وجه البابا بنديكتوس السادس عشر نداء ملحا الاربعاء الى "المسؤولين عن اعمال العنف" في نيجيريا دعاهم فيه الى "وقف اراقة دماء الابرياء" والى "كل الفئات الاجتماعية" في البلاد لتجنب الاعمال الانتقامية. وقال البابا في الفاتيكان "اوجه نداء الى المسؤولين عن اعمال العنف ليوقفوا على الفور اراقة دماء اعداد كبيرة من الابرياء". وتمنى البابا ايضا "تعاون كل الفئات الاجتماعية لئلا تسلك طريق الانتقام"، في اعقاب الاعتداءات التي نفذتها جماعة بوكو حرام الاسلامية واعمال الثأر بين المسيحيين والمسلمين التي اسفرت عن مئة قتيل منذ الاحد. وكانت اعتداءات اعلنت جماعة بوكو حرام مسؤوليتها عنها استهدفت الاحد من جديد كنائس في ولاية كادونا (شمال) وتسببت باعمال انتقامية نفذها شبان مسيحيون ضد مسلمين. وامام ثمانية الاف شخص من جميع انحاء العالم في قاعة البابا بولس السادس، طلب بنديكتوس السادس عشر بالحاح "ان يتعاون جميع المواطنين النيجيريين في بناء مجتمع سلمي ومتصالح يتأمن فيه الضمان التام للحق في التبشير بحرية". وكانت "الجمعية المسيحية في نيجيريا" ابرز منظمة مسيحية في البلاد اتهمت الثلاثاء بوكو حرام ب"اعلان الحرب" على المسيحيين في شمال البلاد، وبأنها تجري "حملة تطهير دينية منهجية". وانتقدت ايضا رد الفعل "الضعيف" الذي صدر عن الرئيس غودلاك جوناثان. وتنقسم نيجيريا، اكبر بلد افريقي من حيث عدد السكان (160 مليون نسمة) بين شمال تسكنه اكثرية مسلمة وجنوب تسكنه اكثرية مسيحية. ووجه الاساقفة النيجيريون نداءات دعوا فيها الى الامتناع عن الرد على العنف بالعنف، واعربوا عن اعتقادهم أن هذه الهجمات مردها الى طموحات سياسية تستغل العنصر الديني. ويعرب الكرسي الرسولي عن قلقه من اتساع اعمال العنف ضد المسيحين في مختلف بلدان العالم، والتي يتسبب بوقوعها الاسلام المتطرف وخصوصا في افريقيا التي تشهد تعايشا بين المسلمين والمسيحيين.