ابدت روسيا قلقها الخميس من الغارة الجوية الاسرائيلية على مركز عسكري للبحوث العلمية في سوريا، معتبرة انها تشكل، اذا صحت، انتهاكا للسيادة السورية، في وقت يعقد الائتلاف السوري المعارض اجتماعا للبحث في تصريحات مفاجئة لرئيسه اعرب فيها عن استعداده لحوار مشروط مع ممثلين للنظام. وقالت موسكو، ابرز الحلفاء الدوليين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، الخميس ان "روسيا قلقة للغاية ازاء المعلومات بشان ضربة شنتها القوات الجوية الاسرائيلية على مواقع في سوريا قرب دمشق". وتابعت بحسب بيان لوزارة الخارجية "في حال تاكدت صحة هذه المعلومات، فهذا يعني اننا امام عملية اطلاق نار من دون مبرر على اراضي دولة ذات سيادة، في انتهاك فاضح وغير مقبول لميثاق الاممالمتحدة". ودان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الخميس الغارة الاسرائيلية. وقال صالحي "لا شك ان هذا العدوان يتماشى مع سياسة الغرب والصهاينة الرامية الى حجب نجاحات شعب وحكومة سوريا في استعادة الاستقرار والامن في البلاد". واضاف ان هذه العملية تبرز "تطابق اهداف المجموعات الارهابية مع اهداف الصهاينة". وتصف ايران على غرار دمشق مقاتلي المعارضة السورية الذين يقاتلون النظام السوري ب"الارهابيين". واعلن الجيش السوري مساء الاربعاء ان طائرات حربية اسرائيلية قصفت احد مراكز البحث العلمي "المسؤولة عن رفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفس" في منطقة جمرايا على مسافة 15 كلم من دمشق قرب الحدود اللبنانية. ونفى ان تكون الغارة استهدفت قافلة متجهة من سوريا الى لبنان كما ذكرت تقارير امنية. وعبر خبراء عسكريون ومسؤولون اسرائيليون عن خشية الدولة العبرية من سقوط اسلحة سورية متطورة في يد حزب الله اللبناني حليف دمشق وعدو اسرائيل الاول. واعتبر حزب الله في بيان اصدره الخميس ان "العدوان الصهيوني الجديد (...) يكشف وبشكل سافر خلفيات ما يجري في سوريا منذ سنتين، وابعاده الاجرامية الهادفة الى تدمير سوريا وجيشها واسقاط دورها المحوري في خط المقاومة والممانعة". وعبر الحزب الشيعي، صاحب الترسانة العسكرية الضخمة، عن "تضامنه الكامل مع سوريا قيادة وجيشا وشعبا"، داعيا المجتمع الدولي والدول العربية والاسلامية الى شجب الهجوم. والتزمت اسرائيل الصمت على مسالة الغارة. وردا على سؤال من الاذاعة العامة الاسرائيلية، قال وزير المالية يوفال شتاينتز انه علم بالموضوع "من الاعلام"، مضيفا "بعبارة اخرى لا تعليق". اما تساحي هنغبي وهو عضو في حزب الليكود (يمين) ومقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، فقال للاذاعة العسكرية "بشكل عام فان اسرائيل لا تنفي و لا تؤكد هذا النوع من الانشطة العسكرية لاسباب امنية". وذكر بان الدولة العبرية قالت انه "في حال وقوع اسلحة متطورة قادمة من ايران او كوريا الشمالية او روسيا في يد حزب الله عندها يكون تم تجاوز خط احمر". سياسيا، يعقد الائتلاف الوطني السوري الذي يضم غالبية مكونات المعارضة السورية، اجتماعا في القاهرة الخميس، بناء لدعوة من رئيسه احمد معاذ الخطيب. وقال عضو الائتلاف سمير النشار ان الاجتماع كان مقررا من قبل ومخصصا للبحث في اسس توزيع مساعدات مالية على المحافظات السورية، لكن التصريحات "غيرت الاولويات". وقال الخطيب الاربعاء في بيان انه "مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة او تونس او اسطنبول"، بشرط "اطلاق 160 الف معتقل" من السجون السورية وتمديد او تجديد جوازات سفر السوريين الموجودين في الخارج لمدة سنتين على الاقل. ورفض المجلس الوطني، احد ابرز مكونات الائتلاف، الحوار او التفاوض مع النظام، معتبرا ان تصريحات الخطيب مناقضة لمبادىء الائتلاف. وقال ممثل الائتلاف في العاصمة الفرنسية منذر ماخوس لاذاعة "اوروبا 1" الخميس "نحن مستعدون للتحاور مع ممثلين عن بشار (...) من اجل التوصل الى حل سياسي اذا كان ذلك ممكنا"، مشترطا عدم مشاركة الاسد واي من المحيطين به "لانهم مجرمو حرب". واعتبرت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام ان تباين مواقف المعارضين دليل على "تفكك المعارضة السورية في الخارج وتفسخها وعدم تمكنها من اتخاذ موقف موحد ازاء الازمة السورية وسبل حلها". وتوقعت "ظهور تجمع جديد اكثر واقعية واكثر حنكة، هدفه ليس جني المال العربي والغربي، بل العمل على اخراج سوريا من ازمتها". ميدانيا، تدور اشتباكات عنيفة على الطريق السريع درعا-دمشق بالقرب من حي القدم في جنوب العاصمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتشهد هذه المنطقة اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة منذ ثلاثة ايام. وقصفت القوات النظامية الخميس مناطق في جنوب العاصمة منها حي العسالي، بعد ساعات من انفجار عبوة ناسفة في منطقة الزاهرة الجديدة (جنوب) ادت الى جرح شخص. في ريف دمشق، تدور اشتباكات في مدينة داريا (جنوب غرب العاصمة) التي تحاول القوات النظامية فرض سيطرتها الكاملة عليها منذ اسابيع، مترافقة مع قصف وتعزيزات، بحسب المرصد. ودارت اشتباكات الى الشمال الشرقي من دمشق، لا سيما في دوما وحرستا وعربين، ما ادى الى مقتل ثلاثة من المقاتلين المعارضين. وادت اعمال العنف الاربعاء الى مقتل 139 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.