حلب (سوريا) 12 أغسطس آب (رويترز) - اندفع مدنيون سوريون يائسون إلى خطوط المواجهة غير المستقرة لتفقد منازلهم في انحاء منطقة صلاح الدين التي اصابها الدمار في حلب يوم الاحد حتى على الرغم من رصاص القناصة وتحذيرات المعارضة المسلحة لهم بالابتعاد. وقاد المدنيون سياراتهم إلى نقاط التفتيش التي اقامتها قوات المعارضة وطالبوا بالسماح لهم بالعبور ربما بعد ان اقتنعوا بما زعمته القوات الحكومية من سيطرتها بشكل كامل على حي صلاح الدين حيث دارت معارك طاحنة لثلاثة اسابيع. وصرخ مقاتلو المعارضة المسلحة في نقطة تفتيش "قناصة. قناصة" لكن بعض النساء ظللن في اماكنهن في ارتباك وعناد وكلهن اصرار على المرور إلى منازلهن. وقال رجل "يجب ان ادخل. جاري قال لي ان منزلي تعرض للنهب واريد ان استعيد متعلقاتي. ارجوك دعني ادخل فقد رحلت بالملابس التي ارتديها." وقال مقاتل نافذ الصبر "انطق الشهادتين وادخل." وتمثل حلب اهمية حيوية للرئيس السوري بشار الاسد الذي يحاول الحفاظ على نظامه الحاكم الذي تهيمن عليه اسرته وطائفته العلوية منذ اربعة عقود. وعاد العشرات من سكان منطقة صلاح الدين إلى المنطقة بعد ان بث التلفزيون الحكومي السوري تطمينات بأن المنطقة قد اخليت من "الارهابيين" وان السكان يعودون إلى ديارهم. وارسلت رسالة عبر الهواتف المحمولة تهنئ سكان حلب "بتحرير صلاح الدين من الارهابيين" بمساعدة عائلات صلاح الدين. لكن مقاتلي المعارضة الذين يواجهون قوات الجيش التي تدعمها الطائرات المقاتلة والدبابات والمدفعية وطائرات الهليكوبتر الحربية لم يتأثروا بالسكان الذين حاصروا نقطة التفتيش. وقال مقاتل معارض يطلق على نفسه اسم ابو اسلام "كل هؤلاء المدنيين من معارضي الثورة. انهم يصدقون دعايات التلفزيون السوري بأن المنطقة اخليت من المقاتلين." وقريبا جدا من شارع سيف الدولة على الطرف الشرقي لصلاح الدين اصابت رصاصة شاب في العشرينات من عمره في بطنه واردته قتيلا. وجره مسعفون إلى جانب طريق بينما صرخ والده بشكل هستيري "ولدي الوحيد راح". وحتما اكثر القتلى في معارك الشوارع التي تدور في اكبر المدن السورية وعاصمة البلاد التجارية من المدنيين وفي مستشفى ميداني قام طبيب بعلاج طفلة في التاسعة من عمرها اصيبت في خصرها برصاصة اطلقها قناص. وكانت قدماها ترتعشان بينما يطهر الطبيب جرحها ويضمده. وقال والد الطفلة المصابة "كنا نمشي هذاالصباح للحصول على الخبز من مخبز قريب... اصيبت عندما بدأ قناصة في اطلاق النار عشوائيا ناحيتنا." وقال الطبيب الذي طلب عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته الشخصية ان ثلاثة مدنيين لقوا حتفهم في المستشفى البدائي الذي يضم اربعة اسرة يوم السبت. وعالج الطبيب وستة من المتطوعين غير الطبيين عشرة آخرين في مستشفاهم المؤقت. وقال الطبيب "انا جراح ومهنتي تعني التعامل مع الدماء بشكل يومي لكنني بكيت في هذا المكان مما رأيته." واضاف ان العديد من المصابين جاءوا باصابات خطيرة جراء الشظايا في الراس والصدر والبطن وقال "اصيب كثير من الاطفال بسبب انهيار منازلهم فوق رؤوسهم." وقال انه يستقبل اكثر من 15 مصابا يوميا كلهم من المدنيين"بعضهم يموت وبعضهم اصابته خطيرة." وفي الشوارع داخل وحول منطقة صلاح الدين - البوابة الجنوبية لحلب - ما زال القتال عنيفا. ويستخدم مقاتلو المعارضة في احد تقاطعات شارع سيف الدولة البنادق الهجومية وقاذفات القنابل الصاروخية والمدافع المضادة للطائرات المحمولة على شاحنات صغيرة. وشوهدت شاحنة ضخمة تحمل كتلا خرسانية وحطام مبان لتستخدم في بناء المتاريس ضد دبابات الجيش. وقال ياسر عثمان قائد كتيبة ابو بكر الصديق ان مقاتليه استولوا على اسلحة وذخيرة خلال الليل بعد اقتحام محطة وقود في صلاح الدين كانت القوات الحكومية تستخدمها كقاعدة وقتلت قائد القوات الحكومية. لكنه اقر بأن الجيش يلحق خسائر ايضا في صفوف المعارضة المسلحة. وقتل ثلاثة من رجاله واصيب سبعة آخرون اليوم الاحد. (إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير عبد الفتاح شريف - أحمد صبحي خليفة)