الرياض (رويترز) - سيبحث زعماء دول الخليج العربية في اجتماعهم يوم الاثنين تعزيز الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست في مواجهة ما يرون أنها تهديدات متنامية من ايران والقاعدة بعد الانتفاضات العربية ولكن هناك عقبات سياسية كبيرة تلوح في الافق. ويشعر بعض أعضاء مجلس التعاون الخليجي الذي يضم الكويت والبحرين وقطر والامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والسعودية بقلق من أن التقارب قد يؤدي الى تعزيز نفوذ السعودية أكبر عضو في المجلس. وينظرون بعدم ارتياح لتقارير عن أن السعودية ستقيم مبدئيا اتحادا مع البحرين حيث تمردت الاغلبية الشيعية على مملكة تشبه الاسرة الحاكمة فيها الاسر الحاكمة في دول المجلس من حيث كونها سنية ومتحالفة مع الولاياتالمتحدة ضد ايران. وقال مصدر قريب من الحكومة القطرية "ترى قطر في هذا كله طريقة سعودية لتقويض العلاقات الثنائية بين دول الخليج وفرض جدول أعمالها عليها." وتخشى دول الخليج العربية الاصغر فقدان النفوذ الاقتصادي والسياسي لصالح السعودية التي يزيد عدد سكانها خمس مرات على سكان عمان ثاني اكبر دولة في المجلس من حيث عدد السكان لتسيطر أيضا على قطاع النفط والغاز الاكثر أهمية في المنطقة. والشاغل الرئيسي للرياض هو صراعها الاقليمي مع ايران من أجل النفوذ وتريد اندماجا أكبر في مجال الدفاع وتنسيقا في مجال السياسة الخارجية بما يساعد في التعامل مع ذلك الصراع. ويعتقد السعوديون أن ايران استغلت الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين في عام 2003 كنقطة انطلاق للسيادة على المنطقة كلها ويتهمون طهران بتأجيج الانتفاضة في البحرين والاضطراب بين الاقلية الشيعية في السعودية. وتنفي الجمهورية الاسلامية تلك الاتهامات. وعندما عقد زعماء دول مجلس التعاون اجتماعهم الاحدث في ديسمبر كانون الاول الماضي حث العاهل السعودي الملك عبد الله الدول الاعضاء على تجاوز مرحلة التعاون الى مرحلة الوحدة في كيان واحد. وقد يدفع ذلك الى انشاء اللجنتين الخليجيتين اللتين دار حولهما نقاش كثير لتنسيق السياسة الخارجية والدفاعية رغم أن مسؤولا خليجيا قال ان هاتين اللجنتين ستضطلعان على الارجح بمهام استشارية فقط وقد لا يعلن عنهما الا في القمة الكاملة القادمة في ديسمبر كانون الاول. ونظر الى دعوة الملك للوحدة في ذلك الوقت باعتبارها ردا على مخاوف دول الخليج العربية من أن يقوض الربيع العربي الاستقرار في الشرق الاوسط مما يعطي لتنظيم القاعدة الفرصة لان يكون لها موطئ قدم في بعض الدول ولايران كي تفرض سيطرتها على الاخرين. قال نيل باتريك وهو باحث زائر في برنامج الخليج في مدرسة لندن للاقتصاد "الرغبة المتزايدة هي تقديم جبهة أكثر اقناعا للوحدة في سياق قدر من الضغوط الداخلية والاقليمية. ولكن الاهمية الفائقة للسيادة الوطنية والقلق من النفوذ الذي قد تتمتع به السعودية يعملان ضد أي خطوات عملية." ولم يهدأ الاحساس بالضغوط في نصف العام بين الاجتماعين. فالاحتجاجات الشيعية اشتعلت من جديد في البحرين واشتعل من جديد كذلك صراع قديم بين الاماراتوايران حول مجموعة من الجزر المتنازع عليها وذكرت مؤامرة تفجير جديدة للقاعدة الكثيرين بتهديد أمني مزعج مصدره اليمن. ونظرا للعقبات في