استؤنف الجمعة القصف على مدينة حلب في شمال سوريا، بينما تستمر في مناطق اخرى في البلاد العمليات العسكرية حاصدة مزيدا من القتلى مع استمرار المأزق السياسي الذي دفع الموفد الدولي الخاص كوفي انان الى اعلان فشله واستقالته من مهمته. في نيويورك، يتوقع ان تصوت الجمعية العامة للامم المتحدة اليوم على مشروع قرار مقدم من دول عربية يدين قصف الجيش النظامي للمدن السورية ويطالب بعملية انتقال سياسية، وهي خطوة رمزية الى حد كبير كون نتيجة التصويت غير ملزمة، الا ان من شانها ان تساهم بزيادة الضغط على النظام. في هذا الوقت، دعت المعارضة الى التظاهر اليوم الجمعة تحت شعار "دير الزور، النصر الآتي من الشرق"، في اشارة الى موقع محافظة دير الزور في شرق سوريا، وهي تشهد منذ ايام عمليات عسكرية واسعة. وبدأت التظاهرات المناهضة للنظام تخرج في مدن عدة، لا سيما في مدينة حلب وريفها، رغم ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري والامني. وبعد يوم دام الخميس حصد 179 قتيلا في انحاء البلاد، افيد اليوم عن تجدد الاشتباكات في حي التضامن في جنوبدمشق الذي كان شهد اشتباكات الخميس ايضا. كما وقعت اشتباكات صباحا قرب المطار العسكري في مرج السلطان في ريف دمشق. واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان القوات النظامية التي استعادت السيطرة على مجمل احياء العاصمة قبل حوالى اسبوعين، "اقتحمت حي التضامن مرات عدة، لكن لا يزال يوجد فيه مقاتلون معارضون". كما افاد المرصد عن مقتل 21 مدنيا في قصف استهدف مساء الخميس مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المجاور للتضامن. ويضم مخيم اليرموك اكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وتقول الاممالمتحدة ان عدد المسجلين لديها في المخيم هو 148500. واوضح عبد الرحمن ان مصدر القصف غير معروف. ويقول ناشطون ان العديد من الفلسطينيين حملوا السلاح الى جانب المعارضين السوريين ضد النظام. وفي شريط فيديو بثه ناشطون على موقع يوتيوب على شبكة الانترنت، يمكن مشاهدة تظاهرة مناهضة للنظام سارت مساء امس في شوارع المخيم، وقد اطلقت هتافات "احمد جبريل، دمك مهدور"، في اشارة الى زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، المؤيد للنظام. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان "مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت حي اليرموك بقذائف هاون" من حي التضامن المجاور، ما ادى الى مقتل واصابة عدد من المواطنين. في حلب حيث يؤكد الجيش السوري الحر انه يسيطر على خمسين في المئة من المدينة وتحشد قوات النظام قواتها استعدادا لهجمات جديدة على معاقل المقاتلين المعارضين، تعرض حي صلاح الدين في جنوبالمدينة صباح الجمعة لقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي اشار الى اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حي الزبدية. في مدينة حماة (وسط)، قتل عشرات المدنيين والمقاتلين السوريين المعارضين في حي الاربعين في عملية عسكرية لم تتضح تفاصيلها، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون اليوم الجمعة. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية ان عدد القتلى الذين سقطوا الخميس بلغ حوالى خمسين، بينما لم يحدد المرصد عددا. وفي مواجهة دوامة العنف التي حصدت حتى الآن اكثر من عشرين الف قتيل والمأزق السياسي الناتج عن انقسام المجتمع الدولي حول الازمة السورية، اعلن موفد الجامعة العربية والاممالمتحدة الخاص الى سوريا كوفي انان الخميس انه لن يجدد مهمته التي تنتهي في آخر آب/اغسطس، مشيرا الى ان عدم تلقيه الدعم الدولي الكاف للمهمة عقد قيامه بها. وكان انان عين في 23 شباط/فبراير، ووضع خطة من ست نقاط لارساء السلام في سوريا اعلنت الحكومة والمعارضة السوريتان موافقتها عليها ونالت دعم مجلس الامن، الا انها لم تأخذ طريقها الى التطبيق. واسفت كل من دمشق وموسكو وبكين لهذه الاستقالة. ودعت وزارة الخارجية الروسية الجمعة الى "ايجاد خلف مؤهل" لمتابعة مهمة انان بسرعة. في المقابل، حملت واشنطن الصين وروسيا مسؤولية فشل المهمة. واكدت ايران الجمعة ان استقالة انان جاءت نتيجة "تدخلات" بعض الدول التي لم تذكرها، والمحت الى انها يمكن ان تلعب بعد الآن دورا اكبر في تسوية النزاع. واعلن مندوب فرنسا الدائم في الاممالمتحدة جيرار آرو الخميس ان بعثة المراقبين الدوليين التي ارسلت الى سوريا بموجب خطة انان، ستغادر البلاد على الارجح عند انتهاء مهلة تفويضها في 19 آب/اغسطس. من جهة ثانية، افادت مصادر في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية اليوم عن وصول سفن حربية روسية في الايام القليلة المقبلة الى مرفأ طرطوس في سوريا حيث ستمضي بضعة ايام، نافية اخبارا عن استخدام هذه السفن لنقل السلاح الى نظام الرئيس بشار الاسد. في لندن، اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بريطانيا ستزيد من دعمها للمعارضة السورية بالمعدات "غير المميتة"، مشيرا الى انها لا تشمل السلاح. على صعيد آخر، دان الجيش السوري الحر في الداخل اقدام مقاتلين معارضين على تنفيذ "اعدام ميداني" في حق عناصر موالين للنظام في حلب قبل ايام، وتبرأ من العملية معتبرا اياها "عملا مرفوضا وفرديا وخارج اطار القانون". ونشرت على موقع "يوتيوب" على شبكة الانترنت في 31 تموز/يوليو اشرطة فيديو تظهر مقاتلين وسط هتافات مؤيدة للجيش الحر يطلقون النار من الخلف على عدد من الاسرى ويقتلونهم.