تشهد مصر الجمعة موجة جديدة من الاحتجاجات دعا إليها عدد من القوى السياسية تحت شعار مليونية الكارت الاحمر وذلك غداة الدعوة التي وجهها الرئيس محمد مرسي إلى القوى السياسية لإجراء حوار وطني يوم السبت. ورفضت بعض القوى وعلى رأسها حركة 6 أبريل دعوة الرئيس مرسي مؤكدة مشاركتها في مظاهرات الجمعة للمطالبة برحيله. وذكر بيان أصدرته الحركة التي شاركت في الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك تعلن حركة شباب 6 ابريل عن رفض دعوة الحوار التي دعا لها الدكتور مرسي يوم السبت القادم وتؤكد مشاركتها في مليونية الكارت الأحمر . وكانت جبهة الإنقاذ الوطني، التي تضم عددا من الأحزاب والحركات المدنية المصرية ومرشحي رئاسة سابقين، قد استبقت خطاب مرسي بإصدار بيان ترفض فيه الحوار مع الرئاسة وتطالب المجلس الأعلى للقضاء بتكليف قاض بإجراء تحقيق مستقل حول أحداث قصر الاتحادية. ونظمت بعض القوى السياسية الخميس مسيرات باتجاه قصر الاتحادية احتجاجا على الاعتداء على المتظاهرين السلميين يوم الأربعاء والمطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي، وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور. وكانت قوات الحرس الجمهوري قامت الخميس بإجلاء المتظاهرين ووسائل الإعلام من محيط القصر الرئاسي. وكان الرئيس قد دعا مساء الخميس القوى السياسية المعارضة وشباب الثورة إلى حوار مفتوح بمقر رئاسة الجمهورية يوم السبت المقبل لحل الأزمة السياسية التي تشهدها مصر. وأكد مرسي في خطاب أذاعه التلفزيون المصري أن خطط تنظيم الاستفتاء المقرر في 15 ديسمبر / كانون الأول ستمضي كما هو مقرر. وبينما دافع مرسي عن إصداره الاعلان الدستوري، قال ان المادة الثانية التي تحصن قراراته من الطعن عليها لم يقصد بها أصلا أن تمنع القضاء من ممارسة حقه او تمنع المواطنين من الطعن على قرارات أو قوانين معينة. وقال مرسي خلال كلمته إن ثمة وقائع تمثل خطورة على الوطن دفعته لإصدار الإعلان الدستوري في الثاني والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني. وأشار مرسي إلى أن الاشتباكات التي وقعت بمحيط قصر الاتحادية بين معارضين وموالين له جاءت تحت ستار خلاف سياسي الأصل فيه أن يحل بالحوار . وأوضح مرسي أن قوات الأمن ألقت القبض على أكثر من 80 متورطا في الأحداث، التي سقط فيها ستة قتلى وأكثر من 700 جريحا، بعضهم لديهم روابط بقوى سياسية. وأضاف الرئيس المصري في كلمته أن النيابة العامة ستعلن في نتائج التحقيقات عن المرتكبين والمحرضين والممولين سواء كانوا في الداخل أو الخارج، متهما مندسين بالاعتداء على المتظاهرين باستخدام أسلحة نارية. وأشار إلى أن النص في الإعلان على تحصين الإعلانات الدستورية لم يقصد به منع القضاء من ممارسة حقه أو منع المواطنين من الطعن على القرارات. وتحدث مرسي عن اعتداء متظاهرين على سيارات الرئاسة أمام قصر الاتحادية الثلاثاء الماضي، وإصابة أحد موظفي الرئاسة بجروح بالغة جراء ذلك. في هذه الأثناء، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك اوباما أجرى اتصالا بالرئيس المصري محمد مرسي أعرب خلاله عن قلقه العميق لسقوط قتلى وجرحى في الاشتباكات التي وقعت يوم الأربعاء مضيفا أن الحوار بين الاطراف المختلفة ينبغي ان يجرى بدون شروط مسبقة. وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان أن أوباما قال إنه ينبغي على جميع الزعماء السياسيين في مصر ان يوضحوا لمؤيديهم ان العنف غير مقبول . وأشار البيان إلى أن أوباما رحب بدعوة الرئيس مرسي الي حوار مع المعارضة لكنه أكد ان مثل هذا الحوار ينبغي ان يحدث بدون شروط مسبقة . في هذه الأثناء، قالت جماعة الاخوان المسلمين إن متظاهرين معارضين للرئيس محمد مرسي مساء الخميس أحرقوا المقر الرئيسي للجماعة في حي المقطم في القاهرة. ونقلت وكالة فرانس برس عن محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم الجماعة قوله إن نحو مئتين من البلطجية هاجموا المقر وحاول الامن منعهم لكن بعضهم نجحوا في دخوله من المدخل الخلفي حيث قاموا باعمال تخريب واضرموا النار . كما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن مقرا لحزب الحرية والعدالة في منطقة زهراء المعادي جنوبي القاهرة تعرض للحرق أيضا. وأضافت الوكالة أن متظاهرين اقتحموا مقرا آخر للحزب في حي الكيت كات بمحافظة الجيزة.