اطلقت الشرطة الاوكرانية الغاز المسيل للدموع على معارضين كانوا يتظاهرون الاربعاء في كييف احتجاجا على قانون مثير للجدل حول اللغة الروسية في هذه الجمهورية السابقة، فاضطر الرئيس الى استدعاء قادة البرلمان لتسوية هذه الازمة السياسية. وقد احتشد امام مركز للمعارض في وسط المدينة، حوالى الف متظاهر اتوا بناء على دعوة من احزاب المعارضة، خصوصا انصار رئيسة الوزراء السابقة المسجونة يوليا تيموشنكو والملاكم الشهير فيتالي كليتشكو. وانتشر مئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب حول هذا المبنى الذي كان سيعقد فيه الرئيس فيكتور يانوكوفيتش مؤتمرا صحافيا قبل الظهر. وبدأت الشرطة بابعاد المتظاهرين عن المبنى واندلعت مواجهات. واصيب عدد كبير من عناصر الشرطة والمتظاهرين وسالت الدماء على وجوههم. واطلقت قوات الامن الغاز المسيل للدموع على عشرات المتظاهرين ولاسيما كليتشكو الذي اصيب ايضا بجرح طفيف في يده اليسرى، نجم كما قال عن "زجاجة رمى بها" مجهولون. وحيال هذه الفوضى، عمد الرئيس يانوكوفيتش الى الغاء مؤتمره الصحافي واستدعى رؤساء مختلف الكتل في البرلمان لتسوية الازمة غداة اقرار القانون المثير للجدل. وقد وسع هذا القانون حقوق استخدام لغات الاقليات ومنها اللغة الروسية على المستوى الاقليمي، مما يجعل من الروسية اللغة الرسمية الثانية في اوكرانيا، كما تقول المعارضة. وقال الرئيس لدى افتتاح اللقاء بعدما اعلن رئيس البرلمان فولوديمير ليتفين استقالته "لقد دعوتكم لمناقشة وضع الازمة في البرلمان". ويؤكد ليتفين الذي ما زالت استقالته تحتاج الى موافقة النواب خلال عملية تصويت، انه تعرض "للخداع" من نائب رئيس البرلمان الذي عمد الى اجراء التصويت في غيابه. ونقلت عنه وكالة انباء انترفاكس قوله "لقد خدعت، واوكرانيا قد خدعت". ولمواجهة هذا الوضع، هدد الرئيس يانوكوفيتش باجراء "انتخابات نيابية مبكرة"، فيما من المقرر ان تجرى الانتخابات النيابية اواخر تشرين الاول/اكتوبر في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة. ولم يحضر الاجتماع الذي دعا اليه الرئيس اي من مندوبي المعارضة، وحتى ليتفين. وقد وقعت هذه الاحداث بعد ثلاثة ايام على انتهاء كأس اوروبا 2012 لكرة القدم التي شاركت اوكرانيا في تنظيمها واعتبرت في البلاد نجاحا ادى الى تحسين صورتها التي شوهتها قضية تيموشنكو. ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن وزير التنمية الاقتصادية بيترو بوروشينكو قوله "كان يفترض بالبلاد ان تستفيد من الانطباعات الاستثنائية لملايين الاوروبيين حول اوكرانيا بعد كأس اوروبا 2012 لكرة القدم. لكن النواب ويا للاسف قاموا بدلا من ذلك بخطوة نحو المواجهة". واثار اقرار القانون حول اللغة الروسية الثلاثاء في القراءتين الثانية الاخيرة مشادات بين حوالى اربعين من نواب الفريقين، وهما حزب المناطق، الحاكم والمؤيد للقانون والمعارضة التي ترفضه. وجعل الروسية اللغة الثانية للدولة كان واحدا من الوعود الانتخابية للرئيس يانوكوفيتش الذي يواجه حزبه موقفا حرجا، كما تفيد استطلاعات الرأي، مع اقتراب الانتخابات النيابية. وتعيش في اوكرانيا مجموعة كبيرة تتحدث باللغة الروسية، وما زال وضع اللغة الروسية يتسبب في اندلاع نزاعات في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها 46 مليون نسمة والواقعة بين روسيا والاتحاد الاوروبي. وقال اوليغ تياغنيبوك زعيم حزب سفوبودا القومي خلال تظاهرة الاحتجاج "هذا القانون يجب الا يكون موجودا، والاوكرانيون لن يعترفوا به". من جانبه، قال كليتشكو لوكالة فرانس برس ان "مسألة اللغة مصطنعة ... اننا نتفاهم"، سواء تحدثنا الروسية او الاوكرانية. واضاف "هذه ليست سوى محاولة من الحكم لحرف الانتباه عن المشاكل الحقيقية".