اجرى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاثنين في الامارات محادثات تركزت على التعاون الدفاعي والتجاري، وذلك في اطار جولة في المنطقة ستقوده ايضا الى السعودية وتهدف خصوصا لتعزيز فرص بيع دول الخليج مقاتلات تايفون يوروفايتر وبحث الازمات الاقليمية، حسبما افادت السفارة البريطانية في الامارات. وبعد ان تناول كاميرون طعام الفطور مع القوات البريطانية التي مقرها قاعدة عسكرية في الامارات، التقى في دبي نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم وولي عهد ابوظبي الذي يشغل منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد ال نهيان. وكان بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ذكر ان محادثات كاميرون مع محمد بن راشد ومحمد بن زايد ستتناول الجيل المقبل من معدات الطيران. واجرى كاميرون جولة في مترو دبي الذي ساهمت شركات بريطانية في تصميمه وادارته. والتقى كاميرون عددا من الطلاب الجامعيين في ابوظبي واكد معهم ضرورة "الابقاء على العقوبات ضد ايران". كما قال انه "مع كل العنف والدمار الذي يحصل في سوريا، من الواضح ان بشار الاسد لا يمكن ان يبقى في السلطة ... عليه ان يرحل". وقال ايضا "اعتقد ان دعم حقوق الانسان (...) وحق الشعوب في ان يكون لها كلمتها، امر مهم"، مضيفا مع ذلك انه ينبغي ايضا "احترام التقاليد المختلفة وثقافات" الدول. وبشان الازمة السورية، اعرب كاميرون عن الاسف وقال ان "الاممالمتحدة خيبت امال العالم" لعجزها عن التحرك في سوريا بسبب الانقسامات بين الاعضاء الدائمي العضوية في مجلس الامن الدولي. واشار الى ضرورة "مساعدة الشعب السوري على التخلص" من بشار الاسد "هذا الديكتاتور الذي قتل العديد من الناس". وفي معرض التطرق الى البرنامج النووي الايراني امام الطلاب، دعا رئيس الوزراء البريطاني الى مواصلة الضغوط على طهران. وقال انه ينبغي "الابقاء على الضغوط والابقاء على العقوبات (...) لاقناع ايران بسلوك طريق مختلف" في علاقاتها مع المجتمع الدولي. وشارك كاميرون في اجتماع مجلس الاعمال الاماراتي البريطاني. وقال وزير الاقتصاد الاماراتي سلطان بن سعيد المنصوري الذي ترأس الاجتماع مع كاميرون ان الجانبين يستهدفات "الوصول بحجم التبادل التجاري بين البلدين الى 12 مليار جنيه استرليني بحلول العام 2015". واشار الى ان التبادل التجاري بين البلدين يبلغ حاليا نحو 9,6 مليار جنيه. ويعيش في الامارات اكثر من مئة الف بريطاني. وبعد الامارات، سيتوجه كاميرون الى السعودية وذلك في "مؤشر على التزام رئيس الوزراء بتعزيز العلاقات القديمة مع اثنين من شركاء بريطانيا الاكثر استراتيجية في الخليج"، بحسب بيان مكتب رئيس الوزراء. وذكر البيان انه يفترض ان يقوم كاميرون خلال زيارته الى المنطقة بالترويج للصناعات الدفاعية البريطانية و"خصوصا الترويج لمقاتلة تايفون امام القادة الخليجيين". وكانت الامارات اعربت عن اهتمامها بشراء 60 مقاتلة يوروفايتر تايفون لاستبدال مقاتلات رافال الفرنسية المتقادمة التي تملكها. ويتجه كاميرون الى السعودية الثلاثاء ثم يتابع جولته في المنطقة، الا ان برنامج ما تبقى من هذه الجولة لم يعلن لاسباب امنية. وكان كاميرون زار الامارات في 2010 والسعودية في كانون الثاني/يناير 2012. وتحاول بريطانيا تعزيز مبيعاتها الدفاعية لمنطقة الخليج الغنية بالنفط والتي تعد من ابرز حلفائها، وذلك في ظل جو اقليمي يتسم بالتوتر مع ايران فضلا عن الاضطرابات الشديدة الناجمة عن الازمة السورية. وقد ابدت السعودية بدورها اهتماما بالتقدم بطلبية "مهمة" جديدة تضاف الى صفقة ال72 طائرة تايفون التي ابرمتها الرياض، فيما اعربت سلطنة عمان بدورها عن اهتمامها بشراء 12 مقاتلة، بحسب بيان مكتب رئيس الوزراء البريطاني. ويوروفايتر تايفون مشروع مشترك بين المجموعة الدفاعية البريطانية "بي ايه اي سيستمز" وشركات المانية وايطالية واسبانية. وتأتي هذه الزيارة بعد شهر من الضربة الموجعة التي تلقاها قطاع الصناعة الدفاعية في بريطانيا الذي تبلغ قيمة صادراته 5,4 مليار جنيه استرليني سنويا ويوظف 54 الف شخص، مع انهيار مشروع الاتحاد بين "بي ايه اي سيستمز" والعملاق الاوروبي "اي ايه دي اس". كما تاتي الزيارة في خضم توتر بين ضفتي الخليج، خصوصا مع تفاقم الازمة في سوريا التي تعد طهران الداعم الرئيسي للنظام فيها. وقال بيان مكتب رئيس الوزراء ان الامارات والسعودية وبريطانيا "تتشاطر التزاما مشتركا ازاء الامن والاستقرار وازاء التغلب على المخاطر التي نواجهها في المنطقة". ويتهم النظام السوري السعودية وتركيا وقطر بتسليح المعارضة السورية. في المقابل، يتعاظم قلق السعودية ازاء دور ايران الشيعية في المنطقة وازاء برنامجها النووي. ويفترض ان يعود كاميرون الى لندن الاربعاء من اجل اجراء محادثات مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركيل.