اسطنبول (رويترز) - اتهم وزير خارجية تركيا الرئيس السوري بشار الاسد بتسليح متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يقاتلون الدولة التركية منذ عقود وهو ما قد يفاقم الصراع الذي قُتل فيه أكثر من 40 الف شخص. واشتدت الاشتباكات بين الجيش التركي ومتمردي حزب العمال في الأسابيع الأخيرة في جنوب شرق تركيا قرب حدود سوريا. وتشعر أنقرة بالقلق من ان حزب العمال الكردستاني يستغل الفوضى في سوريا لتوسيع نفوذه. وقام أشخاص يُشتبه في انهم من متشددي الحزب يوم الخميس بنصب كمين لحافلة عسكرية تركية في اقليم إزمير الغربي وقتلوا جنديا وأصابوا 11 شخصا آخرين على الاقل. وقال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو لوسائل الاعلام التركية أثناء سفره الى ميانمار ليل الأربعاء بأن الاسد أعطى أسلحة الى حزب العمال الكردستاني الذي رسخ وجوده في بلدتي كوباني وعفرين شمالي سوريا. ونقلت مواقع اخبارية على الانترنت عن الوزير التركي قوله ان "الاسد قدم لهم دعما وزودهم بأسلحة. نعم -هذا ليس خيالا. انه حقيقة. واتخذنا الاجراءات اللازمة في مواجهة هذا التهديد." ولم يرد تعقيب فوري من دمشق. وفي مقابلة مع صحيفة تركية مطلع يوليو تموز نفى الاسد ان تكون سوريا سمحت لحزب العمال الكردستاني بالعمل على اراضي سورية قريبة من الحدود التركية. وتضمنت تصريحات داود أوغلو مزاعم سابقة أدلى بها مسؤولون أتراك أقل مستوى. وتشتبه تركيا في ان حركة كردية سورية هي حزب الوحدة الديمقراطي الكردي له صلات بحزب العمال الكردستاني. ويعتقد محللون أتراك ان الاسد سمح لحزب الوحدة الديمقراطي بالسيطرة على الامن في بعض البلدات في شمال سوريا لمنع السكان المحليين من الانضمام الى الجيش السوري الحر المعارض. وتدهورت العلاقات بين أنقرةودمشق الى أدنة مستوى بعد سنوات أقامت خلالها تركيا "علاقات جوار جيدة" مع الاسد وخففت القيود على الحدود وشاركت في مناورات عسكرية مشتركة. وأصبح رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان الان واحدا من أشد منتقدي الاسد وطرح امكانية التدخل العسكري في سوريا اذا أصبح حزب العمال الكردستاني يمثل تهديدا هناك. وقالت مصادر خليجية لرويترز ان منشقين عسكريين سوريين أقاموا قواعد للجيش السوري الحر في جنوب تركيا وحصل بعضهم على تدريب من جانب ضباط أتراك وقطريين وسعوديين يعملون من قاعدة سرية قرب مدينة أضنة. ورفض داود أوغلو مهندس سياسة حسن الجوار التركية التي لم تعد قائمة انتقادات بأن تركيا لم تكن مستعدة للوضع في شمال سوريا. وقال "يوجد ذعر ليس له مبرر. نؤكد اننا توقعنا كل هذا... قوة تركيا على التأثير في سوريا لم تضعف في أي مكان أو في أي حادث." وعندما سُئل داود أوغلو بشأن النفوذ المتنامي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي قال "إنهم يأملون انتهاز الفرصة في حالة رحيل الاسد وحدوث فراغ (في السلطة). لكنهم لن ينجحوا." وقال ان قضية منح حكم ذاتي لاي اقليم يجب ان تبحث بعد انتخاب برلمان جديد. وأضاف "لكن اذا حققت جماعة مسلحة السيطرة على مكان قبل ان ينتخب الناس برلمانا فانه يمكن لجماعة مسلحة اخرى السيطرة على مكان آخر. وهذا ما لا نريد ان نراه." وحذر حزب الوحدة الديمقراطي الكردي تركيا من التدخل في المنطقة وقال انه ليس لديه ما يخشاه. وفي عام 1998 اقتربت أنقرة من خوض حرب مع الرئيس السوري الراحل والد بشار بشأن وجود عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني في دمشق ومزاعم عن تأييد سوريا لانشطة حزب العمال الكردستاني في شمال شرق سوريا. وأخذ حافظ الاسد التهديد مأخذ الجد بدرجة كافية جعلته يطرد أوجلان الذي اعتقل بعد ذلك بفترة قصيرة في كينيا بواسطة قوات تركية بدعم محتمل من الولاياتالمتحدة. ويقضي أوجلان عقوبة السجن مدى الحياة في سجن بجزيرة جنوبياسطنبول.