اقيم في طرابلس الخميس حفل تابيني للسفير الاميركي كريس ستيفنز والموظفين الثلاثة الاميركيين الذين قتلوا في الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي في 11 ايلول/سبتمبر خلال الاحتجاج على فيلم مسىء للاسلام. وشارك في حفل التأبين مساعد وزيرة الخارجية الاميركية وليام بيرنز ممثلا لبلاده، الى جانب كبار المسؤولين الليبيين وممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية في ليبيا. وحيا بيرنز "زميلا رائعا وسفيرا رائعا. لقد آمن بليبيا، لقد آمن بكم"، واشار الى "التحديات الهائلة" التي تواجهها ليبيا. وقال رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام محمد المقريف ان "الاحداث الاخيرة ستشحذ ارادة السلطات المختصة لتوقيف ومحاكمة المسؤولين وتعزيز امن البعثات الدبلوماسية". وقتل كريس ستيفنز وثلاثة اميركيين في الهجوم على القنصلية الاميركية الذي نفذه متظاهرون غاضبون كانوا يحتجون على فيلم "براءة المسلمين" الردىء الذي انتج في الولاياتالمتحدة واثار غضب المسلمين واحتجاجات في العالم العربي والاسلامي منذ عشرة ايام. ولكن لم يستبعد المسؤولون الاميركيون والليبيون فرضية الهجوم الارهابي، او حتى ضلوع شبكة القاعدة، مع صدور تصريحات متناقضة عنهم. ففي واشنطن، اعلن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان الهجوم الذي استهدف القنصلية الاميركية ببنغازي كان "بالتاكيد هجوما ارهابيا". واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون البدء بتحقيق رسمي لجلاء ظروف الهجوم على القنصلية. والاربعاء، وصف مدير مركز مكافحة الارهاب في الولاياتالمتحدة الاعتداء في بنغازي بانه "ارهابي" لكنه اكد في الوقت نفسه انه لم يكن نتيجة تخطيط مسبق. وفي بنغازي، زينت بوابة القنصلية الاميركية التي تم تخريبها بالاكاليل والزهور وبطاقات التعزية والمواساة. واكد محمد الحارس في فندق تيبستي الذي كان معجبا بالسفير الذي كان يمارس الجري خلال الاسابيع الاولى للثورة بد استقراره في بنغازي "احبته بنغازي وهو احبها". وتحدث عمر ورفلي الذي يقطن بجوار القنصلية عن بساطة السفير الذي كان يتصرف بود مع جيرانه. ويشكل الهجوم على القنصلية دليلا على تنامي قوة الاسلاميين المتشددين في ليبيا والذين استفادوا من عدم الاستقرار وعجز السلطات الجديدة على السيطرة وخصوصا على الميلشيات المسلحة. كما اثار غضب السكان الذين ضاقوا ذرعا بعد اشهر شهدت هجمات على المصالح الغربية واغتيال مسؤولين امنيين. وتعبيرا عن غضبهم، يستعد سكان بنغازي للتظاهر الجمعة احتجاجا على التطرف والميليشيات المسلحة من اجل "انقاذ بنغازي". ولكن جماعة انصار الشريعة السلفية دعت بدورها الى تظاهرة في الوقت نفسه والمكان نفسه دفاعا عن النبي، ما اثار مخاوف من احتكاكات. ووجه سكان من بنغازي الى انصار الشريعة اصابع الاتهام بانها وراء الهجوم على القنصلية الاميركية في المدينة. وقتل خلال عشرة ايام اكثر من ثلاثين شخصا في الدول العربية والاسلامية في تظاهرات احتجاج على الفيلم المسىء للاسلام الذي انتج في الولاياتالمتحدة وعرض جزء منه على يوتيوب على الانترنت. وفرض موقع يوتيوب الذي تملكه غوغل قيودا على مشاهدة الفيلم في عدد من الدول بينها مصر وليبيا التي انطلقت منها تظاهرات الاحتجاج العنيفة. وقامت باكستان والسودان بحجب الفيلم الرديء النوعية. ويخشى الغرب وعلى رأسه باريس اعمال عنف اضافية ولا سيما بعد نشر اسبوعية شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة الاربعاء رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد.