شن الطيران الحربي السوري الاثنين "غارات هي الاعنف" منذ بدء استخدامه في نهاية تموز/يوليو في النزاع المستمر منذ اكثر من 19 شهرا، وشملت خصوصا ريف دمشق وقرى في شمال غرب البلاد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان الطائرات الحربية "شنت 34 غارة على مناطق سورية مختلفة خلال ثلاث ساعات قبل ظهر اليوم"، مشيرا الى ان هذه الغارات "هي الاعنف منذ بدء استخدام الطيران الحربي" في نهاية تموز/يوليو الماضي. ولاحقا اشار المرصد في بيان الى 14 غارة اضافية بعد الظهر، بينها "احدى عشرة غارة على قرى ومدن وبلدات معر شورين وسلقين وكفرتخاريم وحارم واسقاط وخان شيخون في محافظة ادلب (شمال غرب)، اسفرت عن مقتل رجلين واصابة العشرات بجروح وتهدم مبان". وسبقت هذه الغارات غارات اخرى على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين. وقتل عشرة اشخاص الاثنين في انفجار سيارة مفخخة في احدى ضواحي العاصمة السورية، حسبما افاد التلفزيون السوري الرسمي. وافاد التلفزيون في شريط عاجل عن "تفجير ارهابي بسيارة مفخخة في شارع الروضة بجانب فرن آلي في جرمانا اسفر في حصيلة اولية عن مقتل 10 شهداء بينهم اطفال ونساء واضرار مادية كبيرة". وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن مقتل 12 شخصا واصابة 15 آخرين بجروح، مشيرا الى ان المنطقة "تقطنها غالبية موالية للنظام وتنتشر فيها لجان الحماية الشعبية المسلحة الموالية للنظام". واتهمت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا "المجموعات الارهابية في ريف دمشق" بمواصلة "خرق اعلان وقف العمليات العسكرية". وتأتي هذه الاحداث في اليوم الاخير من هدنة عيد الاضحى التي تبادل طرفا النزاع الاتهامات بخرقها، وغداة سقوط 134 شخصا في اعمال عنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. واعلن الوسيط العربي والدولي لسوريا الاخضر الابراهيمي اثر مباحثات اجراها في موسكو الاثنين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ان الوضع في سوريا يسير "من سيء الى اسوأ". وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف ان "الازمة السورية خطيرة جدا جدا، والوضع يسير من سيء الى اسوأ"، معربا عن اسفه لانهيار هدنة عيد الاضحى التي ساعد على التوصل اليها ولكنها لم تصمد ولو حتى لساعات. واضاف "منذ مدة وانا اصف ما يحدث في سوريا بالحرب الاهلية .. واذا لم تكن هذه حربا اهلية، فلا ادري ما هي الحرب الاهلية". ومن جهته قال لافروف ان موسكو تشعر "بخيبة امل" من عدم التزام الطرفين في سوريا بالهدنة، الا انه اكد انه لا فائدة من الخلاف حول من انتهكها. واضاف "انهم يتقاتلون بشكل اكبر في سوريا، والاستفزازات والردود غير الكافية عليها اصبحت احداثا يومية. الهدف هو ان يتوقف جميع السوريين عن اطلاق النار ويجلسوا حول طاولة المفاوضات". واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين عن مشاعر الاحباط المريرة لفشل هدنة عيد الاضحى في سوريا، داعيا مجلس الامن الدولي الى "تحمل مسؤولياته والدفع من اجل وقف لاطلاق النار". ميدانيا، ترافقت الغارات مع "اشتباكات عنيفة" في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان والذي يحاصره المقاتلون المعارضون منذ استيلائهم على المدينة في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر. كما نفذت الطائرات الحربية ثلاث غارات بعد الظهر على مزارع بلدة رنكوس في ريف دمشق "التي تعتبر احد معاقل الكتائب الثائرة المقاتلة في منطقة القلمون"، بحسب المرصد. وكانت غارات قبل الظهر تركزت على رنكوس ومدينة حرستا و"المزارع بين بلدتي عربين وزملكا ومنطقة البساتين الواقعة بين مدينة حرستا وحي برزة" في ريف دمشق. واوضح مصدر امني في العاصمة السورية ان الجيش السوري "يشن الغارات الجوية على البساتين والحقول الزراعية حيث يحاول الارهابيون تجميع قواتهم وتعزيز مواقعهم"، مشيرا الى ان هذه العمليات "تندرج ضمن حق الرد (خلال الهدنة المعلنة) الذي تحدثت عنه القوات في بياناتها السابقة". في الوقت نفسه، افاد المرصد عن "اشتباكات عنيفة" بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط مدينة حرستا اسفرت عن مقتل مقاتل. كذلك افاد المرصد عن تعرض منطقة الكتف في مدينة البوكمال في محافظة دير الزور (شرق) لغارة جوية، في حين استهدف حي الجبيلة في مدينة دير الزور بغارات تزامنت مع اشتباكات عنيفة. ويفترض ان تنتهي بنهاية اليوم الاثنين الهدنة المعلنة على فترة اربعة ايام لمناسبة عيد الاضحى والتي انهارت منذ اليوم الاول (الجمعة)، في وقت تبادل الطرفان الاتهامات بخرق وقف اطلاق النار. وبدأ النظام يستخدم الطيران الحربي في المعارك بعد ايام من بدء المعارك في مدينة حلب. وكان يستخدم قبل ذلك المروحيات العسكرية لالقاء القنابل. وردت المدفعية التركية الاثنين بعد سقوط قذيفة سورية على اراضي تركيا بدون ان يسفر ذلك عن اصابات كما افادت وكالة انباء الاناضول. وسقطت القذيفة السورية قرب قرية بيشاصلان التركية في المنطقة الحدودية جنوب محافظة هاتاي فيما كانت تدور معارك في مدينة حارم السورية بين مسلحي المعارضة وقوات النظام السوري كما اوضحت الوكالة. لاحقا سقطت قذيفة سورية اخرى على بعد حوالى 500 متر من بيشاصلان بحسب الاناضول التي لم تحدد ان ردت المدفعية التركية عليها. وقد ردت تركيا بانتظام في كل مرة تعرضت فيها اراضيها لقذائف هاون او قصف مدفعي مصدره سوريا منذ مقتل خمسة اتراك في ظروف كهذه في 3 تشرين الاول/اكتوبر. وفي 19 تشرين الاول/اكتوبر ردت المدفعية التركية على قذيفتي هاون سقطتا من سوريا في حقل في محافظة هاتاي.