لندن (رويترز) - رحب إسلاميون من مختلف انحاء العالم بفوز محمد مرسي بأول انتخابات حرة نزيهة في مصر واعتبروه نصرا لقضيتهم بينما اتسمت ردود افعال الدول الغربية ودول الخليج واسرائيل بالحذر والقلق من اجندته السياسية. وحظي فوز مرشح حركة الاخوان المسلمين على القائد السابق لسلاح الطيران الفريق احمد شفيق باهتمام كبير من غزة وإلى الخليج واعتبر على نطاق واسع حدثا تاريخيا له نتائج بعيدة المدى تتجاوز حدود مصر. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس في غزة ان الشعب المصري لم ينتخب رئيسا لمصر فقط ولكن للامتين العربية والاسلامية ايضا. وتأمل حماس ان ينهي مرسي تعاون القاهرة مع اسرائيل في فرض حصار على غزة. ورغم محاولات اسرائيل الحثيثة لإضعاف حماس فإنها اعربت هي الاخرى عن احترامها لفوز مرسي و"العملية الديمقراطية" وحثت الحكومة الجديدة في القاهرة على الحفاظ على اتفاقية السلام التي حافظ عليها الرئيس المخلوع حسني مبارك طوال 33 عاما. وبالنظر لانتصار مرسي في اطار انتفاضات الربيع العربي التي اطاحت برؤساء تونس وليبيا واليمن ومصر ايضا قال إسلاميون انهم يرون فوز مرسي دليلا على ان "ثورتهم" على مسارها الصحيح. وقال محمد القحطاني المؤسس المشارك لجمعية الحقوق المدنية والسياسية السعودية التي تدافع عن القيم الديمقراطية في تعليق على موقع تويتر ان فوز مرسي يمثل انتصارا للثورات العربية. ورحبت الولاياتالمتحدة التي تقدم مساعدات عسكرية كبيرة لمصر بنتيجة الانتخابات الرئاسية ولكنها اكدت على انها تتوقع من مرسي ان يعمل على ضمان الاستقرار والا ينخرف نحو المغالاة. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض في بيان "نعتقد ان من المهم للرئيس المنتخب مرسي ان يتخذ خطوات في هذا الوقت التاريخي للنهوض بالوحدة الوطنية بالتواصل مع كل الاطراف والقوى في مشاورات بشأن تشكيل حكومة جديدة." ودعا المتحدث الزعيم الجديد الى ضمان ان تبقى مصر"دعامة للسلام والامن والاستقرار الاقليمي". واثنت إيران التي تفتخر بقيمها الاسلامية على من وصفتهم "شهداء الثورة (المصرية)" وقالت انهم المسؤولون عن توجيه البلاد لرؤية رائعة للديمقراطية. وقالت وزارة الخارجية الايرانية "حركة الشعب المصري الثورية... في مراحلها النهائية للصحوة الاسلامية وعصر جديد من التغيير في الشرق الأوسط." ولم يصدر اي تعليق على النتائج من حكومة المملكة العربية السعودية اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. وتتسم العلاقات بين الحكومة السعودية والاخوان المسلمين بالسوء نظرا لان العديد من المسؤولين في السعودية يتهمون الاخوان بدعم مطالب تدعو لتغيير سياسي في المملكة. لكن محلليين قالوا ان على السعودية العمل مع الرئيس المصري الجديد. وقال الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي الذي له علاقات بالاسرة الحاكمة في السعودية انه يعتقد ان السعوديين سيكونون عمليين جدا بشأن فوز مرسي. وقال انه بمرور الوقف سيكتشفون مصالح مشتركة في الاقتصاد والسياسة وفي التعامل مع ايران. وقال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان الانتخابات تمثل حدثا مهما في التحول الديمقراطي لمصر وانها تأمل في ان يكون الرئيس الجديد "ممثلا للتنوع في مصر." وفي بيان كرر بشكل كبير ما ورد في بيانات صدرت عن دول اخرى بالاتحاد الاوروبي رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج بفوز مرسي وحثه على بناء الجسور والحفاظ على حقوق الانسان وخاصة حقوق المرأة والاقليات الدينية. (إعداد معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية - تحرير احمد صبحي خليفة)