بدا المنخرطون ال300 الف في حزب التجمع من اجل حركة شعبية الاحد انتخاب زعيم جديد من بين المرشحين فرنسوا فيون (58 سنة) الاوفر حظا حسب الاستطلاعات ورجل "التجمع" من جهة وجان فرنسوا كوبي (48 سنة) الداعي الى "يمين بدون عقد" من جهة اخرى. وبدا الاقتراع لانتخاب رئيس الحزب حتى 2015 في الساعة 09,00 على ان ينتهي في الساعة 18,00 في نحو 650 مركزا انتخابيا موزعين على مختلف انحاء فرنسا، وسيدلي الامين العام الحالي للحزب بصوته في مدينة مو (سين اي مارن) في الساعة 11,00 ورئيس الوزراء السابق في الساعة 16,00 في باريس حيث انتخب نائبا في البرلمان. ويتوقع ان تصدر النتائج في الساعة 20,00 او لاحقا ليل الاحد، وكان ناخبو منطقة كاليدونيا الجديدة اول من ادلوا باصواتهم واعطوا فيون تقدما لكن لمعرفة الفائز تركز الانظار خصوصا على الفدرليات الكبرى حيث التنافس على اشده في "ايل دو فرانس (باريس واو-دو- سين وسين-اي- مارن...)، وجنوب شرق البلاد (آلب-ماريتيم، وبوش-دو-رون وغار...) وكذلك في رون ونور. ويصعب التكهن بنتيجة الاقتراع لان نسبة المشاركة مجهولة -حيث انها اذا كانت متوسطة او تقتصر على "النواة الصلبة" في الحزب ستساعد كوبي، بينما ستعزز فيون اذا كانت قوية. وقال وزير سابق مساء السبت "من المنطقي ان يفوز فيون، ان اليمين غالبا ما يميل مع الشرعية ويختار الامان ومن يتولى اعلى مرتبة، غير ان كوبيه قام بحملة جيدة جدا، هذا اكيد". والقى المرشحان السبت باخر جهودهما في المعركة الحامية الوطيس من اجل السيطرة على اكبر حزب معارض في فرنسا والتي يخوضانها يوميا منذ ثلاثة اشهر بل في الحقيقة منذ هزيمة نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية في ايار/مايو. واختتم فيون، الاوفر حظا للفوز حسب استطلاعات اجريت لدى جمهور واسع يشمل انصار الحزب وليس فقط الناخبين، والذي يامل كثيرا في الفوز، جولته في منطقة فونديه بتكريم كليمنصوه "اب النصر" في الحرب العالمية الاولى وداعيا المناضلين الى طرح سؤال واحد "من هو الافضل لجمع الفرنسيين من حول حزب التجمع؟" من جانبه قام كوبيه بحملة نشيطة حتى اخر لحظة جاب خلالها مسافات شاسعة -اقاليم اور وسين-ماريتيم وايفلين في يوم واحد- موجها رسائل صوتية وهاتفية الى كل المنخرطين في الحزب داعيا اياهم الى اختيار زعيم معارضة "مقاومة" على خط "يمين (واضح) بدون عقد". وفي نهاية الحملة اشتدت اللهجة بين المعسكرين، فوجه فرنسوا فيون الهادئ الذي "لا يغضب ابدا" ضرباته متهما خصمه بانه "يبحث بكل ما اوتي من جهد عن اثارة وسائل الاعلام" واتخاذ مواقف " يمينية حادة". من جانبه سخر كوبيه من المعارضة الضعيفة التي قال ان فيون يمثلها وقارنه "بهولاند يميني". وقال الوزير السابق كزافييه برتران انه "حان الوقت ان تنتهي" هذه المواجهة ودعا كغيره من ابرز الشخصيات الفائز مسبقا الى ان يبادر برأب الصدع في الحزب. ويتفق الاثنان في المجال الاقتصادي على وضع حد لقانون تحديد مدة العمل الاسبوعية ب35 ساعة، وقضايا اجتماعية منها رفض زواج المثليين وعدم منح حق التصويت للاجانب وعدم التحالف مع "الجبهة الوطنية ولا اليسار"، ومع ذلك فانهما يبرزان "فروقاتهما". وسواء تعلق الامر بخط سياسي ام افتعال يفتخر فيون بخبرته ك"رجل دولة" ويدعو الى "جمع الشمل" وذلك استعدادا لترشيحه الى الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2017، بينما يقول كوبيه انه يهتم "اولا بالمناضلين" ويعد بتحقيق انتصار كبير في الانتخابات البلدية المقررة في 2014 ويستخدم عبارات قوية لا سيما عندما قال ان الفرنسيين يتعرضون الى "عنصرية ضد البيض" داعيا الى التظاهر، لاقناع ناخبين لم يطووا بعد صفحة نيكولا ساركوزي. ورهان الاقتراع كبير اذ ان الفائز سيكون قد حقق تقدما في السباق الى الانتخابات الرئاسية في 2017 حتى وان كان الاستحقاق الحاسم هي الانتخابات التمهيدية التي ستقام في 2016 اذا لم يقرر ساركوزي خوض المعركة. وفضلا عن انتخاب رئيسهم دعي منخرطو الحزب الى الاعتراف رسميا بوجود "تيارات" داخل الحزب -وهي سابقة في حزب يميني- بالتصويت على ستة عرائض (من التيار "الانساني" الى "اليمين القوي" مرورا "باليمين الاجتماعي").