حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء من تؤدي عسكرة الازمة السورية الى خلق "ساحة قتال اقليمية"، في وقت اعلنت تركيا انها ستطلب "في اسرع وقت" من حلف شمال الاطلسي نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا. في غضون ذلك، تدور اشتباكات في محيط كتيبة للدفاع الجوي في ريف مدينة حلب (شمال)، بينما ادت الاشتباكات بين المقاتلين المعارضين ومقاتلين اكراد في شمال سوريا الى مقتل 29 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "نشعر بقلق عميق من العسكرة المتواصلة للنزاع والانتهاكات المقيتة لحقوق الانسان وخطر تحول سوريا الى ساحة قتال اقليمية مع اعمال العنف التصاعدة فيها". ودعا بان الاسرة الدولية الى دعم جهود المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي، من اجل التوصل الى حل سياسي "يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري". وكان الابراهيمي التقى الاثنين في الدوحة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في لقاء جرى خلاله "استعراض آخر مستجدات الوضع في سوريا"، بحسب وكالة الانباء القطرية. كما دعا بان الاسرة الدولية الى تكثيف مساعدتها "في مواجهة الوضع الانساني الذي يتدهور"، خصوصا للدول المجاورة لسوريا التي تواجه تدفقا للاجئين. وترجح المفوضية العليا للاجئين التابعة للمنظمة الدولية ان يقارب عدد هؤلاء 700 الف شخص نهاية العام الجاري. في انقرة، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ "اجراء احتياطي، للدفاع بشكل خاص". واضاف "سنقدم الطلب الرسمي في اسرع وقت ممكن"، مؤكدا ان انقرة باتت "في المرحلة الاخيرة من المحادثات" قبل تقديم الطلب. وتاتي تصريحات داود اوغلو غداة اعلان الامين العام للحلف انديرس فوغ راسموسن ان الحلف لم يتلق طلبا رسميا من تركيا، الدولة العضو فيه، لكنه سيعتبر ان اي طلب تقدمه لنشر بطاريات للصواريخ على طول حدودها مع سوريا طلبا "عاجلا". وكان من المتوقع ان تتقدم تركيا بطلب نشر الصواريخ امس تزامنا مع اجتماع لوزراء الدفاع الاوروبيين في بروكسل. وتناقش مسألة تعزيز الدفاعات التركية منذ اشهر بين انقرة وحلفائها الاطلسيين وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة. وتزايد هذا الاحتمال مع تكرر سقوط قذائف مصدرها سوريا في الاراضي التركية ادت احداها الى مقتل خمسة مدنيين اتراك. وعمدت تركيا الى الرد بالمثل وعززت اجراءاتها الامنية ونشرت دبابات وبطاريات صواريخ مضادة للطيران قصيرة المدى على طول الحدود. في هذه الاثناء، اعلن عدد من المقاتلين السوريين المعارضين تشكيل جهاز "المخابرات العامة للثورة السورية" لمواجهة "المنظومة المخابراتية للعصابة الحاكمة"، بحسب ما جاء في شريط مصور بثه ناشطون على الانترنت. وقال متحدث ملثم "أنا العقيد أسامة، الرمز 102، أعلن عن تشكيل جهاز المخابرات العامة للثورة السورية (مكتب الأمن الوطني) ليكون احد الاذرع القوية للثورة السورية بمواجهة المنظومة المخابراتية للعصابة الحاكمة وحلفائها الاقليميين والدوليين". وظهر "العقيد اسامة" في الشريط محاطا بسبعة مسلحين ملثمين، وارتدى الثمانية ملابس سوداء بالكامل. وسيعمل الجهاز على "تعزيز قدرات قوى الثورة السورية السياسية والعسكرية (...) وبناء درع امني صلب لحماية ابناء الثورة السورية من كل محاولات الدهم والاعتقال والتصفية". وعدد المتحدث 19 كنية ورمزا (من 100 الى 118) لاشخاص هم "مدراء مكاتب الامن الوطني". ويضم الجهاز الجديد "قوة ضاربة" وكتيبة للمهمات الخاصة وغرفة عمليات وفرعين داخلي وخارجي ومكاتب في مناطق سورية مختلفة، الى مكتب للدعم اللوجيستي تديره "الحرة ام عائشة". ميدانيا، استمرت اعمال العنف في مناطق عدة. ففي محافظة حلب (شمال)، تدور معارك في ريف حلب الغربي بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط كتية الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وتأتي هذه الاشتباكات بعد سيطرة المقاتلين المعارضين ليل الاحد على قاعدة عسكرية ضخمة في المنطقة نفسها تعرف باسم "الفوج 46". في محافظة الحسكة (شمال)، اشار المرصد الى ان 29 شخصا قضوا جراء اشتباكات دارت الاثنين بين مقاتلين معارضين وآخرين من اللجان الشعبية الكردية في مدينة رأس العين. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس "قتل اربعة مقاتلين اكراد ومسؤول محلي، في مقابل 24 مقاتلا من جبهة النصرة ولواء غرباء الشام" الاسلاميين. ويتبع مقاتلو "لجان حماية الشعب الكردي" الذين يقاتلون الجيش الحر في راس العين، للهيئة الكردية العليا التي يعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي ابرز مكوناتها. وبحسب ناشطين في المدينة، اسر المقاتلون المعارضون 35 مقاتلا كرديا، بينما وقع 11 مقاتلا معارضا في ايدي الاكراد. في دمشق، سقطت قذيفتا هاون اليوم على مبنى وزارة الاعلام السورية في غرب دمشق، اقتصرت اضرارهما على الماديات بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا). وقالت الوكالة ان "ارهابيين استهدفوا صباح اليوم (الثلاثاء) بقذيفتي هاون مبنى دار البعث للصحافة والنشر على اوتوستراد المزة في دمشق، ما ادى الى الحاق اضرار مادية في المكان من دون وقوع ضحايا او اصابات بين المواطنين". وادت اعمال العنف الى مقتل 122 شخصا الاثنين، بحسب المرصد الذي يعتمد على شبكة من الناشطين في كافة المناطق السورية ومصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية. واحصى المرصد سقوط اكثر من 39 الف شخص في النزاع المستمر منذ 20 شهرا.