وجد النجم التلفزيوني السابق يائير لابيد الذي حقق اختراقا انتخابيا كبيرا غير مسبوق في اسرائيل، نفسه الخميس في قلب محادثات غير رسمية لتشكيل الحكومة المقبلة التي سيتراسها رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو. واعلنت اللجنة الانتخابية المركزية مساء الخميس ان قائمة بنيامين نتانياهو احتفظت باكبر عدد من النواب في الكنيست وفازت ب31 مقعدا متقدمة على حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) الوسطي برئاسة لابيد والذي فاز ب19 مقعدا. في المقابل، فاز حزب العمل بزعامة شيلي يحيموفيتش ب15 مقعدا وحزب البيت اليهودي القومي الديني الذي يمثل المستوطنين ب12 مقعدا، وفق ما اوضح المتحدث باسم اللجنة. وكانت تكهنات وسائل الاعلام تزايدت حول المنصب الذي سيمنحه "بيبي" نتانياهو للابيد، زعيم حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) الذي اسسه العام الماضي. وبعد نجاحه في الانتخابات، قد يصبح الصحافي السابق وزيرا للخارجية او للمالية. وقالت صحيفة هارتس ان لابيد "هو من سيحدد قوانين اللعبة". واكد النائب في حزب "يش عتيد" اوفير شيلا ان اولوية لابيد ستكون فرض تقاسم متساو "للعبء" في اشارة الى مشروع قانون يريد لابيد ان يحال فورا على التصويت لفرض خدمة عسكرية او مدنية على الشبان اليهود المتشددين والمعفيين في الغالب من الخدمة. وقد يعقد هذا المطلب مهمة بنيامين نتانياهو الذي يامل في حشد حزبي شاس (11 مقعدا) ويهودية التوراة الموحدة (7 مقاعد) الدينيين المتشددين اللذين يعارضان بشدة فرض التجنيد "الاجباري" على اليهود المتشددين. وقال الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في منتدى دافوس الاقتصادي "طالما لم نشكل حكومة بعد تشمل احزابا وتطلعات مختلفة فمن الصعب التكهن اي اتجاه ستسلك". وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية على نتانياهو الاختيار بين لابيد الذي يدعو الى احياء مفاوضات السلام المجمدة منذ ايلول/سبتمبر 2010 ونفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي القومي المتطرف والذي يؤيد تسريع وتيرة الاستيطان ويرفض قيام دولة فلسطينية. من جهته، اكد وزير الخارجية السابق افيغدور ليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتنا، حليف نتانياهو الانتخابي للاذاعة ان "الحكومة المقبلة يجب ان تركز على المسائل الداخلية"، معتبرا انه في ما يتعلق بعملية السلام "ليس هناك اي نقطة مشتركة بين يش عتيد، اسرائيل بيتنا والبيت اليهودي". واكد شيلا ان "من الخطأ الادعاء ان عملية السلام ليست مهمة لنا. ونرغب في ان نجعل اعادة اطلاقها واحدا من شروطنا للدخول في الحكومة". والخميس، حذر السناتور الاميركي جون كيري الذي اختاره الرئيس باراك اوباما وزيرا للخارجية، من "اغلاق الباب" امام حل الدولتين بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال كيري امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ التي تستمع اليه تمهيدا للمصادقة على تعيينه على راس الخارجية، ان "الباب (المفتوح) على حل ممكن يقوم على دولتين قد يتم اغلاقه على الجميع وهذا الامر سيكون كارثيا". لكنه قال "يجب ان نسعى لايجاد وسيلة للتقدم، وهناك ما يدعوني الى الاعتقاد ان هناك طريقا للمضي قدما"، مؤكدا للكونغرس "الالتزام الشديد للرئيس اوباما بحل الدولتين". ولم يذكر لابيد محادثات السلام في خطابه المقتضب بعد اعلان نتائج الانتخابات، ولكنه اعرب عن "السرور لسماع رئيس الوزراء يتبنى كل ما نقوله منذ سنة حول المساواة وضرورة حماية الطبقات الوسطى من خلال مساعدتها في مجال الاسكان والتعليم". وفي حملته الانتخابية، اكد لابيد دعمه لمبدأ حل الدولتين ولكنه شدد على وجوب ان تحتفظ اسرائيل بالكتل الاستيطانية الكبرى التي تعيش فيها غالبية المستوطنين في الضفة الغربيةالمحتلة، رافضا تقديم تنازلات في شأن القدسالشرقيةالمحتلة. ويعارض لابيد اقامة مستوطنات جديدة ولكنه يدعم بناء وحدات سكنية استيطانية داخل المستوطنات المبنية اصلا. وفي حديث لوكالة فرانس برس، وجه أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه دعوة الى الاحزاب الاسرائيلية "وخاصة الجديدة منها الى بدء حوار معنا قبل تشكيل الحكومة الجديدة من اجل الحديث عن الاساس الذي يمكن ان نتفاوض عليه والنتائج التي نريد الوصول اليها من المفاوضات وهي التوصل الى حل على اساس حل الدولتين". اما الموضوع النووي الايراني فلا يتوقع ان يكون موضع خلاف بالضرورة بين الرجلين. واورد المعلق السياسي في الاذاعة ان "نتانياهو يعلم تماما بان الكرة في ملعب (الرئيس الاميركي) باراك اوباما وان الضغوط التي يمارسها من خلال التلويح بشن ضربة عسكرية اسرائيلية على المنشآت النووية الايرانية ضعيفة". واكد لابيد رفضه هجوما اسرائيليا من طرف واحد.