اعلنت السلطات النيجيرية الثلاثاء ان مسلحين اطلقوا النار في كنيسة انجيلية وسط نيجيريا خلال قداس ما ادى الى مقتل 19 شخصا في آخر هجوم في سلسلة اعمال العنف الدينية التي تهز هذا البلد الذي يضم اكبر عدد من السكان في افريقيا. وقال اللفتنانت كولونيل غابرييل اولورونيومي قائد القوة العسكرية المشتركة في ولاية كوجي ان "الهجوم وقع في الساعة 20,20 من يوم امس" الاثنين. واضاف ان "مسلحين مجهولين هاجموا كنيسة ديبر لايف خلال قداس. في مكان الهجوم احصينا 15 قتيلا بينهم كاهن الكنيسة". واوضح ان اربعة اشخاص آخرين توفوا متأثرين بجروحهم. وكان ناطق باسم الشرطة ذكر ان الهجوم وقع خلال قداس في الكنيسة في مدينة اوكيني لكنه لم يتمكن من تحديد عدد الحاضرين. وقال سيمون ايلي انهم "دخلوا الى الكنيسة واطلقوا النار ورحلوا ولا نعرف دوافعهم حتى الآن". ولم تتبن اي جهة الهجوم في المدينة الواقعة جنوب غرب العاصمة ابوجا وبقيت في منأى نسبيا عن اعمال العنف التي يرتكبها اسلاميو بوكو حرام. وشنت جماعة بوكو حرام الاسلامية التي يتحدر عدد كبير من اعضائها من منطقة كوجي، سلسلة من الهجمات على الكنائس في شمال البلاد ووسطها ادت الى سقوط نحو الف قتيل منذ صيف عام 2009. واستهدف تفجير الشهر الماضي كنيسة اخرى في اوكيني لكنه لم يسفر عن ضحايا. وكان الجيش اعلن في نيسان/ابريل الماضي انه عثر على ورشة لتصنيع القنابل لبوكو حرام في مدينة اوغامينا في ولاية كوجي نفسها. ويهاجم المتمردون باستمرار ممثلي الدولة من افراد الشرطة والجيش خصوصا الى مسؤولين مسلمين يتهمونهم بانهم قريبون جدا من النخبة الفاسدة في نيجيريا. وفي شريط فيديو نشر على الانترنت السبت، هاجم ابو بكر شيكو الذي يعتقد انه زعيم بوكو حرام، الرئيس الاميركي باراك اوباما بعد قرار واشنطن ادراجه على لائحتها السوداء لمكافحة الارهاب. وفي الشريط نفسه دعا شيكو الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الى الاستقالة واعتناق الاسلام. وقال انه على جوناثان "التخلي عن هذه القوة الكافرة واعلان التوبة والتخلي عن الديانة المسيحية واوباما الذي قال ان لديه مصالح تجارية في نيجيريا". ودان جوناثان الاحد "الابتزاز" الذي يمارسه شيكو. وقال الناطق باسمه "عندما صوت النيجيريون باغلبيتهم للرئيس جوناثان في الاقتراع الرئاسي في 2011، كانوا يعرفون انهم ينتخبون مسيحيا". واضاف ان جوناثان "رئيس للمسيحيين والمسلمين". ونيجيريا هي اكبر بلد مصدر للنفط في افريقيا ويضم اكبر عدد من السكان في القارة، وهي مقسومة بين شمال ذي غالبية مسلمة وجنوب ذي غالبية مسيحية. ويعتقد ان اعضاء بوكو حرام تدربوا على يد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في شمال مالي بينما ترصد الدول الغربية اي مؤشرات على تعزيز التعاون بين المنظمتين. ويعتقد ان بوكو حرام التي تعني "التعليم الغربي حرام" بلغة الهوسا المحكية في شمال نيجيريا، تضم عددا من الفصائل تختلف في اهدافها. ويقود شيكو الفرع الاسلامي المتطرف الرئيسي في هذه الحركة. وكانت بوكو حرام اوقفت نشاطاتها لاكثر من عام بعد تمردها في 2009 الذي استمر اسبوعا وانتهى بهجوم عسكري اودى بحياة حوالى 800 شخص. وقد ظهرت مجددا عام 2010 بسلسلة من الاغتيالات. ومنذ ذلك الحين تشهد نيجيريا باستمرار تفجيرات وعمليات انتحارية. وتركز الجماعة هجماتها على الشمال الذي يشكل المسلمون غالبية سكانه في هذا البلد المنقسم دينيا واتنيا ويعد الاكبر في عدد سكانه في افريقيا والبالغ 160 مليون نسمة.