قتل 19 شخصا الثلاثاء اغلبهم سياح غربيون واسيويون في انفجار منطاد كان يحلق فوق منطقة الاقصر التاريخية في جنوب مصر، في حادثة تسجل اكبر حصيلة للقتلى منذ حوالى عشرين عاما. وكان المنطاد يحمل 21 شخصا ويحلق على ارتفاع 300 م فوق القرنة على الضفة الغربية للاقصر عندما اشتعلت فيه النيران قبل ان ينفجر بحسب مسؤول امني مصري. وتقع منطقة الاقصر الغنية بالاثار على بعد 700 كلم من القاهرة وهي الاكثر جذبا للسياح في مصر. ولم تنشر السلطات حتى الساعة اي حصيلة رسمية فيما سرت معلومات متناقضة حول حصيلة الضحايا وجنسياتهم. وافاد مسؤول امني مصري ان 19 شخصا قتلوا بينهم تسعة سياح من هونغ كونغ واربعة من اليابان وثلاثة من بريطانيا وفرنسيان. وفي هونغ كونغ اعلنت وكالة السفر التي نظمت الرحلة الى مصر ان تسعة مواطنين من هونغ كونغ هم على الارجح بين السياح الذين قضوا في انفجار المنطاد. وقال مسؤول في وكالة كيوني للسفريات خلال مؤتمر صحافي "هناك احتمال كبير في ان تسعة من زبائننا قتلوا" في الانفجار، موضحا انهم خمس نساء واربعة رجال. وافادت موظفة في شركة سكاي كروز التي تشغل المنطاد في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان الضحايا سياح كوريون ويابانيون وبريطانيون، كما شملت المجموعة سائحا مصريا. وقالت رافضة الكشف عن اسمها ان "الامر رهيب، حقا رهيب". وتابعت باكية "لا ندري ما حصل بالضبط". واضافت ان الناجيين وهما سائح وقائد المنطاد تمكنا من القفز منه في الوقت المناسب، ونقلا الى مستشفى في المنطقة. لكن وزارة الخارجية الكورية اكدت عدم وجود اي كوري جنوبي بين الضحايا. وافادت السفارة الفرنسية في القاهرة انها تسعى الى التأكد من مقتل اثنين من رعاياها نظرا الى المعلومات المتناقضة. في طوكيو، نقلت وكالة جيجي للانباء عن وزارة الخارجية تاكيدها وجود اربعة سياح يابانيين على متن المنطاد. واعلنت شركة جاي تي بي اليابانية للسفر ان اربعة من زبائنها شاركوا في الرحلة، مرجحة مقتل اثنين منهم على الاقل. وتعذر على الخارجية البريطانية ان تؤكد فورا مقتل بريطانيين في الحادث. ولكن شركة توماس كوك افادت ان بريطانيين اثنين قتلا وان اثنين نقلا الى المستشفى. وفي عام 2009 اصيب 13 سائحا اجنبيا بجروح في تحطم منطاد بعد اصطدامه بعمود هاتفي في الاقصر بسبب تحميله اكثر من طاقته بحسب المحققين. وقال الخبير الفرنسي في المناطيد فيليب بورون-بيلاتر دو روزييه ان الانفجار قد يكون ناجما عن تسرب من انبوبة غاز البروبين التي تستعمل لتسخين الهواء. ويبلغ ارتفاع المناطيد العملاقة على غرار الذي انفجر الثلاثاء 40 مترا ويمكنها نقل 25 راكبا كحد اقصى. وتشمل مدينة الاقصر الكثير من المعابد كالكرنك والاقصر الى جانب وادي الملوك. وهي تشهد حضورا كثيفا للسياح لكنها تاثرت كثيرا بانعدام الاستقرار السائد في البلاد منذ سقوط نظام حسني مبارك في شباط/فبراير 2011. وتعتبر السياحة قطاعا اساسيا في الاقتصاد المصري وانتجت عائدات بقيمة 12,5 مليارات دولار عام 2010، لكن ارباحها شهدت تراجعا بنسبة 30% عام 2011 بحسب الارقام الرسمية. وتؤكد الحكومة ان الوضع في تحسن لكن الاضطرابات والغموض السياسي عرقلت هذا التحسن. وتتجه الانتقادات الى الاسلاميين الذين ينتمي اليه الرئيس المصري محمد مرسي بسبب تحفظهم في تنشيط القطاع السياحي الذي كان النظام السابق يعطيه اولوية.