قتل عشرون من عناصر القوات النظامية السورية السبت في انفجار سيارتين مفخختين في جنوب سوريا، فيما توصلت قوى المعارضة السورية المجتمعة في الدوحة الى اتفاق مبدئي مساء السبت حول جسم موحد لها يحمل اسم "الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة". وقالت القيادية البارزة في المعارضة السورية سهير الاتاسي لوكالة فرانس برس "اتفقنا على النقاط الاساسية وبقيت التفاصيل التي سنعود لمناقشتها عند الساعة العاشرة صباحا بتوقيت الدوحة". اما رياض سيف الذي تقدم بمبادرة بدعم من واشنطن لتشكيل هيئة قيادية موحدة للمعارضة تحت مسمى "هيئة المبادرة الوطنية السورية" تتجاوز المجلس الوطني الذي يعد الكيان المعارض الاهم، فقال لوكالة فرانس برس "كنا على وشك التوقيع لكن فضلنا دراسة النظام الاساسي للجسم الجديد الذي سيوحد المعارضة بناء على طلب بعض الاطراف". واضاف بعد اجتماعات ماراتونية استمرت 12 ساعة، ان "الاتفاق يتمحور حول انجاز كتلة معارضة واحدة وليس كتلتين كما كان الحال". وتوقع سيف ان "يتم توقيع الاتفاق اليوم الاحد في احتفال يحضره امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني و ضيوف اخرون". وانتخب المجلس الجمعة المعارض المسيحي جورج صبرة رئيسا له. واعلن صبرة في مؤتمر صحافي عقده اليوم في العاصمة القطرية ان "المجلس الوطني اقدم من المبادرة السورية او اي مبادرة اخرى والمطلوب منا جميعا الذهاب الى مشروع وطني وليس مطلوبا من اي جهة الانضواء تحت لواء جهة اخرى". ميدانيا، انفجرت سيارة مفخخة السبت في جنوبدمشق ما ادى الى اصابة تسعة اشخاص بجروح، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا". وقالت الوكالة "فجر ارهابيون اليوم سيارة (...) مفخخة بكمية من المتفجرات عند مدخل حي دف الشوك بدمشق". ونقلت عن مصدر في قيادة شرطة دمشق ان "التفجير الارهابي ادى الى اصابة تسعة مواطنين اصابات متفاوتة الشدة اضافة الى وقوع اضرار مادية فى المكان". وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الانفجار جاء بعد مهاجمة مقاتلين معارضين حاجزا عسكريا في حي التضامن المجاور، وتلت ذلك اشتباكات لا تزال مستمرة. كما افاد المرصد في وقت لاحق عن "سماع دوي انفجار شديد مصدره ساحة عرنوس او الجسر الابيض" غرب العاصمة دمشق لم تتضح اسبابه. وكانت ثلاثة انفجارات بينها عمليتان انتحاريتان، وقعت صباحا في مدينة درعا في جنوب سوريا واستهدفت بحسب المرصد السوري مراكز عسكرية وتسببت في مقتل عشرين عنصرا من قوات النظام على الاقل. في المقابل، قالت سانا ان الانفجارات ناتجة من سيارات مفخخة وانها وقعت قرب ابنية سكنية ومؤسسات مالية ومصرفية، مشيرة الى وقوع سبعة قتلى بين المواطنين. وقتل 101 شخص على الاقل في اعمال عنف في مناطق مختلفة السبت هم 34 مدنيا و26 مقاتلا معارضا و41 جنديا نظاميا بحسب المرصد السوري. في محافظة الحسكة (شمال شرق)، سيطر مقاتلون اكراد السبت على مدينة عامودا بعد انسحاب القوات النظامية منها بضغط من الاهالي، وذلك بعد ساعات من انسحابها من مدينتين اخريين في المنطقة نفسها، بحسب ما ذكر المرصد السوري. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "عناصر المخابرات والشرطة انسحبوا من المدينة بضغط من الاهالي الذين قاموا بتظاهرات حاشدة اليوم للمطالبة بخروجهم تجنبا لتعرض مدينتهم لمعارك دامية شبيهة بتلك التي حصلت في مدينة راس العين الحدودية مع تركيا بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين وانتهت بسيطرة المعارضين". وكان المرصد افاد في وقت سابق ان "مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي (فرع حزب العمال الكردستاني التركي) سيطروا الليلة الماضية على مدينتي تل تمر والدرباسية بعد محاصرة مديريتي الشرطة فيهما، بالاضافة الى مقار للمخابرات العسكرية وامن الدولة وغيرها من المراكز الامنية لساعات طويلة". واوضح المرصد ان المقاتلين الاكراد سيطروا ايضا على المعبر الحدودي مع تركيا في الدرباسية، وهو معبر صغير. ولا يزال النظام السوري يسيطر على اكبر مدينتين في محافظة الحسكة هما القامشلي والحسكة وعلى معبر القامشلي الحدودي مع تركيا المقفل امام حركة العبور ومعبر كسب القريب من اللاذقية، بينما اصبحت كل المعابر الاخرى بين سوريا وتركيا في ايدي المعارضين. الى ذلك، افاد المرصد ان القوات النظامية السورية احرزت تقدما خلال الايام الماضية على الطريق السريعة المؤدية الى مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في شمال غرب البلاد واستعادت عددا من القرى الواقعة الى شرق هذه الطريق. وقال عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان الاشتباكات مستمرة في محيط مدينة معرة النعمان بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي "تمكنت خلال الايام العشرة الماضية تدريجيا من استعادة عدد من القرى كان الثوار استولوا عليها في تشرين الاول/اكتوبر الى شرق الطريق السريع الذي يربط بين حلب ودمشق". من جانبها، ذكرت سانا السبت ان الجيش السوري النظامي دمر زورقا ينقل مقاتلين في نهر الفرات شمال شرق سوريا. في ريف دمشق، استمرت الاشتباكات بين القوات النظامية والمجموعات المقاتلة المعارضة، بحسب المرصد السوري الذي اشار الى وصول "تعزيزات عسكرية للقوات النظامية الى محيط مدينة داريا التي شهدت بساتينها اشتباكات عنيفة خلال الايام الفائتة". في محافظة القنيطرة (غرب)، تعرضت بلدات وقرى في المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود مع هضبة الجولان المحتل من اسرائيل صباح اليوم لقصف مصدره القوات النظامية، بحسب المرصد الذي ذكر ان مقاتلين معارضين كانوا هاجموا حاجزا لقوى الامن في قرية الحرية بعد منتصف ليل الجمعة السبت. ونتيجة تصاعد اعمال العنف، نزح خلال 24 ساعة بين الخميس والجمعة 11 الف شخص الى الدول المجاورة لسوريا، بحسب ما اعلنت الاممالمتحدة، بينهم تسعة الاف الى تركيا. وفيما آفاق الحل للازمة السورية لا تزال مسدودة، اقترح المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو الجمعة اصدار مذكرة توقيف دولية ضد الرئيس بشار الاسد، مشيرا الى وجود "ملف صلب" ضده.