القاهرة (رويترز) - استجاب عدد كبير من الصحف المستقلة والحزبية في مصر للدعوة إلى الاحتجاب عن الصدور يوم الثلاثاء اعتراضا على الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي في 22 نوفمبر تشرين الثاني وما وصفوه بأنه "التضييق على حرية الرأي والتعبير" في مشروع الدستور الجديد للبلاد. كما دعت نقابة الصحفيين إلى وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء أمام النقابة ومسيرة إلى ميدان التحرير للانضمام إلى المحتجين المعتصمين الذين يرفضون الإعلان الدستوري وتشكيل الجمعية التأسيسية التي وضعت مسودة الدستور. واحتدم الجدل في مصر بعد إصدار الرئيس مرسي إعلانا دستوريا حصن فيه مجلس الشورى والجمعية التأسيسية من الحل. وتصاعدت وتيرة التوتر بعد أن انتهت الجمعية التأسيسة من التصويت على مسودة الدستور في جلسة واحدة استمرت من يوم الخميس وحتى صباح الجمعة رغم انسحاب عدد من أعضائها وكذلك ممثلي الكنيسة. وتسلم الرئيس مرسي مسودة الدستور من المستشار حسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية يوم السبت ووقع في اليوم نفسه قرارا بالدعوة إلى الاستفتاء عليها في 15 ديسمبر كانون الأول. وقال المستشار الغرياني إن مسودة الدستور استوفت النقاش ودار حولها حوار مجتمعي مع مختلف الفئات وبذل فيها "جهد كبير" لا يمكن انكاره. وفي الأسبوع الماضي دعت "اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير" إلى حجب الصحف وتسويد شاشات القنوات التلفزيونية الخاصة احتجاجا على "التضييق على حرية الرأي والتعبير... وتأكيدا لرفض الاستبداد والدكتاتورية". ومن بين مطالب الصحفيين التي لم تستجب لها الجمعية التأسيسية عدم النص في الدستور على إلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر. وتضم اللجنة في عضويتها عددا من القيادات الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف المستقلة من بينهم مجدي الجلاد رئيس تحرير صحيفة (الوطن) وياسر رزق رئيس تحرير صحيفة (المصري اليوم) ووائل الإبراشي رئيس تحرير صحيفة (الصباح) وألبرت شفيق رئيس تحرير قناة (اون تي في) التلفزيونية. وقالت وسائل إعلام مختلفة إن عدد الصحف التي احتجبت عن الصدور يوم الثلاثاء بلغ 11 صحيفة أبرزها المصري اليوم والوفد والشروق والاهالي. وبقيت الصحف القومية وحدها في منافذ بيع الصحف صباح الثلاثاء إلا أنها لم تلق الرواج المتوقع في ظل الفراغ الذي أحدثه الاحتجاب الجماعي للصحف المستقلة التي تزايد اعتماد القارىء المصري عليها في السنوات الأخيرة. وصدرت جريدة الحرية والعدالة الناطقة باسم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين. وقالت الحاجة فاطمة التي تبيع الصحف والمجلات فوق أحد أرصفة وسط القاهرة "لم أحقق مبيعات تذكر اليوم. معظم الناس تعرف ان الصحف المستقلة محتجبة ومن ينسى ويأتي ليشتري لا يرضى بالصحف القومية بديلا." وأضافت "زادت مبيعات الصحف القومية بعد الثورة لشهور ولكنها الان تبقى معروضة حتى نهاية اليوم ولا يشتريها إلا الموظفين وكبار السن." واعتذر عدد من كتاب المقالات والأعمدة لقرائهم عن عدم الكتابة بسبب احتجاب الصحف. وكتب الروائي والناشط السياسي علاء الاسواني عبر حسابه الشخصي على تويتر "أعتذر عن عدم كتابة مقالي الاسبوعي وذلك تضامنا مع احتجاب الصحف المصرية يوم الثلاثاء احتجاجا على الإعلان غير الدستوري الذي أصدره الرئيس." وقال محمد إبراهيم موظف بالمعاش "أفضل شىء فعله الإعلام من بعد الثورة هو هذا الاحتجاب. هذا إنذار أخير الى الرئيس." واضاف "يبدو انه (الرئيس) عنيد أيضا لانه لا يريد التراجع عن قراراته ولا يسمع سوى لصوت تيار واحد. بهذا الحال ستتصاعد الأمور وغدا يقوم العمال باضراب وبعده التجار لتعم الفوضى." وفي المقابل قالت نرمين محمد وهي من مؤيدي التيار الإسلامي في صفحتها على فيسبوك "احتجاب 20 صحيفة غدا احتجاجا على الدستور .. مع ألف سلامة والله العظيم تريحونا من وجع الدماغ والاعصاب. روحة بلا رجعة إن شاء الله." ولم يصدر اي تعليق رسمي من مؤسسة الرئاسة المصرية بشأن احتجاب الصحف المستقلة والحزبية يوم الثلاثاء. وذكرت صحيفة الوفد الحزبية في موقعها على الانترنت ان هذه هي المرة السادسة في تاريخ مصر التي تحتجب فيها الصحف كانت أولها في 1914 واخرها في 2007 في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. وتعتزم عدة قنوات تلفزيونية خاصة من بينها (اون تي في) و(دريم) و(سي بي سي) تسويد شاشاتها يوم الأربعاء تضامنا مع الجماعة الصحفية. (تحرير منير البويطي)