واشنطن (رويترز) - أثارت أحدث تصريحات لادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما بشأن سلسلة الاحداث التي أنتهت بالهجوم المميت في بنغازي بليبيا الجدل بخصوص الواقعة يوم الجمعة وقدمت ذخيرة جديدة للمعارضين الجمهوريين. وفي مناظرة نائبي المرشحين الرئاسيين التي عقدت ليل الخميس شدد نائب الرئيس جو بايدن قائلا "لم يبلغنا أحد بانهم يريدون المزيد من الامن" في البعثة الدبلوماسية الامريكية في بنغازي حيث قتل السفير الامريكي كريستوفر ستيفنز. ويتناقض اعلان بايدن على الاقل ظاهريا فيما يبدو مع شهادة في الكونجرس قبل اقل من 48 ساعة لمسؤولي وزارة الخارجية كما انه اتاح فرصة جديدة للمنافس الرئاسي الجمهوري ميت رومني الذي سعى مرارا لمهاجمة البيت الابيض بشأن هذه القضية. كان ذلك أحدث مثال على ارتباك البيت الابيض فيما يصدر عنه بشأن هجمات ليبيا. ويسعى اوباما ومعاونوه جاهدين لتوضيح لماذا وصفوا في البداية العنف بأنه نتيجة للفيلم المسيء للنبي محمد ثم سلموا في وقت لاحق بانه كان هجوما منظما لمتشددين. وفي تعليق مكتوب قبل حديث بايدن قال انتوني كوردسمان المحلل البارز في شؤون الامن القومي ان الادارة "تخبطت في تناول الوضع بالدخول في حالة من الانكار المشوش" بشأن ليبيا. وقال كوردسمان ان الجمهوريين حولوا احداث بنغازي الى لعبة للتربص بالخصم حيث انحوا باللائمة على الرئيس الى حد ما "عن قرارات امنية محلية الى حد بعيد." وهرع البيت الابيض الى الدفاع عن بايدن يوم الجمعة قائلا انه كان يتحدث عن نفسه وعن اوباما فقط. وبعبارة اخرى ليس عن احد آخر ربما سمع عن الاخطار التي يواجهها الامريكيون في ثاني مدينة ليبية تعمها الفوضى قبل ان يقتل ستيفنز وثلاثة امريكيين آخرين ليلة 11 سبتمبر ايلول. واستأنف رومني الهجوم يوم الجمعة قائلا ان بايدن ناقض الشهادة التي ادلى بها مسوؤلو وزارة الامريكية تحت القسم. وأجج تعليق "نحن لا ندري" لبايدن انتقاد الجمهوريين للادارة بأنها ليست صادقة بشأن الهجوم العنيف على المصالح الامريكية خلال عام الانتخابات والذي سبق وان كان لاوباما فيه اليد العليا في السياسة الخارجية على ما يبدو. وقال بايدن في المناظرة مع المرشح لنائب الرئيس الجمهوري بول رايان "لم يبلغنا احد بانهم يريدون المزيد من الامن ..لم نكن نعرف انهم يريدون المزيد من الامن." وركز الجمهوريون اغلب انتقاداتهم بشأن ليبيا حتى الان على السفيرة الامريكية في الاممالمتحدة سوزان رايس. واشارت رايس متحدثة من رؤوس موضوعات اعدتها وكالات المخابرات الامريكية بعد ايام قليلة من احداث بنغازي الى ان العنف نجم على ما يبدو من الاحتجاجات المناهضة للفيلم المسئ. وقال بوب كوركر وهو عضو جمهوري بارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يوم الجمعة ان الادارة كان عليها ان تعرف فورا ان الهجوم على البعثة نفذه متشددون ولم ينجم عن الاحتجاجات. وقال كوركر في بيان "خلال 24 ساعة من الواقعة علمت الادارة انه هجوم ارهابي مدبر وكانوا بوضوح على علم بالتفاصيل المحددة ومنها طلبات الامن الاضافية التي اعلنت اخيرا هذا الاسبوع." واضاف "مع مواصلة نائب الرئيس هذه الخدعة بتعليقاته الليلة الماضية على الامريكيين جميعا ان يسألوا ماذا تحاول ان تخفيه الادارة." وفي جلسة للكونجرس يوم الاربعاء وصف ضابطا امن امريكيان احباطهما من ان طلباتهما لمزيد من الامن في ليبيا جرى تجاهلها خلال اسابيع واشهر قبل الهجوم على بعثة بنغازي. وسلمت مسؤولة من مكتب الامن الدبلوماسي بوزارة الخارجية خلال الجلسة بأنها نحت جانبا طلبات لمزيد من الامن. وقالت المسؤولة تشارلين لامب عندما سئلت عن طلب محدد بتمديد نشر فريق عسكري امريكي مكون من 16 عضوا غادر ليبيا في اغسطس آب قبل شهر من اراقة الدماء في بنغازي "قلت شخصيا انني لن اؤيد ذلك." وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني يوم الجمعة ان بايدن كان "يتحدث بشكل مباشر عن نفسه وعن الرئيس" خلال تعليقاته عن الامن الدبلوماسي وليس عن وزارة الخارجية حيث قال كارني ان الوزارة تتعامل مع مثل هذه القضايا "على النحو الملائم". وحاولت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ايضا تهدئة الجدل قائلة ان الادارة كانت تتعامل مع افضل المعلومات المتاحة مثلما ترد بشأن الاحداث في بنغازي. وقالت كلينتون في ظهور مع وزير الخارجية الايطالي الزائر جوليو تيرتسي "ليست لدينا صورة كاملة حتى هذا اليوم - حتى هذا اليوم. ليست لدينا جميع الاجابات. لا احد في هذه الادارة اعلن غير ذلك على الاطلاق." وقال كوردسمان المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية انه لا يعتقد ان بايدن اخطأ في الحديث. وقال ان قيادات عليا في الادارة لم تعرف جميع التفاصيل بشان الطلبات الامنية التي تجمعت من "عشرات الدول التي تنشب فيها ازمات." واضاف كوردسمان الخبير السابق في شؤون المخابرات بوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) في مقابلة بالهاتف "هذا هو نائب رئيس الولاياتالمتحدة وانتم تتحدثون عن سلسلة امنية تأتي من سفارة واحدة وقنصلية واحدة في بلد غير مستقر الى حد كبير." من سوزان كرونويل