تتوالى النداءات الدولية لحض إسرائيل وقاداتها على إنهاء العملية العسكرية على غزة في الوقت الذي يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه لقطاع غزة برا وبحرا لليوم الخامس على التوالي. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها لكنه أوضح أنه يعمل مع بعض دول المنطقة لوقف الصواريخ التي تطلقها حركة حماس على المدن الاسرائيلية دون وقوع أي تصعيد للأزمة. وأضاف أوباما أنه خلال الساعات ال36 القادمة سيعرف ما إذا كان من الممكن تحقيق تقدم لوقف العنف الدائر في غزة. وقال أوباما إن تصاعد الأزمة في غزة يجعل من الصعب الوصول إلى أي اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وطالب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على بذل كل ما هو ممكن لانهاء الصراع . وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني إن كاميرون أبدى قلقه من خطر تصاعد الصراع بشكل اكبر وخطر وقوع مزيد من الضحايا المدنيين من الجانبين . كما أعرب كاميرون عن رفضه للهجوم غير المقبول بالصواريخ على المدن الاسرائيلية. من جانبه حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اسرائيل من ان شن عملية برية على غزة قد يكلفها (خسارة) جانب كبير من الدعم الدولي الذي تلقاه، مضيفا ان مثل هذه العملية تهدد بتمديد النزاع . وقال هيغ ان رئيس الوزراء وانا شخصيا اكدنا لنظيرينا الاسرائيليين ان اي غزو بري لغزة سيكلف اسرائيل جانبا كبيرا من الدعم الدولي الذي تحظى به في هذا الوضع مشددا على ان الغزو البري يصعب كثيرا دعمه بالنسبة للمجتمع الدولي . أفادت الأنباء بأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيتوجه إلى إسرائيل الثلاثاء في زيارة هدفها إنهاء الأزمة في غزة. وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت في وقت سابق أن بان كي مون سيزور مصر الاثنين، لبحث الأوضاع فى المنطقة ورؤية مصر للتعامل مع القضايا الإقليمية والدولية المطروحة على أجندة المنظمة. وأضاف المتحدث باسم الخارجية عمرة رشدي أن بان كى مون سيلتقي فور وصوله وزير الخارجية محمد عمرو فى مقر الوزارة ، كما سيلتقي فى الثلاثاء الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء هشام قنديل، قبل مغادرة القاهرة مساء ذلك اليوم. من جانبها أعلنت جامعة الدول العربية أن أمينها العام نبيل العربي وعدداً من وزراء الخارجية العرب سيتوجهون إلى غزة الثلاثاء المقبل. وعبر رئيس الدولة الاسرائيلي شيمون بيريز في مقابلة تلفزيونية الاحد عن ترحيبه بالجهود التي يبذلها نظيره المصري محمد مرسي من اجل التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة، ولكنه اتهم حركة حماس برفض المقترحات المصرية. وقال بيريز إنه يتوقع ان يتوقف التصعيد في الموقف، مؤكدا ان اسرائيل تبذل قصارى جهدها لتجنب ايذاء المدنيين في غزة. وقال ردا على سؤال عما اذا كان يرى اي احتمال بتهدئة الموقف اجاب على قدر تعلق الامر بنا، الجواب هو نعم. واضاف كما نقدر الجهود التي يبذلها الرئيس المصري للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار، ولكن الى الآن تصر حماس على رفض مقترحات الرئيس المصري. ان حماس لا تستمع حتى الى اخوتها من العرب. وأصر بيريز على ان اسرائيل لم تصعد الموقف، بل تدافع عن نفسها. وقال ليست لدينا اي نية لاحتلال غزة. وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قد هدد الاحد بتوسيع العملية العسكرية التي ينفذها الجيش الاسرائيلي في غزة. وقال نتنياهو هدفنا الاساسي هو السلام، اما هدفهم فهو القضاء على اسرائيل. ان الوضع ليس سهلا . واضاف نحن حريصون على تجنب استهداف المدنيين، بينما يركزون هم جهودهم على ايذاء المدنيين الاسرائيليين. فحماس تصوب صواريخها على مستوطناتنا ودورنا ورياض اطفالنا ومدارسنا. ما عسى ان تفعله اي دولة الا ان توقف هذه الهجمات؟ انهم يصوبون صواريخهم على اطفالنا، ولكننا نرد باستهداف اولئك الذين يطلقون الصواريخ علينا. من جانبه، قال بيريز إن اسرائيل تبذل جهودا جبارة لتجنب اصابة المدنيين، ولكن لسوء الحظ يستخدمون (مسلحو حماس) دورهم وحتى المساجد لاخفاء الاسلحة. ومع ذلك ورغم كل ذلك لم نصب اي مدني تقريبا . وقال سنواصل العمل بموجب مبادئنا، ولن يحيدنا الغضب او سوء الفهم. ان الحكومة تتصرف كحكومة مسؤولة عن الدفاع عن مواطنيها الكبار منهم والصغار . أما وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان فقال إن اسرائيل مستعدة للنظر في تهدئة مع الجماعات الفلسطينية المسلحة شرط توقف القذائف من غزة. وكان الرئيس المصري محمد مرسي قال ان هناك بعض المؤشرات الى امكانية التوصل لوقف لاطلاق النار قريبا بين اسرائيل والفلسطينيين في غزة لكنه ليس لديه اي ضمانات مؤكدة. وتوسطت مصر في هدنة غير رسمية في اكتوبر / تشرين الاول انهارت في وقت لاحق. من جهته، اكد مسؤول امني مصري كبير لوكالة فرانس برس ان مصر تواصل منذ فجر الأحد اللقاءات والاتصالات بكثافة مع كل الاطراف من اجل الوصول الى هدنة باسرع وقت ممكن . واضاف وصلنا الى تفاهمات كبيرة ولم يتبق سوى القليل لاتمام اتفاق هدنة بما يحقق الامن والاستقرار وينهي هذا التصعيد والعدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لضمان عدم تكراره . واوضح مصدر قريب من المفاوضات الخاصة بالتهدئة ان اتصالات ولقاءات عديدة عقدت مع الفصائل الفلسطينية خصوصا خالد مشعل ورمضان شلح الموجودان في القاهرة . واكد ان الفصائل تريد ضمانات دولية مثل الامم لمتحدة او مجلس الامن الدولي لضمان تنفيذ الهدنة دون خرقها من اسرائيل والمباحثات جارية حاليا بهدف الوصول الى الصيغة المقبولة لكل الاطراف . ونقلت فرانس برس عن مسؤول في حماس قوله إن المباحثات كانت إيجابية مضيفا أن أي اتفاق يتم التوصل إليه يجب أن يكون بضمانة الولاياتالمتحدة الداعم الرئيسي لإسرائيل . في غضون ذلك، أعرب رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني عن اعتقاده بضرورة قيام دول المنطقة بتسليح الفصائل الفلسطينية لمواجهة إسرائيل. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا) عن لاريجاني قوله بالرغم من أن المواقف السياسية التي اتخذتها بعض دول المنطقة تثير الاعجاب إلا أنها ليست كافية . وأوضح انتظر أن تقوم هذه الدول بإرسال مساعدات عسكرية للفلسطينيين وأضاف متسائلا لماذا لا ترسل الدول الإسلامية أسلحة للفلسطينيين في الوقت الذي تتلقي إسرائيل مساعدات مماثلة من الولاياتالمتحدة . وقال لاريجاني إن الدول العربية التي ترسل أسلحة إلى المعارضة السورية يمكن أن تعيد توجيه هذه الأسلحة وترسلها إلى الفلسطينيين ولكن دون أن يسمي هذه الدول. وتزامنا مع الجهود الدبلوماسية، تواصل إسرائيل قصفها لقطاع غزة من البر والبحر ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى منذ صباح الأحد. وقالت لجنة الاسعاف والطورائ الفلسطينية في غزة إن 4 فلسطينيين بينهم ثلاثة سيدات قتلوا وأصيب عشرة اخرون في قصف اسرائيلي لمنزل في حي النصر شمال مدينة غزة. وبذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 56 قتيلا إضافة إلى أكثر من 600 جريحا منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية الأربعاء الماضي بحسب لجنة الاسعاف والطورائ الفلسطينية. في غضون ذلك، أعلنت قناة روسيا اليوم أن غارة اسرائيلية دمرت الليلة الماضية مكتب القناة الناطقة بالعربية في غزة دون حدوث اصابات. وذكر بيان رسمي أن مكتب قناة روسيا اليوم دمر في غارة اسرائيلية على مبنى مركز الشوا للصحافة. ولم يصب فريق القناة . وأوضحت القناة أن مكتبها يقع في الطابق الأخير من مبنى يضم 11 طابقا مع وسائل اعلام اخرى منها سكاي نيوز واي تي في ووكالات انباء فلسطينية . وكانت الغارات الإسرائيلية استهدفت في الساعات الأولى من صباح الأحد مجموعة من الصحفيين خلال تغطيتهم الغارات الإسرائيلية من أحد الأبراج بغزة الذي يعرف باسم برج الصحفيين لأنه يتخذ مقراً من قبل العديد من وسائل الإعلام. وقال إعلاميون إن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت فجراً برج الشوا حصري وسط مدينة غزة الذي يتواجد فيه عدد من المكاتب الصحافية ب 4 صواريخ. واستهدف القصف الطابق ال 11 الذي يتبع لفضائية القدس حيث أصيب 6 صحفيين من بينهم عدد من العاملين في الفضائية بجراح وصفت بالمتوسطة.