اعتقل عسكريون ماليون رئيس الوزراء المالي شيخ موبيدو ديارا في منزله بباماكو في وقت متأخر الاثنين، حسبما افاد بعض المحيطين به. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر من المحيطين برئيس الوزراء قوله إن الاعتقال جاء بناء على أمر من قائد الانقلاب العسكري السابق أمادو سانوغو. واضاف المصدر اعتقل رئيس الوزراء من قبل نحو 20 جنديا جاءوا من كاتي في اشارة الى الحامية العسكرية التي تقع خارج باماكو والتي انطلق من الانقلابيين، موضحا انهم اقتحموا منزل رئيس الوزراء واقتادوه بشكل وحشي نوعا ما . كما نقلت الوكالة عن مصدر أمني تأكيده لنبأ الاختطاف. واشار المصدر نفسه إلى ان شيخ موديبو ديارا كان يزمع التوجه مساء الاثنين إلى باريس لاجراء فحوص طبية، الا أنه عدل عن الذهاب إلى المطار عندما علم أن حقائبه انزلت من الطائرة التي كانت ستقله الى فرنسا. واضاف أن رئيس الوزراء سجل رسالة قصيرة كانت ستبث قريبا عبر التلفزيون الوطني ولكن العسكريين توجهوا إلى مقر التلفزيون في باماكو وصادروا التسجيل. وكان الكابتن أمادو سانوغو اطاح بانقلاب عسكري بالرئيس أمادو توماني توريه في 22 اذار/مارس. ووقعت مناطق شاسعة من المناطق الصحراوية تزيد مساحتها على مساحة فرنسا تحت سيطرة جماعات اسلامية متشددة في الفوضى التي اعقبت الانقلاب العسكري في مالي التي كانت تعد واحدة من اكثر الدول الديمقراطية المستقرة في افريقيا. وقد أرغم سانوغو على اعادة السلطة الى المدنيين بعد اسبوعين على الانقلاب، بيد أنه ورجاله ما زالوا يتمتعون بنفوذ كبير في باماكو. وكان الاتحاد الافريقي أقر خطة للتدخل العسكري في مالي لمساعدة حكومتها على بسط سيطرتها على أنحاء البلاد وبشكل خاص في شمال البلاد الذي تسيطر عليه منذ نهاية حزيران/يونيو مجموعات اسلامية مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة. وطالب الاتحاد مجلس الأمن الدولي بإصدار تفويض بنشر قوة عسكرية أفريقية في مالي. وقد أعلن رئيس الوزراء ديارا مرارا عن تأييده لتدخل قوة عسكرية دولية سريعا في شمال البلاد، الامر الذي يعارضه قائد الانقلاب السابق.