قالت مصادر امنية ان جنودا لبنانيين قتلوا بالرصاص اثنين من اعضاء تحالف مناهض للرئيس السوري بشار الأسد في شمال لبنان يوم الأحد وهو ما يأتي في إطار سلسلة أحداث تزيد المخاوف من امتداد الاضطرابات في سوريا إلى لبنان. وأضافت المصادر ان الشيخ احمد عبد الواحد وهو رجل دين سني ومحمد حسين مرعب وكلاهما من أعضاء تحالف قوى الرابع عشر من اذار قتلا بالرصاص في سيارتهما عندما أسرعا بها للمرور من نقطة تفتيش للجيش بدلا من التوقف عندها. وأغلق سكان منطقة عكار في شمال لبنان الطرق احتجاجا على مقتل الشيخ ومرافقه. كما أغلق سكان غاضبون الطريق الساحلي الرئيسي شمالي مدينة طرابلس. ويتعاطف كثير من السنة في شمال لبنان مع الانتفاضة ضد الرئيس السوري ويقولون ان الجيش اللبناني يتلقى الاوامر من دمشق. وأصدر الجيش اللبناني بيانا يؤكد فيه مقتل الرجلين لكنه لم يذكر اي معلومات بخصوص المسؤولية عن الحادث أو ملابساته. وعبرت قيادة الجيش في البيان عن اسفها الشديد لسقوط الضحيتين وقالت انها "بادرت على الفور الى تشكيل لجنة تحقيق من كبار ضباط الشرطة العسكرية وباشراف القضاء المختص." وقال المصدر الامني ان بعض قوات الجيش انسحبت في الاونة الاخيرة من عكار لمنع تصاعد التوتر بعد الاشتباكات المتفرقة التي وقعت على مدى الاسبوع الاخير نتيجة التوتر الطائفي في سوريا. وقال نائب تيار المستقبل المناهض لسوريا خالد الضاهر ان الرجلين "كانا يمران على حاجز للجيش... وتم اطلاق النار عليهما على الرأس والرقبة." واضاف لرويترز "لو اطلقت النيران على الارجل او على اطارات السيارة كنا قلنا ان هناك خطأ معينا لكن نحن نعتبر هذا الموضوع هو استهداف مباشر من الجيش التابع لسوريا." ومضى يقول "بكل بساطة نحن لن نقبل ان يمر هذا الموضوع مرور الكرام ونريد معاقبة القتلة... هذا الجيش العميل لبشار الأسد لن نرضى به في مناطقنا." وكان لسوريا وجود عسكري في لبنان استمر حتى عام 2005. وقال المعلق السياسي رامي خوري المقيم في بيروت ان العنف الاخير في طرابلس مرتبط بالاحداث في سوريا. وقال ان التوتر في المنطقة يرجع إلى سنوات لكنه اشتد بسبب الوضع في سوريا. وأضاف ان سوريا ليست العامل الأساسي ولكن لها صلة بالأمر. وقال شاهد من رويترز ان قنبلة انفجرت على جانب الطريق يوم الأحد في بلدة دوما الواقعة على مشارف دمشق على بعد 150 مترا من قافلة تابعة للامم المتحدة تقل رئيس بعثة مراقبي وقف اطلاق النار في سوريا ومسؤولا كبيرا في الاممالمتحدة. أضاف المراسل انه تم إيقاف السيارة التي تقل الجنرال روبرت مود عند نقطة تفتيش تابعة للجيش عندما جرى تفجير القنبلة في شارع قريب. ولم ترد انباء عن سقوط ضحايا لكن مصدرا امنيا في دوما قال لرويترز إن اشتباكات وقعت في وقت سابق يوم الاحد وان مسلحين أصابوا 29 من افراد قوات الأمن. وقال سكان في دمشق ان اشتباكات عنيفة جرت في المناطق الواقعة بوسط المدينة مساء السبت وان جماعة معارضة قالت انها اغتالت وزيري الداخلية والدفاع السوريين. ونفى الوزيران في التلفزيون الرسمي الادعاءات التي جاءت على لسان جماعة كتائب الصحابة المعارضة. واتهم العماد حسن توركماني المقرب من الأسد قنوات اخبارية فضائية عربية بثت ادعاء الجماعة المعارضة بنشر شائعات مغرضة.