طريق اندماج سياسي جوهري بين دول مجلس التعاون الخليجي الست ترددت في الاونة الاخيرة تكهنات في العواصم الخليجية عن قيام شكل ما من الوحدة الاولية بين البحرين والسعودية. وجاء في ورقة بحثية في مجموعة أوراسيا يوم الخميس أنه "من المحتمل أن تقيم السعودية والبحرين نظاما اتحاديا مصغرا" وأضافت أن الخطة ستعطي الرياض نفوذا رسميا أكبر على الامن في جارتها الاصغر. وتتهم السعودية والبحرين ايران باثارة الاضطرابات في البحرين وتخشيان من أن طهران تسعى لاقامة حكومة شيعية تدين بالطاعة للجمهورية الاسلامية في اطار طموحات بأن تصبح ايران القوة الاقليمية المسيطرة وتدحر النفوذ الامريكي في الشرق الاوسط. وأرسلت السعودية قوات في العام الماضي لسحق الانتفاضة في البحرين وتدعم جارتها منذ فترة طويلة بمنحة من النفط الخام لتزويد مصفاة مهمة لتكرير النفط. ولا يزال الدبلوماسيون في الخليج يقولون انه من غير المرجح على ما يبدو قيام اتحاد كونفدرالي مشيرين الى معارضة محتملة من قبل أعضاء اخرين في مجلس التعاون يشعرون بقلق من تزايد النفوذ السعودي والى نفور النظم الملكية التاريخي من فكرة التنازل عن أي قدر من السيادة. قال جاستن جنجلر وهو باحث متخصص في شؤون البحرين مقيم في قطر "انها وسيلة للضغط على البحرينيين لترتيب بيتهم. واذا كانت هناك حقا وحدة (بين السعودية والبحرين) فانها ستحدث قشعريرة في منطقة الخليج كلها." ولم يتسن الاتصال بمتحدث باسم الخارجية السعودية للحصول على تعليق. وستأتي القمة في وقت تعمل فيه السعودية وقطر -وهما الدولتان الانشط سياسيا- بين دول الخليج العربية بشكل مثمر في قضايا اقليمية مثل سوريا واليمن. وقادت الدولتان الجهود العربية لعزل الرئيس السوري يشار الاسد وهو حليف لايران بسبب قمعه الدامي لانتفاضة شعبية وكانت الدولتان عاملا في تسهيل خروج الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من السلطة في اليمن في يناير كانون الثاني لنزع فتيل انتفاضة كانت تمزق الدولة الواقعة في الجزيرة العربية. وعلاوة على ذلك نجح مجلس التعاون الخليجي في احراز قدر من التقدم في بناء اتحاد جمركي وهي خطوة أولى على طريق الاندماج الاقتصادي. ولكن أعضاء المجلس لم يوافقوا بعد وبالرغم من الحاح الولاياتالمتحدة المستمر منذ عقود على اقامة درع صاروخي مشترك يرى محللون عسكريون غربيون أنه الحد الادنى نحو اتفاق تسلح مشترك وخطوة ستتطلب انشاء منظومات للرادار في دولة وصواريخ في دولة أخرى. وهناك تاريخ من الصراعات العربية العربية في المنطقة. وتشاحنت السعودية في الماضي مع قطر بسبب دعمها لقناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية التي انتقدت الاسرة الحاكمة في الرياض وبينها وبين الامارات توترات حول تعميق الوحدة الاقتصادية ونزاع حدودي. بينما تعاني الامارات من توتر مع جارتها عمان التي اتهمت الامارات بادارة شبكة للتجسس في مسقط وهو اتهام نفته الامارات. وقال المحلل السياسي السعودي عبد الله الشمري ان النخب في مجلس التعاون الخليجي رأت تلك الدعوة للوحدة كرد فعل على الربيع العربي. ولكن التأييد في بعض الدول العربية سيكون ضعيفا فلا توجد سياسية موحدة في الدفاع والسياسة الخارجية. (اعداد اشرف راضي للنشرة العربية - تحرير نبيل عدلي)