يبدأ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء جولة في الدول المجاورة لسوريا تقوده الى الاردن ولبنان وتركيا في حين تعرقل انقسامات المجتمع الدولي محاولات ايجاد حل للنزاع الذي يمزق ذلك البلد. وتجري جولة فابيوس بينما يتعرض الرئيس فرنسوا هولاند الذي يواجه احدى الملفات الدبلوماسية الاكثر حساسية اثناء المئة يوم الاولى من رئاسته، الى انتقادات الحكومة السابقة التي تتهمه بعدم المبادرة بالتحرك في سوريا. ورسميا تعتبر جولة لوران فابيوس التي تدوم ثلاثة ايام في الاردن ولبنان وتركيا، وهي ثلاثة بلدان تاوي العديد من اللاجئين السوريين الفارين من اعمال العنف، انسانية قبل كل شيء. واوضحت وزارة الخارجية انها "ستكون فرصة يعبر فيها الوزير على دعم" فرنسا للاجئين. واضافت انها "ستسمح ايضا للوزير بان يتباحث مع سلطات الدول الثلاث ويجدد لها دعم فرنسا في جهودها لاستقبال اللاجئين". ونشرت فرنسا خلال الايام الاخيرة مستشفى ميدانيا في مخيم الزعتري في قلب الصحراء الاردنية عند الحدود السورية، اصبح عملانيا. ومع اتساع المعارك داخل سوريا وخصوصا في دمشق وحلب يواصل اللاجئون تدفقهم على الدول المجاورة حتى ان الاممالمتحدة قدرت عددهم بنحو 140 الفا بينما نزح اكثر من مليون شخص داخل سوريا. وستعقد فرنسا التي تراس مجلس الامن الدولي خلال اب/اغسطس، اجتماعا وزاريا في هذا الاطار في الثلاثين من الشهر ذاته "يخصص اساسا الى درس الوضع الانساني في سوريا والدول المجاورة" على ما افادت وزارة الخارجية. واضافت الوزارة ان فابيوس سيجري ايضا "مباحثات سياسية على مستوى عال في اطار جهود فرنسا الرامية الى الدفع بمرحلة سياسية انتقالية سريعة وذات مصداقية في سوريا". واكد هولاند في رد ضمني على اتهامه بالتباطؤ من معسكر الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، السبت ان باريس تبحث "باصرار" على حل سياسي في سوريا. واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية فنسان فلورياني الاثنين ان "فرنسا تدعم بقوة الشعب السوري في كفاحه من اجل تقرير مصيره بحرية في وجه نظام بشار الاسد الذي يكثف تجاوزاته"، مذكرا بمؤتمر اصدقاء الشعب السوري في باريس الذي نظم مطلع تموز/يليو بمشاركة 107 دول ومنظمات دولية. ويبدأ الوزير الفرنسي جولته غداة انعقاد قمة طارئة لمنظمة التعاون الاسلامي في مكةالمكرمة بمبادرة من السعودية ستدرس خصوصا الملف السوري. وقد تشهد هذه قمة الدول الاسلامية التي ستعقد في غياب الحكومة السورية، خلافات بين السعودية التي تقف في الصف الاول وقطر في معركة دبلوماسية ضد نظام دمشقوايران حليفة الاسد الوفية. وعقدت طهران الخميس مؤتمرها الخاص الذي شاركت فيه خصوصا روسيا والصين حليفتا دمشق ايضا، ودعت الى "حوار وطني" بين المعارضة والحكومة. ويثير دور ايران المتزايد في النزاع قلق الدبلوماسية الغربية حتى ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اعلنت السبت في انقرة ان ايران على غرار حزب الله اللبناني، "يمدان بعمر نظام" بشار الاسد. وبشان روسيا حث رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون فرنسوا هولاند على القيام بمبادرة تجاهها. وفي مقال نشرته صحيفة لوفيغارو الاثنين قال فيون "لو كنت انا فرنسوا هولاند لصعدت الان الى الطائرة متوجها الى موسكو، مع انغيلا ميركل اذا امكن ذلك" من اجل اقناع فلاديمير بوتين بحمل الاسد على التراجع.