عبر عدد من القادة الاوروبيين الاثنين في لاوس عن قلقهم من اعمال العنف الدينية المستمرة في غرب بورما منذ اشهر والوضع الكارثي لاقلية الروهينجيا المسلمة المحرومة من كثير من الحقوق في هذا البلد. وعلى هامش القمة، قال وزير الخارجية البورمي وانا مونغ لوين لوكالة فرانس برس ان "اولوية الحكومة حاليا هي ايواء الضحايا المشردين واعادة تأهيلهم وتسوية المشكلة بطريق سلمية فعلا". وادت اعمال العنف بين البوذيين والمسلمين منذ حزيران/يونيو الى نزوح اكثر من 110 آلاف شخص. واندلعت مواجهات جديدة الشهر الماضي ما ادى الى سقوط 180 قتيلا. واقلية الروهينجيا المسلمة محرومة من المواطنة وتعتبرها الاممالمتحدة واحدة من اكثر الاقليات المضطهدة في العالم، بينما ينظر اليها كثير من البورميين نظرة عدائية ولا تعترف بها السلطات كاقلية. وقال وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ على همش القمة الآسيوية الاوروبية في فينتيان "نريد ان تؤخذ المشاكل التي لم تحل لوضع الروهينجيا في الاعتبار من قبل القادة السياسيين من كل الاتجاهات". واضاف انه "موضوع مقلق بالنسبة لنا. ساثير القضية بالتأكيد مع القادة البورميين عندما تسنح لي الفرصة". ودعا هيغ اونغ سان سو تشي الحائزة على جائزة نوبل للسلام الى ان تعمل علنا على هذه القضية التي تثير جدلا في بورما وكشفت عن مشاعر عنصرية وكره للاجانب عميق في البلاد. من جهته، اكد وزير الخارجية البورمي ان "الحكومة تعالج هذا الملف باهتمام كبير حتى لا يتكرر هذا النوع من اعمال العنف (...) نريد السلام والاستقرار في هذه المنطقة". واضاف "نحن لا نشجع اي تورط او اي افكار متطرفة". وكانت المعارضة البورمية دعت بعد لقاء مع رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الاحد الى التسامح ووقف اعمال العنف بين البوذيين والمسلمين في غرب بورما لكنها رفضت اتخاذ موقف في هذه القضية على الرغم من انتقادات ناشطي حقوق الانسان. وقالت اونغ سان سو تشي في تصريحات نقلتها البي بي سي "ادعو الى التسامح لكنني لا اعتقد ان علينا استخدام قيادتنا المعنوية اذا اردت تسميتها كذلك، للدفاع عن قضية محددة بدون النظر فعلا الى جذور المشكلة". وخيب صمت اونغ سان سو تشي النائبة حاليا امل مؤيديها في الخارج وناشطي حقوق الانسان، كما بدا ان البوذيين والمسلمين "مستاؤون" من حيادها الظاهر. وقالت بعد اللقاء مع باروزو في العاصمة نايبيداو "اعرف ان الناس يريدون ان اتخذ موقفا والجانبان مستاءان لانني لا اقف في صف اي منهما". واضافت انه يجب قبل كل شىء اعادة النظام والقانون لانه "اذا كان الناس يقتتلون ويحرقون بيوت بعضهم البعض كيف يمكننا التوصل الى تسوية معقولة؟". من جهته، دعا باروزو الى وقف العنف بين المجموعتين وتعهد بتقديم مساعدة انسانية. وقال في خطاب نشر نصه في بروكسل "نشعر بقلق عميق من هذه الاحداث (...) نأمل ان يدعو كل المسؤولين الى ضبط النفس". واضاف ان "الاتحاد الاوروبي مستعد لتقديم اربعة ملايين يورو (خمسة ملايين دولار) لمساعدة انسانية فورية شرط ضمان وصولها الى المنطقة المعنية". من جهة اخرى، قالت منظمة اطباء بلا حدود الاثنين انها تلقت مع منظمات اخرى للعمل الانساني تهديدات في غرب بورما قد تمنعها من مواصلة تقديم المساعدة لعشرات الآلاف من النازحين. واكدت المنظمة في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه انها "يمكن ان تبذل مزيدا من الجهود لتقديم مساعدات الى النازحين الجدد والذين يقيمون في مخيمات موقتة وكذلك المقيمين منذ فترة طويلة الذين حرموا من الخدمات الطبية منذ فترة طويلة لكن عداء بعض المجموعات يمنعها من ذلك". واضافت "منعنا من التحرك وتلقينا تهديدات لاننا نريد تقديم مساعدة طبية الى الذين يحتاجون اليها. هذا يشكل صدمة ويترك عشرات الآلاف من الاشخاص بدون رعاية صحية هم بامس الحاجة اليها". ولم توضح المنظمة الجهة التي اطلقت التهديدات. لكن مسؤولين عدة من الراخين شنوا حملات معادية في الاشهر الاخيرة للمنظمات غير الحكومية الدولية والاممالمتحدة معتبرين انها لا تعمل سوى لمصلحة الروهينجيا. وقد رفضت المنظمات الانسانية هذه الاتهامات. كما دانت الاممالمتحدة الجمعة تعرض طواقم للعمل الانساني للتهديد معبرة عن املها في ضمان سلامتهم. واكدت الاممالمتحدة الاسبوع الماضي ان مخيمات اللاجئين حول سيتوي عاصمة ولاية الراخين تجاوزت حدود قدراتها وخصوصا في مجال المواد الغذائية والايواء والعناية. وقالت اطباء بلا حدود الاثنين ان هؤلاء النازحين "في وضع ضعيف جدا وحالتهم الصحية يمكن ان تتدهور بسرعة كبيرة". واضافت ان العراقيل لعمل المنظمة لا تقتصر على النازحين. فهي تؤثر ايضا على نشاطاتها على الامد البعيد وخصوصا في مجال معالجة الملاريا التي يمكن ان تزداد الاصابات بها.