التقى زعيم المعارضة السورية مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم السبت وقال مصدر دبلوماسي انه سيلتقي ايضا بوزير الخارجية الايراني وهو ما يفتح الباب امام انفراجة محتملة امام جهود انهاء الحرب الاهلية في سوريا. وكانت روسياوايران من اكثر حلفاء الرئيس السوري بشار الاسد دعما له خلال الانتفاضة ضد حكمه واي تفاهم يمكن التوصل اليه بينهما وبين المعارضة السورية قد يساهم في تخطي مشكلة رفض الجانبين للتفاوض. وفي مؤتمر سنوي للامن يعقد في ميونيخ اجرى معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض محادثات مع وزير الخارجية الروسي ربما قادت اليها اشارة الخطيب إلى استعداده للتفاوض مع دمشق. كما التقى الخطيب بشكل منفصل بكل من نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ومبعوث الاممالمتحدة الخاص الاخضر الابراهيمي. وقال الخطيب بعد الاجتماع "لدى روسيا رؤية معينة لكننا نرحب بالمفاوضات لتخفيف الأزمة ويجب مناقشة الكثير من التفاصيل." وقال مصدر دبلوماسي ان الخطيب سيلتقي ايضا بوزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الذي يحضر مؤتمر ميونيخ الامني يوم السبت لكن لم يتسن التحقق من ذلك من مصدر مستقل. وعرقلت روسيا ثلاثة قرارات لمجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة كانت تستهدف ابعاد الاسد او اجباره على انهاء الحرب في سوريا التي راح ضحيتها حتى الان اكثر من 60 الف شخص. لكن موسكو حاولت في الوقت نفسه ان تنأى بنفسها عن تصرفات الاسد حيث قالت انها لا تحاول الدفاع عنه ولن تعرض عليه اللجوء اليها. وقال المصدر الدبلوماسي بعد ان طلب عدم نشر اسمه "المحادثات بشأن سوريا تتزايد والإيرانيون يشاركون. دعونا نر ما ستؤول إليه." وخاطر الخطيب بسلطته في الائتلاف الوطني في وقت سابق هذا الاسبوع عندما صرح برغبته في لقاء مسؤولين سوريين لمناقشة الانتقال السياسي اذا افرج الاسد عن السجناء السياسيين الذين اعتقلوا خلال الانتفاضة. وطلب المكتب السياسي للائتلاف الوطني السوري الذي يضم 12 عضوا من الخطيب عدم الرد على اي مقترحات تطرح عليه في ميونيخ دون الرجوع اليه اولا وقال مصدر بالمعارضة ان هناك مخاوف من ان تؤدي خطوة الخطيب إلى تهديد للروح المعنوية للانتفاضة. واشادت وزيرة الخارجية الامريكية المنتهية ولايتها هيلاري كلينتون بما بدا استعدادا من جانب الخطيب للاجتماع بممثلين للاسد خارج سوريا ووصفته بأنه "ليس شجاعا فحسب وانما ذكي ايضا." كما اعربت عن قلقها من زيادة ايران مؤخرا لدعمها للاسد. وبينما يبدو ان تقدما يتحقق في ميونيخ قالت وسائل اعلام ايرانية ان سعيد جليلي من المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سافر إلى دمشق للقاء المسؤولين ولمساعدة الاسد على "الوقوف امام المؤامرات التي تحيكها الغطرسة الدولية" - في اشارة إلى الولاياتالمتحدة وغيرها من القوى الغربية. وتلقت بعض الدوائر ما قاله رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف الاسبوع الماضي عن ان فرص بقاء الاسد في السلطة تتضاءل على انها مؤشر على تحول في سياسة الكرملين تجاه سوريا. وفي الوقت نفسه وصف المعارض السوري البارز حسن بالي الذي يحضر في ميونيخ بصفة المراقب المستقل الاجتماع مع بايدن بأنه "اشارة قوية من الامريكيين" بأنهم يزيدون دعمهم للمعارضة. وانتقد بايدن غياب الاتفاق الدولي خاصة بين واشنطنوموسكو بشأن كيفية حل الأزمة السورية. غير أنه قال إنه لا يمكن لأحد أن يشكك في "المحنة المتفاقمة التي يمر بها الشعب السوري ومسؤولية المجتمع الدولي في مواجهة تلك المحنة." ولم تظهر أي علامة في مؤتمر ميونيخ على تقارب موقف البلدين تجاه مصير الأسد. وقال لافروف "إصرار من يقولون إن الأولوية الأولى تتمثل في رحيل الأسد هو أكبر سبب لاستمرار المأساة في سوريا." وقال بايدن إن البيت الأبيض "على اقتناع بأن الرئيس الأسد طاغية يستميت في التشبث بالسلطة لم يعد مناسبا لقيادة الشعب السوري وعليه أن يرحل." (إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن) من خالد يعقوب عويس وستيفن براون