جرت صدامات الجمعة بين متظاهرين وعناصر من جماعة الاخوان المسلمين والشرطة بالقرب من المقر العام للجماعة في حي جبل المقطم في القاهرة الذي اصبح هدفا لغضب المعارضين للاسلاميين. وسمع مراسل لفرانس برس في المكان دوي اعيرة نارية لكنه لم يتمكن من تحديد مصدرها واشار الى اصابة العشرات من الجانبين معظمهم بجروح في الوجه ناجمة عن التراشق بالحجارة. وقال مراسل فرانس برس ان المتظاهرين امسكوا بثلاثة من شباب الاخوان وضربوهم وجردوا اثنين منهم من ملابسهما. كما اوقفوا سيارة اسعاف كانت تنقل جريحا من الاخوان واحتجزوه. وفي البداية تبادل المتظاهرون والاسلاميون التراشق بالحجارة بالقرب من مكتب ارشاد الجماعة في المقطم الذي وضع تحت حماية مشددة من قوات الامن المركزي تحسبا لهذه التظاهرة. وعلى الاثر حاول المتظاهرون اقتحام الطوق الذي فرضته قوات الامن المركزي التي ردت باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والقاء الحجارة. ومع حلول العصر انتقلت اعمال العنف الى مدخل المقطم حيث وضع عناصر الاخوان مجموعات لمنع وصول مئات المتظاهرين القادمين اليه سيرا من حي اخر. وفي الوقت نفسه اقتحمت مجموعة من المتظاهرين الجمعة مقرا لجماعة الاخوان في حي المنيل المجاور بالقاهرة واعتدت على بعض السيدات الموجودات فيه كما اكد متحدث باسم الجماعة لفرانس برس. وقال المتحدث باسم الجماعة احمد عارف ان عددا من الاشخاص اعتدوا على مجموعة من السيدات اللاتي كن في المقر في اطار الاحتفال بعيد الام. واضاف ان المهاجمين "احتجزوا السيدات في دورات المياه قبل تخريب محتويات المكتب". كما احرق متظاهرون الجمعة مكتب حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الاخوان، في مدينة المحلة الكبرى بدلتا النيل كما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية. واوضحت الوكالة ان المتظاهرين القوا زجاجات المولوتوف على المبنى الذي اشتعلت فيه النيران. وكان ناشطون معارضون بينهم اعضاء مجموعة بلاك بلوك المعارضة للاسلاميين الذين يغطون وجوههم باقنعة سوداء قد دعوا الى هذه التظاهرة امام مكتب الارشاد في المقطم. ويتهم المعارضون جماعة الاخوان التي ينتمي اليها الرئيس محمد مرسي بالسعي الى احتكار السلطة وب"خيانة الثورة". وبعد قصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة اصبح مقر مكتب ارشاد الجماعة في المقطم الهدف الاكبر للمتظاهرين الغاضبين الذين يعتبرونه المركز الحقيقي لاتخاذ القرار في مصر. واكد الامين العام لجماعة الاخوان محمود حسين ان اعضاء الجماعة سيحمون مقرهم وقال "من حقنا الدفاع عن منشاتنا في حالة عدم قيام الشرطة بالدفاع عنها" مؤكدا "سنقوم بكل ما نستطيع من سبل بحماية ممتلكاتنا". ومن ثم تم نشر المئات من اعضاء الجماعة منذ الصباح امام المبنى. كما جرى استئجار حافلات صغيرة لنقل اعضاء الجماعة الى المقر. والاحد الماضي جرت ايضا مواجهات امام هذا المبنى بين قوات الامن المركزي ومتظاهرين معارضين للرئيس وللتيار الاسلامي بعد اعتداء شباب من الاخوان في اليوم السابق على ناشطين كانوا يرسمون رسوم غرافيتي على جدران المبنى والشارع الكائن فيه. وجرى ايضا في هذا اليوم الاعتداء على صحافيين ومصورين كانوا في الموقع لتغطية الاحداث ما اسهم في تفاقم اجواء التوتر بين الجماعة وقسم كبير من الصحافة المصرية. وجرى الهجوم على اكثر من 30 مقرا للجماعة منذ انتخاب محمد مرسي في حزيران/يونيو 2012 والذي يواجه اليوم موجة استياء واسعة. وسبق ان وقعت مواجهات بين المتظاهرين والاسلاميين كانت اعنفها تلك التي جرت امام قصر الاتحادية في كانون الاول/ديسمبر الماضي وسقط خلالها 11 قتيلا.