غوما (الكونغو الديموقراطية) (ا ف ب) - ما زال متمردو حركة "ام23" الاثنين يحتلون غوما قبل ساعات قليلة من انتهاء المهلة التي حددتها السبت قمة كامبالا لانسحابهم من هذ المدينة الاستراتيجية شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، في حين لا تزال وساطة اوغندية تحاول تسوية الازمة. وافاد مراسلو فرانس برس انهم شاهدوا بعض مقاتلي حركة ام23 الذين كان انتشارهم اصلا قليلا منذ بضعة ايام، صباح الاثنين في شوارع غوما حيث سارت سيارات ودراجات اجرة عديدة وفتحت المحلات التجارية. كذلك قامت اليات عسكرية تابعة لقوات الاممالمتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) بدوريات في شوارع عاصمة اقليم كيفو الشمالي الحدودي مع رواندا واوغندا الذي سيطرت عليه حركة المتمرد في العشرين من تشرين الثاني/نوفمبر. من جهته اعرب قائد سلاح البر الكونغولي الجنرال فرنسوا اولينغا عن استعداده الاثنين لشن "هجوم مضاد" على متمردي حركة ام23 اذا لم ينسحبوا حتى الثلاثاء من مدينة غوما الاستراتيجية التي يحتلونها في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية. وقال الجنرال اولينغا في تصريح لوكالة فرانس برس اذا لم "يحترم" المتمردون المهلة التي حددتها قمة كينشاسا للانسحاب من غوما يوم الثلاثاء، "نحن سنقوم بعملنا ونعيد سلطة الدولة". واضاف "كل الشعب الانغولي ضد العدوان، وهذا يكفينا، وهذا يعطينا المعنويات لشن هجوم مضاد". واليوم اعرب الاتحاد الافريقي عن استعداده لدجرس فكرة نشر "قوة دولية محايدة" في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية. واعلن مفوض السلام والامن في الاتحاد الافريقي رمضان العمامرة بعد جلسة استثنائية للاتحاد في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا حيث مقره ان الاتحاد الافريقي "يعرب عن نيته التفكير (..) بنشر القوة الدولية المحايدة". من جهتها اعلنت الخارجية الاميركية الاثنين ان موفد الولاياتالمتحدة الى افريقيا ونظيريه الفرنسي والبريطاني سيتوجهون الى عدة دول في شرق افريقيا في محاولة لنزع فتيل الازمة التي تهز جمهورية الكونغو الديموقراطية. ويتواجد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جوني كاميرون في منطقة البحيرات العظمى منذ نهاية الاسبوع للمساعدة في ايجاد حل للازمة في شمال كيفو (شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية) وهي منطقة غنية بالمحروقات واستولى عليها المتمردون الكونغوليون في حركة "ام23". ودعت الاذاعة "الجميع الى التوجه الى اعمالهم" لكن ماتيو اوريل استاذ علوم الانسان في الجامعة قال لفرانس برس انه "لم يحضر سوى عدد قليل من الطلاب". وردا على سؤال حول انسحاب حركة ام23 قال "لا ندري، اننا ننتظر". وامهلت قمة كمبالا الطارئة التي تناولت الازمة في شرق الكونغو وشارك فيها الرؤساء يويري موسيفيني (اوغندا) وجوزف كابيلا (الكونغو الديموقراطية) ومواي كيباكي (كينيا) وجاكاوا كيكويتي (تنزانيا)، حركة التمرد يومين اي قبل مساء الاثنين للانسحاب من غوما. وتشهد هذه المنظمة التي تزخر بالمنتوجات الزراعية، منذ عشرين سنة نزاعات غير منقطعة تقريبا تشارك فيها الدول المجاورة. ويفترض ان ينسحب رجال ام23 الى مسافة عشرين كلم شمال غوما. في المقابل وعدت كينشاسا "باخذ مطالب (المتمردين) المشروعة في الاعتبار" كما جاء في قرارات قمة العاصمة الاوغندية. لكن حركة ام23 تشترط قبل الانسحاب اجراء مباحثات "مباشرة" مع الرئيس كابيلا في حين كررت الحكومة ان الانسحاب من غوما "ضرورة لا بد منها" قبل المفاوضات. واعلنت حركة التمرد الاثنين في بيان انها لم تتسلم بعد عبر "الطرق الرسمية" قرارت قمة كمبالا التي تدعوها الى الانسحاب من غوما وانها ستكشف "موقفها" عندما تتلقاها. والتحق القائد العسكري لحركة ام23 الجنرال سلطاني ماكينغا صباح الاثنين بزعيم الحركة جان ماري رونيغا الذي التقى الاحد في كامبالا وزير الدفاعا الاوغندي كريسبوس كيونغا واكد انه ما زال ينتظر لقاء مع الرئيس موسيفيني قبل العودة الى جمهورية الكونغو الديموقراطية. واضاف الناطق باسم الحركة اماني كباشا ان سلطاني ماكنغا "سيجري مباحثات عسكرية" مع قادة اركان المنطقة. غير ان وزير الدفاع الاوغندي كريسبوس كيونغا اكد لفرانس برس انه ليس "على علم" بتوجيه دعوة الى الجنرال ماكينغا. على الصعيد العسكري لم تقع اي معارك منذ الخميس عندما فشل هجوم مضاد من الجيش الكونغولي على مدينة ساكي التي يحتلها المتمردون منذ الاربعاء. وتقع ساكي على مسافة ثلاثين كلم من غوماع في مقطع طرق استراتيجي يؤدي الى عاصمة الولاية المجاورة جنوب كيفو وبوكافو (150 كلم الى الجنوب). وشاهد مصور فرانس برس بعض المقاتلين المتمردين في ساكي وحتى على مسافة ثلاثة كلم. وتجمعت قوات الجيش النظامي جنوب ساكي في مينوفا على بعد عشرين كلم وتجمع العديد من الجنود صباح الاثنين في هذه البلدة على ما افاد مصور فرانس برس، وحضر هناك القائد الجديد لسلاح البر الجنرال فرنسوا اولينغا هناك مع قواته. وصرح الناطق باسم الجيش الحكومي الكولونيل اوليفييه هامولي لفرانس برس ان "الهدوء يسود والوضع على حاله". وتتكون حركة ام23 من متمردين سابقين انضموا الى الجيش في 2009 قبل الانشقاق عنه مجددا في الربيع واستئناف المعارك ضد الجيش النظام في منطقة كيفو.