يدرس البيت الابيض تغييرا كبيرا في استراتيجيته في اطار الحرب في سوريا حيث قد تقدم الولاياتالمتحدة مساعدات مباشرة "غير قاتلة" الى المعارضين المسلحين على غرار سترات واقية من الرصاص واليات مصفحة وتدريب عسكري، كما اكدت صحيفة واشنطن بوست الاربعاء. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين واوروبيين ان واشنطن قد تقدم المساعدات الانسانية مباشرة الى ائتلاف المعارضة السورية. وتابعت الصحيفة ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما ما زالت ترفض تقديم اسلحة مباشرة الى المعارضين المسلحين. واوضحت ان وزير الخارجية الجديد جون كيري يبحث هذا الاسبوع مع حلفاء واشنطن هذه "الاقتراحات" الجديدة في سلسلة اجتماعات في اوروبا والشرق الاوسط في اطار جولته الخارجية الاولى منذ تولي منصبه. ونشرت قناة سي ان ان على موقعها معلومات مماثلة حول هذه الاستراتيجية الجديدة. وافادت ان الولاياتالمتحدة تنظر في امكانية "رفع القيود" المفروضة على تزويد المعارضين السوريين بمعدات مزدوجة الاستعمال (مدنيا وعسكريا). ميدانيا تدور اشتباكات الاربعاء في عدد من المدن والبلدات قرب بدمشق بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها الكاملة على محيط العاصمة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد المرصد في بريد الكتروني عن "اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة في مدينة داريا (جنوب غرب) التي تتعرض بعض المناطق فيها للقصف من قبل القوات النظامية". من جهتها، اشارت لجان التنسيق المحلية الى ان "قصفا مدفعيا وصاروخيا استهدف داريا وبشكل مركز على الجزء الغربي" من المدينة التي تحاول القوات النظامية منذ مدة فرض سيطرتها الكاملة عليها، وتستقدم لهذه الغاية تعزيزات في شكل شبه يومي. وتحدث المرصد السوري عن اشتباكات مستمرة منذ منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء في مدينة الزبداني (شمال غرب) وعلى "اطراف مدينة زملكا (شمال شرق) من جهة المتحلق الجنوبي"، وهو طريق سريع يفصل بين دمشق وريفها من جهة الشرق والجنوب. وتشن القوات النظامية منذ فترة حملة عسكرية واسعة في ريف دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قواعد لهجماتهم تجاه العاصمة. واليوم، تحدثت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من نظام الرئيس بشار الاسد، عن "محاولة جديدة لاختراق امن العاصمة"، موضحة ان الجيش النظامي قتل "الارهابين بالمئات"، وهي العبارة التي يستخدمها النظام للاشارة الى المقاتلين المعارضين. واشارت الى ان المدخل الشمالي الشرقي للعاصمة في أطراف حي القابون شهد ليل الاثنين "محاولة جديدة لغزو العاصمة بدأت كالمعتاد بتفجير انتحاري ضخم جدا تلاه انفجار آخر قبل أن يبدأ الغزو الذي سرعان ما انتهى بحصيلة قدرت بما يتجاوز المئة قتيل في صفوف الغزاة". وقالت ان هؤلاء "نفذوا عمليا انتحارا جماعيا عند مدخل دمشق التي ستبقى منيعة عليهم". وفي محافظة حلب (شمال)، قتل ستة مقاتلين معارضين بعد منتصف الليل خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل في ريف حلب. وادت اعمال العنف الثلاثاء الى مقتل 134 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف مناطق سوريا. ويقاتل المعارضون السوريون نظام الرئيس السوري بشار الاسد منذ اذار/مارس 2011 في نزاع ادى الى مقتل 70 الف شخص بحسب الاممالمتحدة. ويطالب ائتلاف المعارضة السورية تكرارا المجتمع الدولي بمزيد من الانخراط في حل هذا النزاع.