القاهرة (رويترز) - قال عمال ونشطاء عماليون إن الاضرابات أوقفت قطاعا كبيرا من صناعة الغزل والنسيج في مصر يوم الاربعاء لتعطل انتاج منتج تصديري رئيسي في حين تقف البلاد على شفا أزمة في ميزان مدفوعاتها. وقال حمدي حسين الناشط العمالي إن إضراب عمال شركة مصر للغزل والنسيج البالغ عددهم 23 الف عامل دخل يومه الرابع وانضم إليهم نحو 12 الف عامل من شركات حكومية أخرى. وكانت شركة مصر للغزل والنسيج -وهي أكبر شركة للغزل والنسيج في مصر ومقرها في المحلة الكبرى- محور احتجاجات كبيرة في عام 2008 فجرت موجة الاضرابات التي ينظر إليها الآن باعتبارها كانت العامل المحفز على الاحتجاجات الشعبية التي أنهت حكم الرئيس حسني مبارك العام الماضي. وأثارت الإطاحة بمبارك المدفوعة بغضب شعبي من الفقر والفساد الآمال في أجور أعلى وظروف عمل أفضل للعمال خاصة في قطاع الغزل والنسيج الذي عانى من منافسة ضارية من منافسين من القطاع الخاص ومن الخارج. وانتشرت الإضرابات في الأسابيع التالية على الانتفاضة لتدفع الاقتصاد إلى موجة هبوط لم ينتعش منها بعد. وتراجعت حدة الاحتجاجات العمالية واسعة النطاق بعض الشيء لكن مازالت البلاد تشهد إضرابات متفرقة. وشهد ميزان المدفوعات المصري عجزا في الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية 2011-2012 بلغ 11.2 مليار دولار. وتمثل إضرابات قطاع الغزل والنسيج اختبارا مبكرا للرئيس الإسلامي المنتخب حديثا محمد مرسي الذي يواجه صعوبة في تشكيل حكومة لتحل محل الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش حتى يتمكن من البدء في معالجة مشكلات الاقتصاد. وقال حسين مشيرا إلى كيف أخرج الإسلاميون القوى اليسارية من الساحة السياسية منذ الإطاحة بمبارك "الثورة القادمة ستصحح مسار الأولى. ستكون ثورة عمال. العمال أطلقوا شرارة الثورة الأولى ثم سرقت منهم." وقدر أن مصر بها نحو 300 الف عامل في قطاع الغزل والنسيج منهم مئة الف يعملون في شركات حكومية. وقال عمال مصر للغزل والنسيج لرويترز إنهم ينتظرون وصول وفود من وزارتي الصناعة والقوى العاملة إلى المحلة الكبرى لتفاوض معهم لكنهم لم يصلوا بعد. وبدأ ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف عامل اعتصاما مفتوحا في المصنع للمطالبة بزيادة الأجور وعزل مسؤولين فاسدين وتحسين مستشفى الشركة. وهم يريدون زيادة حصتهم في أرباح الشركة وأجرا اساسيا لا يقل عن 1500 جنيه مصري (250 دولارا) شهريا. ويقولون أن أجورهم حاليا تتراوح بين 700 وألف جنيه. (الدولار = 6.0648 جنيه مصري) من شيماء فايد