يزور رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وعدد من اعضاء المكتب في الخارج قطاع غزة نهاية الاسبوع المقبل للمشاركة في احياء ذكرى انطلاقة حماس، وذلك بعد نحو اسبوعين من التوصل لاتفاق تهدئة انهى العملية العسكرية الاسرائيلية الاخيرة على القطاع واعتبرته حماس بمثابة "انتصار عظيم". وقال مصدر رفيع في حماس فضل عدم كشف هويته ان "مشعل سيصل الى قطاع غزة برفقة عدد من اعضاء المكتب السياسي لحماس في الخارج قبل يوم من المشاركة في مهرجان الانطلاقة". واعلنت حماس سابقا ان مهرجان احياء انطلاقتها سيكون السبت في الثامن من كانون الاول/ديسمبر. والموعد الرسمي لانطلاقة حماس هو 14 كانون الاول/ديسمبر الا ان الاحتفال بهذه الذكرى الخامسة والعشرين سيكون قبل ذلك بستة ايام. كما اكد مصدران اخران في الحركة فضلا ايضا عدم كشف هويتهما زيارة مشعل. وتعتبر هذه الزيارة التاريخية، الاولى التي يقوم بها مشعل لقطاع غزة منذ سيطرت عليه حماس في منتصف حزيران/يونيو 2007. وتاتي الزيارة غداة التوصل الى اتفاق تهدئة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية بعد اعلان مصر التوصل لهذا الاتفاق الاربعاء الماضي والذي وضع حدا للعملية العسكرية التي شنتها اسرائيل على القطاع لثمانية ايام متتالية قتل خلالها اكثر من 173 فلسطينيا. وخلال هذا النزاع، اطلقت الفصائل المسلحة الفلسطينية مئات الصواريخ على اسرائيل وصل عدد منها الى مدينة تل ابيب. وفور دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ احتفلت حماس به عبر مكبرات الصوت في المساجد وباطلاق النار في الهواء كما خرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين حينها في تظاهرات ومسيرات بدعوة من الفصائل المختلفة وخصوصا حماس الى الشوارع تعبيرا عن فرحهم ب"الانتصار العظيم" على اسرائيل. كما تاتي زيارة مشعل بعد زيارات عدة قامت بها وفود عربية رفيعة لقطاع غزة خلال الهجوم الاسرائيلي الاخير ابرزها زيارة وفد مصري برئاسة رئيس الوزراء هشام قنديل ثم زيارة وفد عربي رفيع يضم اكثر من عشرة وزراء خارجية عرب برئاسة الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي. ويقيم مشعل الذي تعود اصوله الى الضفة الغربية في قطر منذ ان غادر الى جانب قادة حركته واعضاء مكتبها السياسي دمشق اثر اندلاع الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام السوري بعدما ظلت العاصمة السورية لسنوات المقر الرئيسي للمكتب السياسي للحركة. وتنتهي قريبا ولاية مشعل لرئاسة المكتب السياسي وقد اعلن انه لن يترشح لولاية جديدة في انتخابات ستجري مطلع العام الجاري بحسب بيان صدر عن حماس. وكان مسؤول كبير في حماس يقيم في الخارج اكد لفرانس برس الشهر الماضي ان اختيار رئيس الحركة سيكون "بعد اجتماعات تعقد في تشرين الثاني/نوفمبر بعد عيد الاضحى". والقياديان الكبيران موسى ابو مرزوق، عضو المكتب السياسي، واسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس في غزة هما المرشحان الاوفر حظا لخلافة مشعل في رئاسة المكتب السياسي، بعدما بات بحكم المؤكد ان الاخير لن يرشح نفسه لولاية جديدة، على ما ذكر مسؤولون في الحركة. وكانت برزت خلافات بين قيادتي الحركة في الداخل والخارج اثر اتفاق الدوحة الذي تم التوصل اليه في السادس من شباط/فبراير الماضي في اطار المصالحة الفلسطينية والذي قضى بتولي رئيس السلطة الفلسطينية وزعيم حركة فتح محمود عباس رئاسة حكومة انتقالية توافقية تشرف على اجراء انتخابات. وتجري كل ثلاثة اعوام انتخابات داخلية لحماس لاختيار اربعة مجالس شورى في قطاع غزة والضفة الغربية والخارج وكذلك داخل السجون الاسرائيلية. واوضحت مصادر في حماس ان الحركة اجرت منذ نيسان/ابريل "انتخابات داخلية سرية وطويلة" بسبب "تعقيدات الوضع الامني في الخارج وفي الضفة الغربية"، وقد هدفت هذه الانتخابات الى اختيار مجالس شورى ومكاتب سياسية تختار بدورها المكتب السياسي العام ورئيسه. وفي ايار/مايو قال ابو مرزوق لفرانس برس ان الاطر القيادية لحماس خلال انتخابات الدورة الاخيرة شهدت تغييرا تجاوزت نسبته ثلاثين في المئة. وكانت مصادر قريبة من حماس افادت ان هنية تصدر قائمة الفائزين في انتخابات مجلس شورى الحركة في غزة ليصبح رئيس مكتبها السياسي الفرعي في القطاع. ويرفض قادة حماس غالبا الادلاء باي تصريحات حول انتخاباتهم الداخلية.