فيينا (رويترز) - تمارس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضغوطا على إيران يوم الجمعة من اجل التوصل الى اتفاق يتيح لمفتشي الوكالة تفقد مجمع عسكري يشتبه بانه كان مركزا لابحاث صنع قنبلة نووية الا ان دبلوماسيين غربيين يتشككون في امكان تحقيق انفراجة في هذا الصدد. وتراقب القوى العالمية عن كثب اجتماعا بين ايران والوكالة الدولية التابعة للامم المتحدة في فيينا يهدف الى التحقق مما اذا كانت الجمهورية الاسلامية مستعدة لتقديم تنازلات قبل مباحثات اوسع نطاقا تجري في موسكو في وقت لاحق من الشهر الجاري بشأن النزاع النووي المستمر منذ عقد من الزمن. وتقول كل من طهران والوكالة الدولية إنه تم احراز تقدم ملموس بشأن اتفاق اطاري لاستئناف عمليات تفتيش للوكالة توقفت منذ فترة طويلة للاطلاع على انشطة طهران النووية. إلا ان الاختلافات لا تزال قائمة بشأن كيفية اضطلاع الوكالة بواجباتها فيما أبدت الولاياتالمتحدة شكوكا هذا الاسبوع بشأن مدى استعداد طهران كي تتيح للوكالة الدولية ما تحتاجه من حرية الوصول الى مواقع ووثائق ولقاء مسؤولين. وقال روبرت وود المندوب الامريكي بالانابة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للصحفيين على هامش اجتماع لمجلس محافظي الوكالة "لست متفائلا. أتمنى من كل قلبي التوصل لاتفاق لكنني لست واثقا من استعداد ايران." وعضدت شكوك المسؤول الامريكي تصريحات تتسم بالتحدي أدلى بها مندوب ايران لدى الوكالة الدولية الذي اتهم الوكالة يوم الاربعاء الماضي بالعمل كجهاز جاسوسية يديره الغرب واضاف انه لا شأن لواشنطن بالانشطة العسكرية الايرانية. وقال على اصغر سلطانية إن ايران ستتعاون مع الوكالة الدولية كي تبرهن على ان مزاعم الغرب بان طهران تسعى للحصول على امكانات نووية "ملفقة ومزورة". وتقول ايران إن برنامجها النووي يهدف الى توليد الكهرباء. الا ان سلطانية أضاف ان ايران "لن تسمح بالمساس بأمنها القومي" بما يوحي بانها قد تحد من مجال تحقيقات مفتشي الوكالة الدولية. وقال دبلوماسي اوروبي إن تصريحات سلطانية تشير الى ان ايران لا تميل الى تقديم تنازلات خلال محادثات يوم الجمعة في فيينا. ويشك مسؤولون غربيون في ان ايران ستعمد خلال جولتي المحادثات الى كسب الوقت لمواصلة برنامجها النووي ويقولون إن قيمة اي اتفاق تعتمد على كيفية تنفيذه. وتريد الوكالة الدولية ان تبدد طهران مخاوف بشأن معلومات مخابرات تشير الى وجود ابحاث وتجارب نووية في ايران تتعلق باكتساب القدرة على صنع اسلحة نووية وان بعض هذه الانشطة لايزال قائما. وأكد الاتحاد الاوروبي انه يتعين توفير مناخ من الحرية يتيح للوكالة اجراء تحقيقاتها علانية والا تضطر الى اخفاء جوانب من التحقيقات قبل الأوان. وقال الاتحاد في بيان الى مجلس محافظي الوكالة إنه يتعين ان يكون بمقدورها معاودة تفقد مواقع مع تقدم العمل في انشطة التفتيش ومع توافر معلومات جديدة. وتولي الوكالة اهمية آنية للوصول الى مجمع بارشين العسكري الواقع جنوب شرقي طهران حيث تعتقد ان طهران أقامت منشأة من الصلب عام 2000 لاجراء تجارب على مواد شديدة الانفجار وربما عمدت الآن الى تطهير الموقع لمحو اي ادلة قد تدين الجمهورية الاسلامية. وتقول ايران إن بارشين مجرد منشأة عسكرية تقليدية ووصفت مثل هذه الاتهامات بانها "مثيرة للسخرية." ويقول دبلوماسيون ومحللون إن ايران ربما تكون تعرض تعاونها المتزايد مع الوكالة الدولية كورقة مساومة في مفاوضاتها مع القوى العالمية وهي المباحثات التي استؤنفت في ابريل نيسان الماضي بعد توقف دام 15 شهرا ومن المقرر ان تستأنف في العاصمة الروسية خلال يومي 18 و19 من الشهر الجاري. وترمي هذه المفاوضات الى تخفيف حدة التوتر بشأن برنامج ايران النووي الذي دفع الغرب الى فرض عقوبات صارمة ومتتالية على ايران بما في ذلك حظر نفطي للاتحاد الاوروبي بدءا من الاول من يوليو تموز الامر الذي أثار مخاوف من اندلاع حرب في المنطقة. (إعداد محمد هميمي للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)