تنفذ القوات النظامية السورية حملة مداهمات في بلدة الكرك الشرقي بمحافظة درعا (جنوب) حيث سقط صباح الاثنين 20 شخصا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في حين يستمر القصف والاشتباكات في احياء عدة من حلب (شمال). وقال المرصد "نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقالات عشوائية في بلدتي الكرك الشرقي وصيدا" في درعا، مهد الانتفاضة المستمرة ضد نظام الرئيس بشار الاسد منذ منتصف آذار/مارس 2011. وكان المرصد افاد عن تجدد القصف على بلدة الكرك الشرقي مع استمرار حصارها من قبل القوات النظامية، بعد مقتل 20 شخصا صباح اليوم "بينهم خمسة على الاقل من مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة جراء القصف واستهداف مركبات كانت تقل جرحى في البلدة". واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان البلدة "تشهد عملية عسكرية وقصفا عنيفا ومحاولات اقتحام منذ ثلاثة ايام وسط حصار خانق واوضاع طبية وانسانية سيئة". وفي حلب ثاني كبرى مدن سوريا، نقل مراسل فرانس برس عن سكان ان احياء بستان الباشا والحيدرية والشيخ خضر شمال شرق المدينة تتعرض لقصف عنيف "منذ الصباح الباكر"، كما تسمع فيها "اصوات اشتباكات عنيفة". ونقل المراسل عن عبد الله الذي ترك وزوجته واولادهما الخمسة بيتهم في الحيدرية بسبب الاشتباكات التي تدور بالقرب منه، خشيته على حياته كلما عاد لتفقد منزله، قائلا "احاول ان اتفقده مرة كل ثلاثة ايام، لكنني خائف. ذهبت الى الحيدرية صباح اليوم (الاثنين) والوضع كان سيئا جدا. عادت الكهرباء بعد انقطاع استمر ثمانية ايام. الصيدليات مقفلة والناس يفتقدون حتى الحاجات الاساسية". وافاد المرصد عن سقوط مقاتل معارض خلال اشتباكات مع القوات النظامية بالقرب من ثكنة هنانو (وسط) الاثنين، غداة اشتباكات ليلية في احياء الميدان (وسط) والصاخور (شرق) وصلاح الدين وسيف الدولة (جنوب غرب)، بحسب المرصد. كذلك قتل شخصان صباح الاثنين جراء القصف على احياء عدة في المدينة منها طريق الباب وهنانو والصاخور (شرق)، وبستان القصر والانصاري والفردوس والكلاسة والسكري في الجنوب الغربي، بحسب المرصد. وتشهد حلب منذ 20 تموز/يوليو الماضي قصفا واشتباكات بعدما بقيت مدة طويلة في منأى عن النزاع المستمر في سوريا منذ اكثر من 18 شهرا. وفي دمشق حيث استهدف انفجار مبنى قيادة الشرطة بشارع خالد بن الوليد مساء الاحد، تنفذ القوات النظامية "حملة هدم وتجريف للمنازل" في حي القابون جنوبالمدينة وبرزة في شمالها، ترافقها "حالة نزوح كبيرة للسكان من المنطقة"، بحسب المرصد. وتشهد الاحياء الجنوبية من العاصمة اعمال عنف متكررة رغم اعلان القوات النظامية سيطرتها على مجمل احياء دمشق في تموز/يوليو الماضي. اما برزة فتعتبر مجاورة لريف دمشق الذي شهد تزايدا في حدة العمليات العسكرية في الايام الماضية على اماكن عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها. وافاد المرصد الاثنين عن تجدد "القصف المدفعي العنيف من قبل القوات النظامية على مدينة الزبداني". كذلك تعرضت بلدتا الزبداني وعرطوز للقصف صباح اليوم. وفي محافظة حمص (وسط) تعرض حي القصور لقصف عنيف "ترافق مع حصار خانق ونقص في المواد الغذائية ومواد التدفئة في احياء حمص القديمة المحاصرة"، بحسب المرصد. وكان حي الخالدية تعرض صباحا لقصف من قبل القوات النظامية "التي تستخدم الطائرات الحوامة وقذائف الدبابات والهاون وتحاول اقتحام الحي من عدة محاور"، بحسب المرصد. وتعتبر حمص، ثالث كبرى مدن سوريا، معقلا اساسيا للمقاتلين المعارضين، وشهدت معارك عنيفة استمرت اشهرا، ولا تزال مناطق فيها تحت الحصار وتخضع للقصف. وفي ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد عن مقتل "ما لا يقل عن خمسة من القوات النظامية واسر ثلاثة ضباط احدهم برتبة عميد" خلال اشتباكات على حاجز في قرية الزعينية، نجح المقاتلون المعارضون في السيطرة عليه. وادت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة الاثنين الى سقوط 65 قتيلا، بحسب المرصد الذي احصى سقوط اكثر من 31 الف قتيل في النزاع المستمر منذ اكثر من 18 شهرا.