غادر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو صباح الاربعاء اسرائيل متوجها الى فرنسا في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وستكون هذه اول زيارة يقوم بها نتانياهو الى فرنسا منذ تولي فرنسوا هولاند الرئاسة في ايار/مايو وسيبحث معه خصوصا في ازمة البرنامج النووي الايراني ومكافحة الارهاب وتحريك عملية السلام مع الفلسطينيين على ما افاد مقربون منه. ومن المتوقع بحسب برنامج نتانياهو ان يلتقي ايضا نظيره الفرنسي جان مارك ايرولت ووزير الخارجية لوران فابيوس. وسيحضر نتانياهو الخميس في تولوز الى جانب هولاند مراسم تكريم معلم وثلاثة اطفال يهود قتلوا في اعتداء نفذه محمد مراح في 19 اذار/مارس امام مدرسة يهودية في تلك المدينة. وتكمن اهمية الزيارة في انها ستكون "اول فرصة" لنتانياهو "للتحدث مع الرئيس هولاند، ويامل من خلالها في بناء علاقة عمل جيدة مع الرئيس الفرنسي" بحسب ما صرح مصدر مقرب من نتانياهو لوكالة فرانس برس. ومنذ توليه الرئاسة قبل خمسة اشهر، لم يلتق هولاند بنتانياهو شخصيا رغم انه تحدث معه هاتفيا، بينما التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرتين في باريس. وكانت اخر مرة زار فيها نتانياهو باريس في ايار/مايو 2011 عندما سعى الى الحصول على دعم فرنسا لوقف المبادرة الفلسطينية الساعية الى الحصول على عضوية دائمة في الاممالمتحدة. وخلال هذه الزيارة يتوقع ان تتركز محادثات الزعيمين على الازمة الدولية المتعلقة بملف ايران النووي، بحسب مسؤولين اسرائيليين. وصرح مسؤول بارز طلب عدم الكشف عن هويته لفرانس برس "فرنسا بلد مهم جدا في التحالف الغربي الذي يتعامل مع القنبلة الايرانية". واضاف "نتانياهو يرغب بالتاكيد في الحديث عن المسالة الايرانية مع فرنسوا هولاند خاصة بعد خطابه في الاممالمتحدة في نهاية ايلول/سبتمبر". وعرض نتانياهو خلال كلمته في الجمعية العامة للامم المتحدة رسما لقنبلة عليها خط احمر للتاكيد على دعواته لواشنطن بتحديد خطوط حمر حاسمة لبرنامج ايران النووي قبل شن ضربة جوية استباقية ضد طهران. وتنفي ايران المزاعم الاسرائيلية والغربية بان برنامجها النووي هو مجرد واجهة للحصول على اسلحة نووية. وحذر نتانياهو من ان حصول ايران على اسلحة نووية سيشكل تهديدا على كيان اسرائيل، ورفض مرارا استبعاد اللجوء الى الحل العسكري ما اثار تكهنات بضربة اسرائيلية وشيكة لايران. وبعد ان ثارت شائعات بشان هذه الضربة، اتصل هولاند هاتفيا مع نتانياهو في منتصف ايلول/سبتمبر ودعاه الى السعي للتوصل الى حل سلمي ودبلوماسي للازمة الايرانية. واكد كذلك على عزم فرنسا الى دفع ايران الى تعليق برنامجها النووي واحترام قرارات الاممالمتحدة التي تطالب ايران بتعليق نشاطاتها النووية، بحسب مسؤولين. وبعد اسبوعين وفي خطابه امام الاممالمتحدة حدد نتانياهو مهلة جديدة تمتد الى ربيع وربما صيف 2013 للسماح على ما يبدو للعقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الاسلامية بان تاخذ مفعولها. واكد مستشار دبلوماسي للرئيس الفرنسي ان ايران "ستكون من بين القضايا" التي ستثار في محادثات الاربعاء دون ان يكشف عن مزيد من التفاصيل. وصرح لفرانس برس "سيركز اجتماع العمل هذا على تعميق الروابط الثنائية واعادة اطلاق عملية السلام والاضطرابات التي تجتاح العالم العربي". ومحادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين متوقفة منذ اكثر من عامين، الا ان مصدرا مقربا من نتانياهو اكد ان الزعيمين سيناقشان طرق احيائها. وقال دينيس شاربيت استاذ العلوم السياسية في جامعة اسرائيل المفتوحة ان "المسالة العالقة بين نتانياهو وهولاند هي غياب المفاوضات مع الفلسطينيين ومواصلة اسرائيل الاستيطان". الا انه قال انه من غير المرجح ان تلعب مسالة مفاوضات السلام دورا رئيسيا في المحادثات بين الزعيمين نظرا للهدوء الميداني النسبي. والخميس من المقرر ان يتوجه نتانياهو الى تولوز للمشاركة في احياء ذكرى ثلاثة اطفال ومعلم فرنسي اسرائيلي في مدرسة يهودية قتلوا على يد مسلح قتل كذلك ثلاثة جنود فرنسيين من اصل شمال افريقي. وذكر مصدر اسرائيلي قريب من الزيارة ان "نتانياهو يريد ان يبعث برسالة تضامن مع ضحايا الارهاب سواء من اليهود او غير اليهود". واضاف انه "يريد التاكيد على اهمية العمل الدولي الموحد ضد الارهاب". وكان الاسلامي محمد مراح وهو من اصل جزائري، اقدم على قتل الطلاب والمعلم في التاسع عشر من آذار/مارس الماضي.