خلال شهر شباط/فبراير الماضي. وتؤكد حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس وفقا لمصادر امنية وطبية، مقتل 271 شخصا واصابة 906 بجروح خلال الهجمات التي وقعت الشهر الماضي، وتمثل ارتفاعا عن حصيلة ضحايا الشهر السابق حيث قتل 220 شخصا واصيب اكثر من 570 اخرين بجروح، وفقا لحصيلة اعدتها فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وطبية. ويعد الثلاثاء 19 اذار/مارس، عشية الذكرى العاشرة لغزو العراق، اليوم الاكثر دموية خلال الشهر، اذ قتل فيه 56 شخصا على الاقل في هجمات دامية بينها انفجار سيارات مفخخة في عموم البلاد. كما يعد 19 اذار/مارس اليوم الاكثر دموية منذ التاسع من ايلول/سبتمبر عندما قتل حوالى سبعين شخصا. ورغم ان اعمال العنف لا تزال شبه يومية في العراق، وخصوصا في بغداد وشمالها وغربها، فان حصيلتها لا تقارن بعدد القتلى الذي سجل بين العامين 2006 و2008 والذي كان يصل الى الالاف كل شهر. وغالبا ما يعلن تنظيم القاعدة في العراق مسؤوليته عن الهجمات التي تستهدف في معظمها عناصر الامن والمقار الحكومية اضافة الى تجمعات في مناطق شيعية في وسط وجنوب البلاد. من جهة اخرى، اصيب مدير ناحية سليمان بيك التابعة لقضاء خورماتو في هجوم ارهابي مسلح صباح الاثنين. وذكر مصدر في الشرطة أن طالب محمد البياتي مدير ناحية سليمان بيك والذي يشغل منصب قائمقام طوز خورماتو بالوكالة، اصيب بجروح اثر هجوم مسلح استهدف موكبه. وشغل البياتي منصب القائمقام السابق شلال عبدول الذي اصيب بجروح بالغة اثر تفجير استهدف سيارته مطلع الاسبوع. وفي حوادث اخرى في الموصل (شمال) وفي قرية قريبة من تكريت، قتل عنصر في الشرطة وخطف زعيم قبيلة فيما اصيب حارسه الشخصي.