طالبت باريس ولندن الأممالمتحدة بإجراء تحقيق على الأرض في سوريا في الاتهامات التي تتبادلها دمشق والمعارضة بشأن استخدام الأسلحة الكيمائية. والسفير الأمريكي لدى سوريا ينفي وجود أدلة تدعم التقارير بهذا الشأن. طلبت فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إرسال بعثة تحقيق إلى سوريا للتحقيق في الاتهامات حول استعمال أسلحة كيميائية، حسب ما أعلن دبلوماسيون مساء أمس (الأربعاء 20 مارس آذار 2013). وقال السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة جيرار ارو إن الأمر سيتعلق ب'إجراء تحقيق في مجمل الأراضي (السورية) لتسليط الضوء على جميع الادعاءات' من جانب دمشق والمعارضة، اللذان يتبادلان الاتهامات حول استعمال أسلحة كيميائية. وأضاف السفير الفرنسي قائلا: 'تلقينا تقارير مقلقة حول استعمال أسلحة كيميائية في سوريا' من جانب الطرفين. وأضاف 'العناصر التي بحوزتنا لا تسمح لنا تأكيد هذه المعلومات'. وأوضح أنه من أجل ذلك يجب إرسال فريق خبراء إلى الأرض 'التي تسيطر عليها الحكومة والمعارضة'. وأشار إلى أنه على ضوء تقارير المحققين 'يستخلص مجلس الأمن النتائج'. وأكد أن استعمال أسلحة كيميائية 'هو انتهاك خطير جدا للقانون الدولي'. أما مساعد المندوب الدائم لبريطانيا في الأممالمتحدة فيليب بارهام فقد أكد أن مبادرة الغربيين هذه حصلت على دعم 'من قبل أغلبية' الأعضاء ال15 في المجلس، مشيرا إلى أن طلب التحقيق قد يتم التوقيع عليه من قبل عدة دول أخرى. وحسب دبلوماسيين في مجلس الأمن، فإن هذه المبادرة مدعومة خصوصا من الولاياتالمتحدة. وأشار برهام إلى أنه في حال تأكد استعمال أسلحة كيميائية فإن 'الأمر يكون مرعبا وخطيرا جدا وسيبرر ردا قويا من قبل الأسرة الدولية'. وأضاف 'لكن يجب أولا توضيح الوقائع'. وأوضح مع ذلك أنه حصلت 'عدة حالات استعملت فيها الحكومة السورية أسلحة ثقيلة ضد شعبها بشكل غير متناسب وغير مبرر'. روسيا تطالب بالتحقيق في اتهامات النظام السوري للمعارضة وأكد المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسركي الأربعاء أن الأممالمتحدة 'تلقت طلبا خطيا من السلطات السورية' لإجراء تحقيق وأن الطلب موضع درس. أما روسيا فقد طالبت بالتحقيق فقط في اتهامات النظام السوري للمعارضة المسلحة باستخدام أسلحة كيميائية، كما طلبت الحكومة السورية. وكانت دمشق تقدمت الأربعاء بطلب رسمي بهذا الصدد للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة، الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، 'آمل أن يتجاوب الأمين العام سريعا مع هذا الطلب'. واتهم بشكل ضمني الغربيين بالسعي إلى إجهاض الطلب السوري. من جهته، قال السفير الأمريكي لدى دمشق روبرت فورد الأربعاء إنه 'لا يوجد دليل حتى الآن يدعم التقارير التي ترددت عن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا لكن الولاياتالمتحدة لديها فريق كبير يتحرى الأمر'. وأضاف في شهادة أمام مجلس النواب الأمريكي في جلسة بشأن الأزمة السورية 'حتى الآن لا يوجد لدينا دليل يؤكد التقارير عن استخدام أسلحة كيماوية يوم الثلاثاء لكنني أريد تأكيد أننا ندرس تلك التقارير بعناية بالغة.' وفي الوقت نفسه قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك روجرز لرويترز في مقابلة إنه يوجد 'احتمال كبير' أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت أسلحة كيماوية. وقال النائب الجمهوري عن ميشيجان إنه إذا لم تتوصل حكومة الرئيس باراك أوباما إلى نتيجة في هذا الأمر بحلول الأسبوع القادم فإن ذلك سيكون 'مبعث قلق'. وأكد أن تقييمه يستند إلى تقارير علنية وأخرى سرية. وتبادلت حكومة الأسد والمعارضة الاتهامات يوم الثلاثاء بشن هجوم مميت بالأسلحة الكيماوية قرب مدينة حلب في شمال البلاد. وطالب الطرفان بإجراء تحقيق دولي. وإذا تأكدت هذه المزاعم فستكون هذه أول مرة تستخدم فيها الأسلحة الكيماوية في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. ش.ع/ ح.ز (أ.ف.ب، رويترز)