يغامر ميت رومني السبت بكل ما لديه في سلسلة من الولايات الرئيسية فيما يبدو ان ورقة الانتخابات الاميركية لا تزال عصية على المرشح الجمهوري قبل ثلاثة ايام فقط من موعد انتهاء السباق الرئاسي امام الرئيس الحالي باراك اوباما. وفي مطار دوبيوك في ايوا (وسط) وقبل ذلك في نيو هامشير (شمال شرق) وعد حاكم ماساتشوستس السابق، الباحث عن اصوات الوسط، بالتعاون مع المعارضة في حال فوزه. الا ان رومني، الذي يبدو اقل ديناميكية منه في الايام الاخيرة، هاجم ايضا بشدة تعبيرا استخدمه اوباما امس في اوهايو (شمال)، مركز المعركة على الولايات الرئيسية للفوز الثلاثاء في الانتخابات الرئاسية. وكان اوباما وبعد ان اطلق الجمهور صيحات الاستهجان الجمعة في سبرينغفيلد لدى سماعه ياتي على ذكر اسم رومني بدأ كلمته بعبارته التقليدية "لا تستهجنوا، صوتوا!". لكنه اضاف "التصويت هو الانتقام الامثل" في تعبير لم يسبق ان استخدمه من قبل ولم يكرره بعد ذلك. وقال رومني "بالامس، قال الرئيس شيئا يمكن ان تكونوا قد سمعتموه بالفعل. وارى انه يثير الانزعاج" مضيفا "لقد طلب من انصاره التصويت من اجل انتقام وانا اطلب منكم التصويت حبا بالبلاد". وعلى الاثر اوضحت المتحدثة باسم الحملة الديموقراطية ان اوباما كان يريد الرد على "محاولات الترهيب" التي قالت ان رومني لجا اليها في فقرة دعائية اكد فيها ان مصانع سيارات اميركية انقذت بفضل اموال دافعي الضرائب ستنقل انتاجها الى الصين. ومن المصادفة ان اوباما، الذي يخوض مثل منافسه سباقا لا هوادة فيه مختصرا اوقات نومه لبضع ساعات فقط، يشارك السبت ايضا في لقاء عام في مدينة دوبيوك التي يسكنها 57 الف شخص والتي يفصلها عن ولاية ويسكونسن الرئيسية (شمال) نهر المسيسيبي. الا ان الطريق الى البيت الابيض يمر خصوصا باوهايو حيث بدأ اوباما جولته صباح السبت بعد ان امضى طوال يوم الجمعة محاولا منع منافسه من التفوق عليه في هذه الولاية. وقال الرئيس السبت في مينتور القريبة من كليفلاند "افهم ان تكون اوهايو صعبة قليلا على الحاكم رومني لانه كان ضد انقاذ قطاع السيارات الاميركية فيها". وتضم اوهايو العديد من المصانع التي تتعامل من الباطن مع شركات السيارات في ديترويت المجاورة. ورفض اوباما من جديد فكرة ان يكون رومني يمثل "التغيير الحقيقي" الذي يؤكد الاخير منذ ايام انه سيحققه. وفي نظام اقتراع عام غير مباشر في كل ولاية على حدة يسعى الفريقان الى مغازلة الولايات التي يمكن ان تنقلب من جانب الى اخر. وتعتبر اوهايو الاكثر حسما، فهي الولاية التي لم ينجح اي مرشح جمهوري في الحصول على الرئاسة من دون ان يفوز بها. ومع ذلك فان رومني لم يسجل تقدما في اي من استطلاعات الراي الاخيرة بشان اوهايو اذ اتى متأخرا بنحو ثلاث نقاط عن الرئيس وفقا للتقييم الوسطي لموقع ريلكليربوليتيكس. لكن اوباما لا يترك شيئا للصدفة، فهو يعود الاحد والاثنين الى اوهايو مدركا انه اذا لم يقطع الطريق على منافسه فان الاخير سيفوز في كل الولايات الرئيسية الاخرى تقريبا. وفي كولورادو (غرب) حيث يقوم رومني بزيارتين بعد ظهر اليوم يبدو ان الاتجاه يميل لصالح المرشح الجمهوري الا ان هذه الولاية لن تفيده في شيء اذا لم يتمكن من الفوز على اوباما في ويسكونسن ونيفادا (غرب) حيث يبدو ايضا متراجعا، وحتى لو فاز في فلوريد (جنوب شرق) وفرجينيا (شرق) في الطرف الاخر للبلاد. واوباما الذي توجه قبل دوبيوك الى ميلووكي (ويسكونسن) سيختتم يومه بلقاء ليلي كبير في بريستو بولاية فرجينيا في ملعب تبلغ سعته 25 الف شخص الى جانب الرئيس الديموقراطي الاسبق بيل كلينتون الذي يبذل جهدا ميدانيا كبيرا لصالح الرئيس مع 26 لقاء عاما منذ مطلع ايلول/سبتمبر الماضي اضافة الى 11 لقاء مقررا حتى الاثنين. وقد ابدى الديموقراطيون ثقة متزايدة في الايام الاخيرة فيما يؤكد الجمهوريون على "الانطلاقة" التي قد تتيح لهم الفوز برئاسة القوة العالمية الاولى.