تتعرض احياء وقرى في عدة محافظات سورية الاحد الى "قصف عنيف" من قبل القوات النظامية التي تخوض اشتباكات مع المعارضة المسلحة في اكثر من موقع، بعد يوم من دعوة المبعوث العربي الدولي للازمة السورية الطرفين الى وقف العنف. وكانت سوريا شهدت السبت يوما داميا جديدا قتل فيه 168 شخصا هم 110 مدنيين و32 جنديا نظاميا و26 مقاتلا مناهضا للنظام في اعمال عنف في انحاء البلاد، وفقا لارقام المرصد السوري لحقوق الانسان. وبحسب المرصد، تعرضت احياء الاذاعة والصاخور والشعار ومساكن هنانو في حلب (شمال) وقرى البريج وام خرزة في ريفها الى "قصف عنيف من قبل القوات النظامية ما ادى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل". واعلنت لجان التنسيق المحلية من جهتها عن "اصابة امرأة وثلاثة اطفال (...) جراء اصابة منزلهم بقذيفة بسبب القصف المدفعي العنيف على حيي مساكن هنانو والصاخور". وفي حمص (وسط)، حيث قتل السبت 12 شخصا وفقا لارقام المرصد، اعلنت لجان التنسيق المحلية عن "قصف المخبز الثالث والاخير" في مدينة القصير التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في غرب المحافظة. واوضحت في بيان ان هذا القصف جاء "بعد تدمير المخبز الثاني واحتلال الاول من قبل عناصر جيش النظام". بدوره اشار المرصد الى ان عدة احياء ومناطق في مدينة حمص وريفها تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية مما اسفر عن مقتل شخص واحد على الاقل. وفي ادلب (شمال غرب) اعلن المرصد عن سقوط قتلى وجرحى "اثر القصف الذي تعرضت له بلدة سرجة بجبل الزاوية من قبل القوات النظامية السورية التي استهدفت بالطائرات منازل في البلدة". كما تعرضت منازل في مدن وبلدات كفرنبل سراقب وسرمين وسلقين ودركوش وسرجة وخان السبل لقصف عنيف من قبل القوات النظامية "ما ادى الى سقوط شهيد في خان السبل وجرحى وتدمير عدد من المنازل"، وفقا للمرصد. واستهدف القصف كذلك بلدة كفرزيتا في حماة (وسط). وبموازاة اعمال القصف الاحد، تدور اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين مناهضين للنظام في محيط مطار ابو الظهور العسكري في ادلب (شمال غرب)، وفقا للمرصد. وكانت "اشتباكات عنيفة" دارت الاحد بين القوات النظامية السورية والمعارضين المسلحين قرب مبنى فرعي الامن العسكري والشرطة العسكرية في مدينة دير الزور (شرق). كما دارت اشتباكات بين الجانبين في محيط مبنى قيادة المنطقة الشرقية في المدينة حيث قتل شخص، بينما قتل شخصان في مدينة البوكمال القريبة من الحدود العراقية برصاص قناصة. وجاء ذلك غداة مقتل 28 شخصا في قصف القوات النظامية على مناطق متفرقة من محافظة دير الزور (شرق) السبت، كما اعلن المرصد، بعدما اقتحم مقاتلون مناهضون للنظام مساء الجمعة مبنى كتيبة الدفاع الجوي في البوكمال، وهاجموا مبنى الامن العسكري ومطار الحمدان العسكري فيها. ووقعت في ريف دمشق ايضا "اشتباكات عنيفة" بين القوات النظامية والمقاتلين المناهضين للنظام في بلدة يلداو "ووردت انباء اولية عن سقوط قتلى وجرحى من القوات النظامية، كما عثر على ثلاثة شهداء اعدمو ميدانيا في كفربطنا"، بحسب المرصد ايضا. وفي وقت لاحق، اعلن المرصد في بيان ان "خمسة مواطنين على الاقل بينهم طفل استشهدوا اثر انفجار في منطقة السبينة (ريف دمشق) بينما تعرضت منطقة في مدينة يبرود للقصف من قبل القوات النظامية السورية". وتدور "اشتباكات عنيفة" كذلك في قرية قرفا في درعا (جنوب)، مهد الحركة الاحتجاجية المتواصلة منذ منتصف اذار/مارس 2011 والتي قتل فيها 25 الف شخص وفقا لحصيلة المرصد السوري لحقوق الانسان. من جهتها، اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان القوات النظامية تصدت مساء السبت لمحاولة "تسلل مجموعة ارهابية مسلحة" من الاراضي اللبنانية الى سوريا قرب قرية عزير في ريف تلكلخ في حمص. واوضحت ان "عشرات الارهابيين المرتزقة حاولوا التسلل الى الاراضي السورية بالقرب من القرية المذكورة قادمين من وادي نبع جعلوك اللبناني وكانت لهم قواتنا المسلحة بالمرصاد واوقعت اصابات مباشرة في صفوفهم واجبرت بقيتهم على التراجع والفرار الى داخل الاراضي اللبنانية". وجاءت اعمال العنف هذه غداة دعوة المبعوث العربي الدولي للازمة السورية الاخضر الابراهيمي السبت جميع الاطراف في سوريا الى وقف العنف معتبرا ان الحكومة تتحمل مسؤولية اكبر في هذا الشأن، وذلك في مقابلة من نيويورك اجرتها معه قناة العربية. كما اكد الابراهيمي ان من المبكر الحديث عن ارسال قوات عربية او دولية الى سوريا معتبرا ان التدخل العسكري يعني فشل العملية السياسية. وقال الابراهيمي في التصريحات التي نقلها موقع القناة ان هناك "حاجة الى اطار سياسي جديد او وضع جديد في سوريا، لان التاريخ لا يعود إلى الوراء" مشيرا الى انه "سيتوجه في الوقت المناسب الى العاصمة السورية دمشق".