تواصلت الاشتباكات في حيي سيف الدولة وصلاح الدين في مدينة حلب (شمال) الثلاثاء بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، في حين يتعرض كل من حيي القدم والعسالي في دمشق للقصف، بينما شهد اليوم مقتل 63 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتواصل قصف القوات النظامية للاحياء الشرقية من مدينة حلب التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون الذين هاجمت مجموعة منهم رتلا عسكريا قرب منطقة باب الهوى، بينما شهدت بلدة باتبو في ريف حلب هجوما من مقاتلين معارضين على قافلة للقوات النظامية "ما اسفر عن تدمير واعطاب ثلاث اليات ثقيلة"، بحسب بيان للمرصد مساء الثلاثاء. وقال المرصد في بيان صباح الثلاثاء "تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في حيي سيف الدولة (غرب) وصلاح الدين (جنوب غرب) بالتزامن مع سماع اصوات انفجارات في الحيين. كما تعرضت احياء الصاخور وهنانو والشعار (شرق) للقصف". ودخلت قوات النظام الاثنين القسم الغربي من حي سيف الدولة في غرب المدينة بعد ان كانت سيطرت الخميس الماضي على حي صلاح الدين (جنوب غرب) حيث لا تزال توجد "جيوب للمقاومة" بحسب المرصد. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان احد مصوريها اصيب بجروح في اطلاق نار خلال تغطيته الاحداث في حي سيف الدولة. وكتبت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطات الثلاثاء ان وحدات الجيش النظامي "لا تزال تحكم طوقها حول المدينة وتسد منافذ خطوط امداد المسلحين في انتظار اوامر القادة الميدانيين بدخول باقي الاحياء الساخنة، وان كانت المؤشرات الاولية تدل على انها تتبع تكتيك القضم التدريجي بدل المواجهة الشاملة تفاديا لوقوع ضحايا مدنيين". في المقابل، افاد قائد العمليات الميدانية في لواء التوحيد عبد القادر الصالح من جهته لوكالة فرانس برس من حلب ان "الامدادات الى عناصر اللواء الذي يقاتل في مدينة حلب متواصلة ليلا نهارا بالسلاح والرجال، وهي تأتي من الريف". وفي دمشق، لفت المرصد في بيان مساء الثلاثاء الى تعرض "حيي القدم والعسالي للقصف من قبل القوات النظامية السورية"، موضحا ان "لا معلومات عن حصول اشتباكات حتى الآن". وكانت احياء في وسط العاصمة السورية شهدت لليوم الثاني على التوالي حملة مداهمات واعتقالات شملت بشكل خاص حيي الميدان والشاغور. وشوهد انتشار وحواجز للجيش والقوى الامنية التي اقفلت عددا من الطرق. وقصفت القوات الحكومية مدينتي داريا ودوما في الريف الدمشقي، بحسب المرصد. وفي ادلب (شمال غرب)، تعرضت بلدة بنش للقصف من قبل القوات النظامية، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى تعرض قرية الشير في ريف حماه (وسط) للقصف "بالتزامن مع قطع كافة الاتصالات". وفي درعا جنوبا، "تدور اشتباكات عنيفة في بلدة طفس بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي اقتحمت الحي الغربي وسيطرت على المشفى الوطني"، بحسب المرصد الذي لفت الى قيام القوات النظامية باحراق 10 منازل. وحصدت اعمال العنف في سوريا الثلاثاء 63 قتيلا هم 34 مدنيا، و10 مقاتلين معارضين، بالاضافة الى ما لا يقل عن 19 من القوات النظامية. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدد القتلى في سوريا فاق 23 الفا منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد قبل 17 شهرا، بينهم اكثر من 2400 قتلوا منذ بداية آب/اغسطس الحالي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "23 الفا وشخصين قتلوا في سوريا بحلول 13 آب/اغسطس 2012، وهم "16142 مدنيا و1018 منشقا و5842 من القوات النظامية". وتشمل ارقام المدنيين التي يعلنها المرصد المقاتلين المدنيين الذين حملوا السلاح الى جانب الجنود المنشقين. واشار عبد الرحمن الى ان هذا العدد "لا يشمل من قتلوا من الشبيحة والمفقودين داخل سجون النظام وكذك الجثث المجهولة الهوية التي لم توثق بالفيديو".