سيحاول الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي تراجعت شعبيته بعد اربعة اشهر فقط من انتخابه، تبديد قلق الفرنسيين عبر مقابلة تلفزيونية مساء الاحد في ظل تفاقم الازمة. وسيكون امام الرئيس الاشتراكي الذي انتخب في ايار/مايو، 25 دقيقة للرد اعتبارا من الساعة 20,00 (18,00 ت غ) على الاسئلة خلال نشرة اخبار قناة "تي اف 1" الخاصة. والرهان امام هولاند هو اقناع مواطنيه بانه لا يزال رجل "التغيير الان"، وهو احد شعارات حملته، وليس رجل "عدم التحرك" كما يتهمه اليمين والصحافة بما فيها صحافة اليسار. ويبدو ان الراي العام الفرنسي نفد صبره في ظل قلق من نسبة بطالة تواصل ارتفاعها (نحو عشرة في المئة) على خلفية خطط اجتماعية في القطاع الصناعي، ومن نمو ضعيف على وقع انكماش في ايطاليا واسبانيا وتباطؤ في المانيا. وخلال الاشهر الاولى من ولايته الرئاسية، رفع هولاند الحد الادنى للاجور وبعض التقديمات الاجتماعية ولجأ الى اجراءات كان احجم عنها سلفه نيكولا ساركوزي عبر زيادة الضريبة على الثروات واعادة سن التقاعد جزئيا الى ستين عاما، مستبقا دورة استئنائية للبرلمان. ورغم ذلك، تؤكد الاستطلاعات تراجع شعبيته رغم مرور بضعة اشهر على انتخابه. فقد اظهر اخر استطلاع لمركز "بي في ايه" نشرته صحيفة لو باريزيان الاحد ان ستة من اصل عشرة فرنسيين يبدون "استياءهم" من بدء الولاية الرئاسية معتبرين ان الرئيس "لا يذهب بعيدا" في الاصلاحات. وعلق المدير العام المساعد للمركز غاييل سليمان ان "الفرنسيين يبدون شكوكا جدية في قدرة (هولاند) على تغيير الامور". ويبدو ان الرسالة وصلت الى الرئيس الذي قال لصحيفة لوموند "في هذه الفترة التي يطغى عليها ارتفاع الاسعار والخطط الاجتماعية وارتفاع البطالة، فان روزنامة الفرنسيين لا تنسجم مع برنامج العمل الحكومي". وقالت اوساط هولاند انه "سيوضح (مساء الاحد) خارطة طريق الحكومة والاجندة السياسية مع كل الاجراءات المنوي اتخاذها". ووفق استطلاع لمركز "سي اس ايه"، يامل الفرنسيون في ان يتطرق الرئيس الى كيفية التصدي للبطالة وارتفاع الاسعار، وخصوصا انه ذكرهم في نهاية اب/اغسطس بانهم يعيشون "ازمة استثنائية". ويبقى الرهان الكبير في انجاز موازنة 2013 مع تقليص العجز العام الى ثلاثة في المئة من اجمالي الناتج الداخلي ايفاء بالالتزامات الاوروبية. ويعني ذلك تأمين 30 مليار يورو على الاقل اما من اقتطاعات واما من زيادة الضرائب. وعلى الرئيس ان يشرح كيفية تفادي اي زيادة "عامة" للضرائب كما سبق ان وعد. وكتبت صحيفة لو جورنال دو ديمانش ان هذا الجهد سيتطلب زيادة للضرائب العام المقبل توازي "15 الى 20 مليار يورو". والمطلوب منه ايضا ان يوضح ضريبة ال75 في المئة الاستثنائية على العائدات التي تتجاوز مليون يورو، وهي احد ابرز الوعود التي اطلقها خلال حملته والتي تواجه هجوما شرسا من اليسار الذي يندد باجراء "غير مسؤول" من شانه الحاق الضرر برؤوس الاموال. ولاستعادة ثقة الفرنسيين، على هولاند ايضا ان يفرض اسلوبه. ففي راي المحللين السياسيين ان تراجع شعبيته ناجم كذلك عن التناقض بين صورة "الرئيس العادي" الذي وعد باتخاذ اجراء كل يوم خلال حملته ولم يف بوعده، وبين "الرئيس فوق العادة" نيكولا ساركوزي الذي دفع الفرنسيين ووسائل الاعلام الى التكيف مع ايقاعه السريع. وعليه ايضا ان يرتب بيته الداخلي، وخصوصا بعد جدل وزاري داخل الحكومة حول قضايا رئيسية مثل القطاع النووي، وجدل اخر داخل الغالبية حيث يتجه البعض الى التصويت ضد الاتفاق المالي الاوروبي الذي سيحال على البرلمان في تشرين الاول/اكتوبر.