تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة عددا من القضايا العربية، من ابرزها إعلان كوفي عنان عن استقالته من منصبه كمبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية لسوريا والاعلان عن تشكيل الحكومة المصرية الجديدة. نبدأ من صحيفة ديلي تليغراف التي تناولت تشكيل الحكومة المصرية الجديدة في مقال بعنوان تهميش الاسلاميين في الحكومة المصرية الجديدة . ويقول ادريان بلومفيلد مراسل الشرق الاوسط في الصحيفة إن الرئيس المصري ذا التوجه الاسلامي محمد مرسي اجبر على اختيار حكومة يسيطر عليها شخصيات يدعمها المجلس العسكري في علامة على ان النفوذ السياسي للجيش ما زال قائما دون ان يكبح جماحه. ويقول بلومفيلد إن رئيس الوزراء المصري هشام قنديل، وهو مسلم متدين ولكن لا توجد صلات معلنة بينه وبين الاخوان المسلمين ، يؤكد إنه كان لديه حرية حقة في اختيار اعضاء حكومته، وقال إن الانتماء الديني لم يلعب دورا في اختيار الوزراء. ويضيف بلومفيلد إن اختيار الوزراء قد يمثل محاولة من مرسي للحد من المخاوف من استحواذ الاسلاميين على السلطة، ولكن لا شك في ان الجنرالات كان لهم نفوذ كبير في اخيتار الحكومة. ويقول بلومفيلد إن المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري الذي تولى ادارة شؤون مصر اثر تنحي مبارك، ما زال وزيرا للدفاع. كما ان حقيبتي الخارجية والمالية تولاهما وزيران مدنيان يدعمهما الجيش وعملا في الحكومة المؤقتة التي عينها المجلس العسكري. ويرى بلومفيلد إن التحكم في الوزارات الثلاث الرئيسية في الدولة يوضح أن الجيش ما زال صاحب اليد العليا في الصراع على السلطة مع مرسي. ويضيف إن التعينات الوزارية ستحظى أيضا بترحيب في اسرائيل حيث تجرد الاخوان المسلمين من شن الحرب على اسرائيل او تبني سياسة المواجهة معها. ويقول بلومفيلد إنه على رجوح كفة المجلس العسكري، لم يخرج الاخوان صفر اليدين، حيث تولوا وزارتين مهمتين بالنسبة لهم، وهما الاعلام والتعليم، وهما وزارتان قد تسمحان لهم بزيادة نفوذهم تدريجيا مع تبني سياسة طويلة الامد. وفي تحليل كتبه ايان بلاك، تناولت الغارديان لقاء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في لندن ووجهتي نظرهما إزاء الازمة السورية. ويقول بلاك إنه لم يكن من المرجح مطلقا ان تتفق آراء كاميرون وبوتن فيما يتعلق بالازمة السورية، ولكن مع اشتداد العنف والاخفاق الواضح للجهود الدبلوماسية، كان من الجدير محاولة اقناع روسيا بأن تبدي بعض الصرامة مع بشار الاسد . ويقول بلاك إن استقالة عنان، التي أعلنت بينما كان بوتن وكاميرون يشاهدان منافسات الجودو في أولمبياد لندن، أوضحت مدى تدهور الجهود الدولية إزاء سوريا. ويقول بلاك إن داوننغ ستريت أبدى الحكمة عندما أعلن مسبقا عن أن النقاش بين الجانبين فيما يتعلق بسوريا أمر شائك، وأنه من غير المرجح احراز تقدم ملموس. ويضيف بلاك إن بوتن اهم مؤيدي الاسد واستخدم حق النقض لمنع تمرير اي اجراء عقابي ضد النظام السوري. ويقول بلاك إن الرأي الذي اعرب عنه كاميرون في لقائه مع بوتن هو نفس رأي الولاياتالمتحدة والقوى الغربية الاخرى: ايام الاسد في السلطة اصبحت معدودة والاوضاع على الارض بدأت تخرج عن السيطرة، حيث تتجه سوريا صوب حرب اهلية شاملة قد تتدخل فيها اطراف خارجية مثل اسرائيل وايران وقد تؤدي لأزمة انسانية ضخمة وقد تجذب الجهاديين الى سوريا. وفي المقابل، حسبما يقول بلاك، تتهم روسيا الغرب بازدواجية المعايير والنفاق حيث يؤيد تغيير النظام في سوريا بينما تغض الطرف عن المعارضة التي تحظى بدعم الولاياتالمتحدة والتمويل من قبل السعودية وقطر. ويقول بلاك إن النتيجة العملية الوحيدة التي تمخض عنها اللقاء كانت اتخاذ قرار بعقد اجتماع بين وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ونظيره الروسي سيرجي لافروف. ويضيف إنه لم يحدث تغيير في وجهات نظر الجانبين منذ لقاء كاميرون وبوتين في المكسيك في يونيو/ حزيران الماضي. ويختتم بلاك تحليله قائلا إن كاميرون قال في ختام لقائه مع بوتن إن الرئيس الروسي لا يريد استمرار الاسد في الحكم في سوريا ، ولكن هذا يعد من الامنيات ولا يمثل قياسا للحقيقة القاسية. وجاءت افتتاحية صفحة الرأي في الغارديان بعنوان سوريا: نهاية الدبلوماسية . وتقول الصحيفة المقال قائلة إنه من الصعب تجنب القول إن استقالة كوفي عنان تعني نهاية الدبلوماسية في سوريا. انها علامة فارقة . وتقول الصحيفة انه مهما حاولنا التفكير في سيناريو لإحياء خطة عنان المكونة من ست نقاط، مثل ايجاد موفد دولي آخر، من الصعب تجنب التوصل إلى ان استقالته تعني نهاية الدبلوماسية. وتقول الصحيفة إن البعض يرى أن وجود عنان زاد الاوضاع سوءا في سوريا، حيث كانوا يرون أن وقف اطلاق النار اعطى القوات الموالية للنظام فرصة لالتقاط الانفاس. وتضيف أن نظام الاسد لم يطبق خطة السلام على الاطلاق، كما لم تتقيد بها المعارضة بصورة جدية. وترى الصحيفة أن فشل خطة عنان لم يكن ناتجا عن الخطة ذاتها، بل جاء نتيجة لاخفاق مجلس الامن الذي وافق عليها. وتقول الصحيفة إن الخلاف بين الكتل المتنافسة في مجلس الامن فاقم الاوضاع في سوريا، وكان من احد اسباب فشل مهمة عنان. وتضيف الصحيفة إن استقالة عنان من مهمته تعد ادانة للدول التي تمد المعارضة بالسلاح كما انها ادانة لروسيا التي تدعم النظام. تناولت صحيفة الاندبندنت أيضا استقالة عنان حيث جاء العنوان الرئيسي لصفحتها لشؤون الشرق الاوسط عنان ينفض يديه من المهمة المستحيلة في سوريا . ويقول لافداي موريس كاتب المقال إن سمعة عنان، الامين العام السابق للامم المتحدة، اهتزت بصورة كبيرة بعد توليه منصب مبعوث الاممالمتحدة لدى سوريا. ويضيف ان عنان اصبح مثارا للانتقاد والسخرية في شوارع سوريا، حيث يجد السوريون متنفسا لاحباطهم بترديد الهتافات ضد خطته، قائلين انها منحت النظام وقتا لاستمرار. وقال لافداي إن العديد من المظاهرات جرت في مناطق مختلفة من سوريا في الشهر الماضي مطالبة بإقالة عنان وأسمته خادم الاسد وايران .