الجزائر/إن أميناس (الجزائر) (رويترز) - أنهت القوات الجزائرية حصارا كان يفرضه متشددون إسلاميون على منشأة للغاز في الصحراء الكبرى حيث لقي 23 رهينة حتفهم في هجوم أسفر عن مقتل كل الخاطفين. ويعتقد أن من بين 32 قتيلا من المتشددين زعيمهم عبد الرحمن النيجري وهو من النيجر ومقرب من مختار بلمختار القيادي المرتبط بتنظيم القاعدة والذي يعتقد أنه مدبر الهجوم. ولم يذكر بيان لوزارة الداخلية الجزائرية حول عدد القتلى تفاصيل عن جنسيات الرهائن الأجانب الذين قتلوا منذ محاصرة المنشأة قبيل فجر الأربعاء. وتتضح التفاصيل تدريجيا بشأن ما حدث خلال الحصار الذي كان تصعيدا خطيرا للاضطرابات في شمال غرب افريقيا حيث تكثف القوات الفرنسية حربا على متشددين إسلاميين في مالي المجاورة. وقالت وزارة الداخلية الجزائرية يوم السبت إن 107 رهائن أجانب و685 رهينة جزائريا نجوا خلال العملية لكنها لم تذكر تفصيلا لجنسيات القتلى. وقال هلجه لوند الرئيس التنفيذي لشتات أويل النرويجية التي تدير المنشأة إلى جانب بي.بي البريطانية وشركة النفط الجزائرية الحكومية "نشعر بقدر كبير ومتزايد بعدم الارتياح... نخشى أن نتلقى أنباء سيئة خلال الأيام القليلة القادمة." وأضاف "من تكلمنا معهم يتحدثون عن تجارب مروعة لا يمكن تصديقها." وقال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني إنه يخشى على حياة خمسة مواطنين بريطانيين لم يتضح مصيرهم بعد عند منشأة الغاز قرب بلدة إن أميناس التي يقيم بها أيضا أجانب من شركة جيه.جي.سي الهندسية اليابانية وآخرون. وتأكد مقتل أمريكي وبريطاني. وقالت شتات أويل إن خمسة من عامليها وجميعهم نرويجيون لا يزالون مفقودين. كما أن عاملين يابانيين وأمريكيين مصيرهم مجهول. ومثل الهجوم الذي شنه الإسلاميون اختبارا لعلاقة الجزائر مع العالم الخارجي وكشف مدى تعرض عمليات النفط المتعددة الجنسيات للخطر في منطقة الصحراء الكبرى وسلط الأضواء على التشدد الإسلامي في شمال افريقيا. وأبدت بعض الحكومات الغربية إحباطها من عدم إبلاغها بخطط السلطات الجزائرية لاقتحام المنشأة. وتصر الجزائر على أنه لن تكون هناك مفاوضات في ظل وجود الإرهاب. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم السبت إن الولاياتالمتحدة تطلب من السلطات الجزائرية فهما أفضل لما حدث لكنه قال "المسؤولية عن هذه المأساة تقع على عاتق الإرهابيين الذين نفذوها." ولم يتسن للسلطات الرسمية على الفور تأكيد تقارير صحفية تشير إلى أن بعض الرهائن ربما أعدمهم خاطفوهم بينما بدأ الجيش الجزائري تطويقه للخاطفين خلال الهجوم النهائي الذي تم أمس. وقال مصدر مقرب من الأزمة إن 16 رهينة أجنبيا أطلق سراحهم منهم أمريكيان وبرتغالي. وقال بوب دادلي الرئيس التنفيذي لشركة بي.بي أمس إن أربعة من 18 عاملا في الموقع مفقودون في حين أن العدد المتبقي في أمان. وكان الهجوم الذي وقع على منشأة الغاز المحصنة بشدة من أكثر الهجمات جرأة في السنوات القليلة الماضية ومن شبه المؤكد أنه تم التخطيط له سلفا قبل أن تشن القوات الفرنسية عمليتها العسكرية في مالي هذا الشهر للقضاء على تقدم المقاتلين الإسلاميين. وفر مئات الرهائن يوم الخميس عندما قام الجيش بعملية انقاذ لكن الكثير من الرهائن قتلوا. وقبل أن تعلن وزارة الداخلية عن العدد المبدئي للقتلى قال مصدر أمن جزائري إن ثمانية جزائريين وسبعة أجانب على الأقل كانوا من الضحايا منهم يابانيان وبريطانيان وفرنسي. وقتل بريطاني عندما احتجز المسلحون الرهائن يوم الأربعاء. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة إن امريكيا يدعى فردريك بوتاسيو لقي حتفه لكنها لم تذكر تفاصيل. وذكر وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إن ما من أحد يهاجم الولاياتالمتحدة ثم ينجو بفعلته. وأضاف خلال زيارة إلى لندن "التزمنا بأننا سنلاحق القاعدة أينما وجدوا وفي أي مكان يحاولون الاختباء به... من الواضح أننا فعلنا ذلك في أفغانستان وباكستان وفعلنا هذا في الصومال واليمن وسنفعل ذلك في شمال افريقيا أيضا." وقال مصدر لرويترز في وقت سابق يوم السبت إن قوات جزائرية خاصة عثرت على 15 جثة محترقة في المنشأة. وقالت وكالات أنباء موريتانية إن القائد الميداني للمجموعة التي هاجمت المنشأة من النيجر وهو مقاتل من القبائل العربية في النيجر والذي انضم إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال وهي جماعة جزائرية في أوائل عام 2005. واندمجت تلك الجماعة مع تنظيم القاعدة ليصبح اسمها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والجماعات المتحالفة هي أهداف للعملية العسكرية الفرنسية في مالي. ووصفت وكالات أنباء القائد الميداني للمجموعة بأنه "من أقرب الأشخاص" إلى بلمختار الذي حارب في أفغانستان ثم في الحرب الأهلية الجزائرية في التسعينات. وعرف عن النيجري أنه رجل "المهام الصعبة" بعد أن نفذ هجمات في موريتانيا ومالي والنيجر. وأبدت بريطانيا واليابان ودول أخرى غضبها من أن الهجوم الذي شنه الجيش الجزائري تم دون التشاور معها. لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند قال إن ما قامت به الجزائر كان أفضل خيار فيما يبدو نظرا لأن المفاوضات لم تكن ممكنة. وقال أولوند "عندما يكون أمامك أشخاص احتجزوا كرهائن بمثل هذا العدد الكبير على أيدي ارهابيين بمثل هذا الاصرار وعلى استعداد لقتل هؤلاء الرهائن -مثلما فعلوا- تكون الجزائر قد تصرفت بطريقة أراها في نظري افضل ما يمكن لأنه ربما لم يكن هناك مجال للمفاوضات." وأثارت السهولة الواضحة التي دخل بها المقاتلون إلى منشأة الغاز علامات استفهام بشأن الإجراءات الأمنية التي تتخذها الجزائر والتي تبدو صارمة. وقال مسؤولون جزائريون إن المهاجمين ربما حصلوا على مساعدة من الداخل من بين مئات الجزائريين الذين يعملون في الموقع. من لمين شيخي وعبد العزيز بومزار