تستعد تشيكيا لأن تطوي عهد الرئيس فاتسلاف كلاوس الذي شكك بجدوى الاتحاد الاوروبي طوال عشر سنوات، وذلك من خلال مواصلة التصويت السبت في الدورة الاولى من انتخابات رئاسية غير مسبوقة لانها تجرى للمرة الاولى بالاقتراع العام المباشر. والرئيس التشيكي الجديد سيكون الثالث منذ استقلال الجمهورية في 1993، بعد المنشق السابق المعادي للشيوعية وصانع "الثورة المخملية" في 1989 فاتسلاف هافل الذي توفي في 2011 وفاتسلاف كلاوس الذي تنتهي ولايته الثانية التي استمرت خمس سنوات في السابع من اذار/مارس. وقد انتخب البرلمان كليهما وفق اجراءات تعرضت للانتقاد بسبب تعقيداتها. وقرر النواب في شباط/فبراير 2012 ان ينتخب الرئيس من الان فصاعدا بالاقتراع العام المباشر، مستبعدا اي شبهة بالفساد. واذا كان الرئيس التشيكي لا يتمتع بصلاحيلات واسعة على غرار ما يتمتع به الرئيس في الولاياتالمتحدة او في فرنسا، فانه يعين او يقيل رئيس الوزراء والاعضاء الاخرين في الحكومة، ويصدق على القوانين التي يقرها البرلمان او يستخدم ضدها حق النقض الذي يستطيع البرلمان الالتفاف عليه من خلال اعادة التصويت على القوانين. وقال الخبير السياسي جيري بيهي ان "الانتخاب بالاقتراع العام المباشر يؤمن للرئيس ولاية اقوى او كما يقال احيانا شرعية اكبر". وهذه الانتخابات الرئاسية التشيكية الاولى بالاقتراع العام المباشر، تجرى على خلفية انكماش شامل ناجم عن الكساد الاقتصادي ونسبة بطالة بلغت في كانون الاول/ديسمبر 9,4%. واقلام الاقتراع للدورة الاولى التي فتحت بعد ظهر الجمعة، واقفلت في الساعة 21,00 ت غ، ثم اعادت فتح ابوابها السبت في الساعة 7,00 على ان تقفلها في الساعة 13,00 ت غ. ومن المقرر ان تجرى الدورة الثانية في 25 و26 كانون الثاني/يناير اذا لم يحصل اي من المرشحين على الاكثرية المطلقة. ومن المتوقع ان يشارك في الدورة الثانية، ميلوس زيمان (68 عاما) رئيس الوزراء السابق من 1998 الى 2002 الذي يتصدر استطلاعات الرأي. ووزير الخارجية الحالي كاريل شوارزنبرغ (75 عاما) زعيم حزب توب 09 اليميني المؤيد لاوروبا. وذكرت صحيف "دنيس" اليومية التي تصدر في بلغراد ان المرشح الثالث "يان فيشر، رئيس الحكومة المؤقتة في 2009-2010، لم يكن مقنعا كثيرا في في المناظرات التلفزيونية الاخيرة". واوجزت صحيفة "ليدوف نوفيني" الوضع بقولها ان "ميلوس زيمان يبدو الاوفر حظا في الانتخابات الرئاسية. وفي الدورة الثانية، يمكن ان يتغلب على شوارزنبرغ وعلى فيشر ايضا". واجمعت وسائل الاعلام التشيكية على القول ان الرئيس المقبل سيكون مؤيدا اكثر للانضمام الى اوروبا، بعد فاتسلاف كلاوس الذي كان طوال فترة حكمه الذي استمر عشر سنوات من كبير المشككين في جدوى الاتحاد الاوروبي. وتعتبر من جهة اخرى ان نسبة المشاركة قد تكون موازية لنسبة لمشاركة في الانتخابات النيابية في 2010 (62,6%) او اعلى. واجريت الدورة الاولى من الانتخابات من دون حوادث، باستثناء حادث صغير على الطريق ناجم عن انزلاق سيارة صدمت في سيكوريتشي قرب براغ سيارة ليموزين كانت تقل شوارزنبرغ. وقالت المتحدثة باسم الشرطة المحلية يانا زاكوفكا "لم يصب احد" في الحادث. وترشح الى الرئاسة ايضا ستة آخرون. ومنهم المؤلف الموسيقي والرسام فلاديمير فرانز المغطى جسمه بالوشم، ونائب رئيس الاشتراكيين الديموقراطيين جيري دينتسبير ونائب رئيس حزب او.دي.اس اليميني بريمسيل سوبوتكا. ومن المتوقع ان يصدر المكتب الوطني للاحصاءات نتائج الدورة الاولى في الساعة 17,00 ت غ السبت.