سيطرت حركة سيليكا المتمردة الجمعة على اخر حاجز محصن على طريق العاصمة بانغي واعلنت نيتها اقتحام عاصمة افريقيا الوسطى داعية المدنيين والعسكر الى "الهدوء". وصرح احد الناطقين باسم سيليكا اريك ماسي لفرانس برس في باريس ان "قواتنا سيطرت للتو على دمارا" الحاجز الذي كانت تسيطر عليه قوة افريقية على مسافة 75 كلم شمال بانغي. واضاف ماسي "وندعو الجميع، مدنيين وعسكريين الى الهدوء في انتظار وصول قواتنا الى بانغي تفاديا لمعارك لا فائدة منها". واعلن مصدر في القوة الافريقية لدول وسط افريقيا (فوماك) التي كانت تنشر رجالها في ذلك الحاجز "اطلقوا رصاصا لكن دون ان يسقط جرحى، واقتحم المتمردون حاجز (دمارا) وتجاوزوه" حوالى الساعة 12,00 (11,00 تغ). واضاف انهم "في طريقهم الى بانغي ونحن في حالة تأهب قصوى". وسرعان ما شاع الخبر في بانغي وقالت صاحبة محل تجاري طلبت عدم كشف هويتها "الناس تعود الى منازلها وسرحوا التلاميذ من الفصول وسننتظر، اننا قلقون". وفي ميناء بانغي يحاول "مئات الاشخاص" عبور نهر اوبانغي للدخول الى جمهورية الكونغو الديموقراطية المجاورة على متن زوارق تنقل الركاب عادة حسب احد اصحاب الزوارق. وكانت المجموعة الاقتصادية والنقدية لدول وسط افريقيا (التي ترسل الرجال لقوة فوماك) تعتبر بلدة دمارا "خطا احمر" لا يحق لمتمردي سيليكا تجاوزه. وكان جنود تشاديون وغابونيون يراقبون الحاجز الاخير حسب هذا المصدر في القوة الافريقية الذي لم يحدد عددهم. ويقيم جيش ودرك افريقيا الوسطى عدة حواجز على الطريق المؤدية من دمارا الى بانغي لكن معروف ان قوات افريقيا الوسطى غير مجهزة جيدا وقليلة الفعالية وقد اكتسحتها حركة سيليكا خلال الهجوم الاخير الذي شنته في كانون الثاني/يناير في شمال البلاد. وتنتشر قوات جنوب افريقية دعاها الرئيس فرنسوا بوزيزي في اطار اتفاق دفاعي، في شمال العاصمة قرب بي.كاي 12 (الكيلومتر 12) الذي يعتبر بمثابة بوابة المدينة الحقيقية، ولا يعرف كيف ستتصرف تلك القوات المجهزة جيدا امام المتمردين. وينتشر حاليا في بانغي حوالى 250 جنديا فرنسيا في منطقة المطار شمال المدينة، لكن خلال هجوم حركة التمرد الاخير اوضح الرئيس فرنسوا هولاند انهم هناك من اجل الدفاع عن "المواطنين الفرنسيين ومصالح فرنسا" فقط. ويبلغ عديد قوة "فوماك" 500 جندي من تشاد والغابون والكاميرون والكونغو برازافيل. وابدى الجنرال الغابوني جان فليكس اكاغا قائد تلك القوة في كانون الثاني/يناير حزما وتصدى لاقتحام اخر حاجز محصن قبل بانغي. واعلن حينها "اذا هاجم المتمردون دمارا فان ذلك بمثابة اشهار الحرب ويعني انهم قرروا اقحام عشرة دول من وسط افريقيا في النزاع، واظن بصراحة انهم لن يصلوا الى هذا الحد". وقد امهلت حركة سيليكا الاحد الحكومة 72 ساعة لاحترام اتفاقات ليبرفيل المبرمة في 11 كانون الثاني/يناير ومطالب اخرى ظلت حبرا على ورق. وما زال المتمردون يطالبون بالافراج عن المعتقلين السياسيين ورحيل القوات الاجنبية من افريقيا الوسطى وخصوصا الجنوب افريقية والاوغندية وادماج مقاتلي سيليكا في الجيش. ووقع الرئيس بوزيزي مساء الاربعاء مرسومين حول هذه المطالب، امر فيهما خصوصا بالافراج عن "كل المعتقلين السياسيين واسرى الحرب المذكورين في اتفاقات ليبرفيل". لكن الكولونيل جوما نركويو، وهو من اكبر قادة حركة التمرد اعتبر مبادرة الرئيس غير كافية. وبموازاة الزحف على بانغي شنت حركة التمرد الجمعة هجوما على مدينة بوسنغوا الكبيرة شمال غرب البلاد (250 كلم على بانغي) التي تعد اربعين الف ساكن. واعلن مصدر عسكري طالبا عدم ذكر اسمه ان "حركة التمرد تشن حاليا هجوما على مدينة بوسنغوا ومن الصعب معرفة ما يجري هناك تحديدا لان الاتصالات الهاتفية قطعت للتو". واضاف المصدر "لقد حصل اطلاق نار دون وقوع جرحى. واقتحم المتمردون الحاجز (في دمارا على بعد 75 كلم شمال بانغي) وعبروا" قرابة الساعة 12,00 (11,00 تغ)... وهم على الطريق الى بانغي ونحن الان في حالة تاهب قصوى". وقال ان "معارك قليلة جدا جرت بما ان قوات افريقيا الوسطى رحلت. الاستيلاء على المدينة لم يستغرق اكثر من 15 دقيقة ونقوم بضمان امنها حاليا".