صعدت المجموعات المقاتلة المعارضة في سوريا الجمعة هجماتها على نقاط استراتيجية للقوات النظامية في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحلب (شمال)، في وقت سجل يوم امس وقوع اكبر حصيلة من القتلى في صفوف القوات النظامية منذ بدء النزاع. وشهدت الساعات الماضية فصلا جديدا من التوتر بين انقرةودمشق على خلفية اعتراض السلطات التركية لطائرة ركاب سورية قادمة من موسكو ومصادرة اسلحة منها، بحسب ما اعلن رئيس الوزراء التركي، الامر الذي نفته دمشق. ميدانيا، قتل 14 عنصرا من القوات النظامية صباح اليوم في هجوم للمقاتلين المعارضين على حاجز في قرية خربا قرب بلدة معربة في محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى مقتل ستة من المقاتلين في الهجوم. وكان 92 جنديا نظاميا قتلوا الخميس جراء هجمات عدة لا سيما في ادلب حيث قتل 39 عسكريا، في حصيلة هي الاكبر تتكبدها القوات النظامية في يوم واحد منذ بدء النزاع. وأبلغت مصادر طبية وكالة فرانس برس ان ما يقارب عشرة آلاف عنصر من القوات النظامية قتلوا وجرح عدد مماثل منذ منتصف آذار/مارس 2011، مع ارتفاع المعدل اليومي لقتلى القوات النظامية الى عشرين. وتستمر المعارك الضارية في محيط مدينة معرة النعمان في ادلب التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون قبل ايام ويحاولون مد سيطرتهم على كل المنطقة وطريق الامداد الى مدينة حلب. واشار المرصد الى ان القوات النظامية لجأت الى الطيران الحربي في استهداف مبنيين في معرة النعمان، تزامنا مع محاولتها استعادة هذه المدينة الاستراتيجية التي تمر بها حكما كل تعزيزات القوات النظامية المتجهة الى حلب. وكان مقاتلو المعارضة تمكنوا الخميس من السيطرة على نحو خمسة كيلومترات من الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب قرب معرة النعمان. كما تدور اشتباكات عنيفة "بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره المعارضون منذ ثلاثة ايام"، بحسب المرصد. وتم اعتراض اتصال لاسلكي سمع فيه قائد المعسكر وهو يوجه نداء استغاثة ويقول، بحسب المرصد الذي حصل على تسجيل للاتصال، "ان لم تقم الطائرات بتنظيف محيط المعسكر، سوف اسلم بنهاية النهار". وافاد المرصد عن قصف عنيف بالطيران الحربي لمحيط المعسكر الجمعة. ويعد وادي الضيف الذي يبعد خمسة كيلومترات عن معرة النعمان، اكبر قاعدة عسكرية في المنطقة. كما شن مقاتلون معارضون فجر الجمعة هجوما على كتيبة للدفاع الجوي في قرية الطعانة على طريق حلب الرقة (الى الشرق من حلب). واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان المقاتلين سيطروا على جزء من الكتيبة. وفي حلب كبرى مدن الشمال، افاد المرصد عن تعرض احياء الحيدرية (في شمال شرق المدينة) والسكري والفردوس (جنوب) لقصف من القوات النظامية، بعد اشتباكات ليلية على اطراف احياء الصاخور وسليمان الحلبي والشيخ خضر (شرق)، بحسب المرصد. وادت اعمال العنف الجمعة الى سقوط 31 قتيلا، بحسب المرصد. ومع مرور ستة اشهر على اعلان المبعوث الاممي والعربي السابق كوفي انان وقفا لاطلاق النار في 12 نيسان/ابريل لم يجد سبيله الى التنفيذ، بلغ عدد القتلى في سوريا 21 الفا و791 شخصا، بحسب المرصد. واوضح عبد الرحمن ان "المعدل اليومي للقتلى في تشرين الاول/اكتوبر بلغ 189 شخصا"، بعدما سجل في آب/اغسطس الماضي اعلى مستوى له مع 180 قتيلا يوميا. في موسكو، نقلت صحيفة "كومرسانت" الروسية اليوم عن مصادر في صناعة تصدير السلاح قولها ان الطائرة السورية التي اجبرت على الهبوط في انقرة لمدة تسع ساعات وصودرت بعض محتوياتها قبل عودتها الخميس الى دمشق، كانت محملة ب12 صندوقا تتضمن قطع رادار تستخدم في انظمة مضادات الصواريخ التابعة للجيش السوري، لكن لم يكن على متنها اسلحة. ونفت وزارة الخارجية السورية الخميس وجود اسلحة على متن الطائرة، معتبرة ان اتهام رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سوريا بذلك "كاذب وعار عن الصحة جملة وتفصيلا". وكان اردوغان اكد ان طائرة الركاب السورية كانت تنقل "معدات وذخيرة مرسلة الى وزارة الدفاع السورية" من مصنع روسي لانتاج العتاد العسكري. وتشهد العلاقات بين سوريا وتركيا توترا منذ انطلاق الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد التي تلقى دعما تركيا. وارتفع منسوب التوتر الاسبوع الماضي مع تكرار سقوط قذائف اطلقت من الجانب السوري في الاراضي التركية، ورد انقرة عليها بالمثل والتلويح بالتصعيد.