التقى قادة غرب افريقيا الجمعة في اجتماع قمة في ياموسوكرو لبحث سبل تجنب استفحال الازمة في مالي حيث تستمر الجماعات الاسلامية المسلحة في تشديد قبضتها على شمال البلاد. وقال رئيس ساحل العاج الحسن وتارا الذي يترأس حاليا المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (15 بلدا) عند افتتاح القمة في حضور عشرة قادة افارقة ان الاجتماع سيسمح "باتخاذ مبادرات اخرى لتفادي تفاقم الوضع في مالي". وهؤلاء القادة وبينهم خصوصا رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري وسيط المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا في الازمة المالية ونظيره النيجيري محمدو يوسفو ورئيس حكومة مالي الانتقالية الشيخ موديبو ديارا سيبحثون موضوع المفاوضات الجارية مع المجموعات المسلحة في شمال مالي وفكرة ارسال قوة اقليمية الى المنطقة. وتأتي هذه القمة العادية في وقت شدد فيه الاسلاميون قبضتهم بشكل كبير على هذه المنطقة التي يتقاسمونها مع حركة المتمردين الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير ازواد، منذ اواخر اذار/مارس الماضي. وقد سقطت غاو (شمال شرق) الاربعاء في ايدي اسلاميي حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا التي تعتبر منشقة عن تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي، بعد معارك عنيفة اسفرت عن سقوط 20 قتيلا على الاقل. واضطر المتمردون الطوارق الخميس لمغادرة تمبكتو ((شمال غرب) وجوارها بامر من جماعة انصار الدين الاسلامية. وتبدو السلطات الانتقالية القائمة في باماكو اثر اتفاقات ابرمت بين المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا ومنفذي انقلاب 22 اذار/مارس الذي سرع سقوط شمال مالي في ايدي المجموعات المسلحة، عاجزة امام الازمة في هذه المنطقة. كما لا يزال الفريق العسكري الحاكم السابق نافذا. وباتت جماعة انصار الدين وحركة التوحيد والجهاد اللتان تريدان فرض الشريعة الاسلامية في مالي، تسيطران على المراكز الرئيسية في شمال مالي بدعم المقاتلين في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، بعد ان استولت شيئا فشيئا على الاماكن التي كانت تسيطر عليها الحركة الوطنية لتحرير ازواد الانفصالية والعلمانية. واكد دبلوماسي افريقي لوكالة فرانس برس ان المشاركين في قمة ياموسوكرو "سيدعمون خيار التفاوض". وتحضر المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا لاحتمال ارسال قوة الى مالي قوامها نحو 3300 عنصر وتشارك فيها خصوصا نيجيريا والسنغال والنيجر. لكنها تحتاج مع الاتحاد الافريقي لدعم دولي لمثل خذه العملية، ولدعم لوجستي بشكل خاص من الولاياتالمتحدة وفرنسا. وكان مشروع اول اعتبر غير واضح الى حد كبير في مجلس الامن الدولي وتقوم المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا حاليا بمراجعة نسختها. واذا كانت بعض الدول مثل النيجر تدفع للجوء الى القوة فان بوركينا فاسو، التي تقوم بدور الوسيط، تتحادث حاليا مع وفود جماعة انصار الدين التي طلبت منها الوساطة قطع علاقاتها مع "الارهابيين" في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي- وحركة التوحيد والجهاد. كذلك تدعو الجزائر التي تزداد الاستعانة بها باعتبارها عنصرا لا يمكن الاستغناء عنه في هذه الازمة، الى حل تفاوضي. وينتظر وصول وزير الخارجية المالي ساديو الامين سو الى الجزائر الاحد في زيارة تستغرق "يومين او ثلاثة ايام" كما افاد مصدر دبلوماسي في العاصمة الجزائرية. وستبحث قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا ايضا الوضع في غينيا-بيساو حيث اطلقت عملية انتقالية بوساطة غرب افريقيا بعد انقلاب عسكري في 12 نيسان/ابريل الماضي.