بغداد (رويترز) - انفجرت سيارة ملغومة أمام ديوان الوقف الشيعي في وسط بغداد يوم الاثنين مما أسفر عن مقتل 23 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من مئة في هجوم يحمل بصمات جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة. ويأتي هجوم يوم الاثنين في وقت حساس حيث تتصارع الكتل السياسية للشيعة والسنة والأكراد في أزمة تهدد بانهيار اتفاق تقاسم السلطة. وقالت الشرطة وشهود عيان إن الانفجار استهدف ديوان الوقف الشيعي وهو مؤسسة حكومية تدير المساجد والمراقد الشيعية في العراق مما أدى إلى تناثر القتلى والجرحى بامتداد شارع رئيسي مجاور وألحق أضرارا بالمقر. وقال الشرطي أحمد حسن الذي كان في مركز مجاور للشرطة عندما وقع الانفجار "كان انفجارا قويا.. غطى التراب والدخان المنطقة. في البداية لم يكن بوسعي رؤية شيء لكني سمعت لاحقا صراخ النساء والأطفال." وأضاف "هرعنا مع أفراد آخرين من الشرطة لتقديم المساعدة... وتناثر الجرحى في كل مكان وكان هناك أشلاء في الشارع الرئيسي." وتراجع العنف في العراق لكن مسلحين من السنة مرتبطين بتنظيم القاعدة ما زالوا قادرين على تنفيذ هجمات وكثيرا ما يهاجمون أهدافا شيعية في محاولة لإذكاء توترات طائفية مثل تلك التي دفعت البلاد إلى شفا حرب أهلية في 2006 و2007. وقال مسؤولو أمن إن الأدلة المبدئية تشير إلى أنه تفجير انتحاري بسيارة. وقالوا إن التفجير نفذته فيما يبدو جماعة دولة العراق الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي كثيرا ما تستعين بالانتحاريين في هجماتها. ودخل ديوان الوقف الشيعي في الآونة الأخيرة في نزاع مع الوقف السني بشأن السيطرة على مرقد شيعي رئيسي في مدينة سامراء التي تسكنها أغلبية سنية. وكان الهجوم على مرقد الإمام العسكري في سامراء عام 2006 سبب اشتعال صراع طائفي قتل فيه عشرات الآلاف في العامين التاليين. وفي الأسبوع الماضي تسبب تفجير شاحنة ملغومة في سوق وسيارة ملغومة وعدة تفجيرات على الطرق في مقتل 17 شخصا على الأقل وإنهاء هدوء نسبي دام أسابيع في بغداد حيث كانت الهجمات اليومية تتسبب في مقتل مئات الضحايا في اوج الصراع. وفي منتصف ابريل نيسان انفجرت اكثر من 20 قنبلة في مدن وبلدات في انحاء العراق مما أسفر عن سقوط 36 قتيلا. وأعلنت جماعة دولة العراق الإسلامية مسؤوليتها عن تلك الهجمات. ومنذ انسحاب آخر جندي امريكي من العراق في ديسمبر كانون الاول بعد تسع سنوات من الغزو تتصاعد التوترات في العراق وهدد منتقدو رئيس الوزراء نوري المالكي بالسعي إلى إجراء اقتراع بالبرلمان على سحب الثقة منه. ويقول كثير من زعماء السنة والأكراد إنهم يخشون أن يكون المالكي يسعى لتهميشهم لتعزيز سلطة الشيعة. ويقول انصار المالكي إن منتقديه هم من يعوقون الحكومة لمحاولة الحصول على مزيد من التنازلات. (إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)